أعلم أن الفكرة تبدو جنونية، لكن الملكة إليزابيث الثانية هي أول ملكة في التاريخ تنجب طفلاً دون حضور وزير الداخلية، ففي السابق كان حضور الوزير، بل وعدد من النبلاء أيضاً مطلباً أساسياً أثناء ولادة الملكة.
لا تتفرد الملكة إليزابيث فقط بعدم حضور الغرباء لولادتها، كذلك فهي أول امرأة ملكية يرافقها زوجها عند الولادة، فقد حضر الأمير الراحل فيليب ولادة ابنه الرابع الأمير إدوارد.
أما الحقيقة الثالثة المثيرة للاهتمام حول ولادات الملكة إليزابيث فهي أنها لم تذهب إلى المشفى في أي من ولاداتها، بل أنجبت جميع أطفالها في المنزل.. أو في "القصر" بعبارة أكثر دقة.
في هذا التقرير سنروي لكم حكاية الولادات المنزلية الأربع لملكة بريطانيا كما أوردتها مجلة Hello الأمريكية:
ولادات الملكة إليزابيث الثانية
ولادة الأمير تشارلز
وُلِد الأمير تشارلز بعملية قيصرية مساء يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1948، في قاعة بول بقصر باكنغهام. ووفقاً لمجلة Town and Country، حُوِلَت الغرفة، التي كانت تُستخدم عادةً غرفة ضيوف، إلى "مستشفى مصغَّر".
كانت الملكة في الثانية والعشرين من عمرها عندما أنجبت تشارلز. وفي الواقع، لم يكن الأمير فيليب في الغرفة عند وصول مولوده البكر، بعد مخاض دام 30 ساعة.
ولتمضية الوقت، قيل إنَّ فيليب كان يلعب الاسكواش مع سكرتيرته الخاصة في القصر حتى وصول أنباء ميلاد ابنه.
وكشفت صحيفة The Daily Mail: "عندما جاء السكرتير الخاص للملك، تومي لاسيليس، بالبشارة، صعد فيليب إلى الطابق العلوي إلى قاعة بول، التي تحولت إلى غرفة عمليات، حيث حمل مولوده الأول، بينما لا يزال مرتدياً قميصاً برقبة مفتوحة وسروال رياضة". وعندما أفاقت الملكة من التخدير قدم لها الأمير فيليب باقة من الورود والقرنفل.
وكما هو العُرف في الولادات الملكية، أطلقت المدفعية التابعة للقوات الملكية 41 طلقة تحية، ورنّت أجراس وستمنستر وتدفقت الحشود إلى القصر للاحتفال بالأخبار السعيدة.
وفي ميدان ترافالغار، أضيئت النوافير باللون الأزرق للإعلان عن جنس المولود الملكي. وتجمع خارج قصر باكنغهام حوالي 4000 شخص لمشاهدة مجيء وخروج الفريق الطبي.
ولادة الأميرة آن
وُلِدَت الأميرة آن إليزابيث أليس لويز في 15 أغسطس/آب 1950 في تمام الساعة 11:50 صباحاً. وبينما أنجبت الملكة أبناءها الثلاثة في قصر باكنغهام، وُلدت آن في المقر الملكي كلارنس هاوس بسبب تجديد القصر بعد الحرب.
قال الأب الأمير فيليب عند وصول ابنته الأولى والوحيدة: "إنها أجمل فتاة".
ونقلت شبكة BBC كيف نُشِرَت أخبار ولادة الأميرة آن على أبواب كلارنس هاوس، ووُضِعَت على لوحة الإعلانات المخصصة خارج وزارة الداخلية في وايتهول ومانشن هاوس -مقر عمل اللورد عمدة لندن- في مدينة لندن.
وجاء في الإعلان: "دوق أدنبرة شرب الشمبانيا نخب صحة الأميرة الجديدة مع موظفيه".
ثم اتصل هاتفياً بقلعة بالمورال حيث كان الملك يمارس الصيد في المستنقعات. وأُوفِد رسول خاص ليجده ويبلغه بالبشارة.
ولادة الأمير أندرو
أنجبت الملكة والأمير فيليب صبياً آخر في 19 فبراير/شباط 1960 في الساعة 3:30 مساءً. ومثل تشارلز، وُلِد أندرو في قصر باكنغهام، لكن هذه المرة أنجبت الملكة طفلها في الجناح البلجيكي.
وسُمِي المولود أندرو ألبرت كريستيان إدوارد، وكانت هناك فجوة كبيرة بين الأمير وإخوته الأكبر سناً، إذ كان يصغر أخاه الأكبر بـ12 عاماً.
وبحسب التقارير، خضعت الملكة لعملية ولادة تسمى "نوم الشفق"، حيث تخضع الأم لتخدير عام من أجل المخاض ويُولَد الطفل باستخدام ملقط طبي.
ولم تعد تُستخدَم هذه العملية المثيرة لكثير من الجدل في الولادة، وبحلول الوقت الذي أنجبت فيه الملكة الأمير إدوارد، اختارت وسائل أخرى للولادة.
ولادة الأمير إدوارد
وصل الطفل الرابع للملكة، الأمير إدوارد أنتوني ريتشارد لويس، إلى العالم في 10 مارس/آذار 1964 الساعة 8.20 مساءً.
كانت هذه أول ولادة يحضرها الأمير فيليب مع زوجته؛ ما يجعلها مميزة أكثر للزوجين الملكيين.
وفي كتاب "My Husband and I: The Inside Story Of 70 Years Of Royal Marriage– أنا وزوجي: القصة الخفية لـ 70 عاماً من الزواج الملكي"، كشفت الكاتبة إنغرد سيورد أنَّ "دوق أدنبرة كان يمسك بيد زوجته أثناء ولادة ابنهما الأصغر".
وأضافت: "طلبت منه الملكة، التي كانت في السابعة والثلاثين من عمرها آنذاك، البقاء برفقتها، فقد كانت تقرأ باهتمام المجلات النسائية التي تؤكد أهمية إشراك الآباء في الولادة، وأصبحت مفتونة بالفكرة. وهكذا أصبح فيليب أول أب ملكي في التاريخ الحديث يشهد لحظة ميلاد أحد أبنائه".
وكشف مقال في صحيفة The New York Times: "وُضِع الطفل في مهد حديدي بلون الكريم صُنِع في الأصل لأمه، على أن يُنقَل لاحقاً إلى سلة مواليد نقّالة التي كانت ملكاً للملكة الراحلة ماري جدة الملكة الحالية".