قررت جامعة فلورنسا منحَ أول دورة دراسية في إيطاليا للحصول على درجة الماجستير في كل ما يتعلق بالقهوة، في مسعى لإضفاء الجدية الأكاديمية على المشروب الذي يحتل مكانة بارزة في الثقافة الإيطالية، ويعتبره مواطنوها طقساً لا غنى عنه كل صباح، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021.
من المقرر أن يبدأ أول 24 طالباً من طلاب الدراسات العليا الدورةَ التي تستغرق 9 أشهر في يناير/كانون الثاني المقبل، وتهدف الدورة إلى اكتساب المعرفة العلمية والنظرية في كل ما يخص القهوة، التي تعد ثاني أكثر المشروبات شعبية في العالم بعد الشاي.
دورة ماجستير في القهوة
يقول فرانشيسكو غارباتي بيغنا، رئيس قسم الزراعة والغذاء والبيئة والغابات بالجامعة، والأكاديمي المشرف على الدورة: "ستتناول الدورة جميع جوانب صناعة القهوة، منذ استخراجها من أصولها إلى تحضير المشروب وتقديمه، الدورة هي الوحيدة من نوعها على حد علمي".
بالإضافة إلى دراسة تاريخ القهوة وتقنيات صناعتها ومكوناتها الكيميائية واقتصادها التجاري، يُبعث الطلاب إلى بعض الشركات النشطة في هذا القطاع لاكتساب الخبرة العملية.
يُعزى الفضل في إدخال القهوة إلى إيطاليا إلى بروسبيرو ألبيني، وهو عالِم نبات من بادوفا، اكتشف أن حبوب البن المحمصة والمطحونة تُستخدم لصنع مشروب يُعرف باسم "الكاوفا". ووصف ما عرفه بالتفصيل في عام 1592، قائلاً إن خلاصة هذا المشروب تباع في الحانات في مصر، "تماماً مثل النبيذ عندنا".
بعدها بثلاثة عقود، توصل الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون إلى نتائج مماثلة حول المشروب الذي بات معروفاً باسم القهوة، ووصفه بأنه "داكن كالسخام وله رائحة نفاذة"، كان الأتراك يشربونه في الحانات، وأشار إلى "أنهم يؤكدون أنه يزيد شجاعتهم وذكاءهم حدةً".
من جانبه، قال غارباتي إن فلورنسا جديرة بأن تكون الموقع الطبيعي لدورةٍ تدريبية حول "عالم القهوة".
مكانة خاصة للمشروب في إيطاليا
يُذكر أن إيطاليا هي ثاني أكبر مستورد لحبوب البن الأخضر (نبتة البن) في أوروبا، بعد ألمانيا، وتشتهر بمشروب الإسبريسو ومهارات التحميص لمنتجي البن مثل "إيلي" Illy و"لافاتزا" Lavazza و"كيمبو" Kimbo.
إذ يستهلك الإيطاليون نحو 5.9 كيلوغرام من القهوة للفرد سنوياً، أي أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي، لكن ذلك المعدل لا يزال أقل من معدل الاستهلاك الشَّرِه للقهوة في الدول الاسكندنافية.
مع ذلك، حذَّر غارباتي من أن إيطاليا أصبحت قنوعة بتميُّز قهوتها، وباتت معرضة لخطر تجاوزها من دول أخرى أكثر ابتكاراً.
كما قال غارباتي إن إيطاليا بحاجة إلى مزيد من الكفاءة العلمية لمواكبة المنافسة الدولية في هذا المجال، مشيراً إلى أن هناك طرقاً أخرى مثيرة للاهتمام في تحضير واحتساء القهوة، وأن الأمر لا يقتصر على الإسبريسو.
من المقرر أن تكون الدورة الدراسية في نسختها الأولى باللغة الإيطالية، لكن الجامعة عازمة على تقديمها باللغة الإنجليزية للطلاب الدوليين إذا برهن البرنامج على نجاحه.