غالباً ما يحاول رواد التنمية البشرية إقناعك بأنك لا تستخدم سوى 10% من إمكانيات دماغك، ويحثونك على التركيز لزيادة تلك النسبة وتفجير إبداعاتك.. يؤسفني أن أخبرك أنهم إما مخادعون أو ببساطة يخوضون في أمر يجهلون عنه الكثير، فما تلك الشائعة إلا واحدة من الخرافات التي ينسبها كثيرون للعلم ويتم تصديقها على نطاق واسع.
جمعت لكم هنا أبرز الخرافات العلمية التي يصدقها الناس:
خرافات علمية يصدقها الناس
1.نحن نستخدم 10% من أدمغتنا
لا نزال نجهل الكثير عن أدمغتنا لكننا نعلم بالتأكيد أننا نستخدمها بشكل كامل، ونسبة الـ10% الأسطورية تلك ما هي إلا خرافة.
بالطبع تعمل أدمغتنا بشكل مختلف اعتماداً على طريقة استخدامنا لها أو على المواقف التي نمر بها، لكن أجزاء دماغنا المختلفة تبقى نشطة معظم الوقت.
وفي حين أن تعلم مهارة جديدة أو التفكير بشخص معين من الممكن أن يؤدي إلى تحفيز أجزاء من دماغك بطرق مختلفة، لكن هذا لا يعني أن تلك الأجزاء كانت غير مستخدمة قبل ذلك، فأدمغتنا قد تستخدم الأجزاء النشطة لأغراض جديدة تبعاً للحاجة.
ومن ناحية تطورية، يقول العلماء إنه من غير المحتمل أن يتطور دماغنا إلى شكله الحالي إن لم نكن نستخدم معظمه بالفعل، وبالرغم من حجمه الصغير فهو يتطلب طاقة كبيرة للعمل إذ يستهلك قرابة 20% من الأوكسجين والجلوكوز الداخلين إلى الجسم، وقد لا نستخدم كل جزء من أدمغتنا في كل الأوقات، لكننا نستخدم دماغنا بشكل كامل على مدار اليوم.
فضلاً عن ذلك لم يحصل من قبل أن أصيب أحدهم بورم في الدماغ لكنه نجا بحياته كون الورم تصادف في مساحة الـ90% "غير المستخدمة" والتي يدعي البعض وجودها.
2. لا تضرب الصواعق المكان نفسه مرتين
يشاع على نحو واسع بين الناس أن الصواعق لا تضرب المكان نفسه مرتين وهذه خرافة خاطئة للغاية قد تسبب الكوارث لمن يؤمنون بها؛ إذ إن المكان الذي ضربته الصاعقة ذات مرة ليس ملاذاً آمناً في حال هجمت الصواعق مرة أخرى.
فالصاعقة في نهاية الأمر هي عبارة عن تفريغ كهربائي بين أسفل السحابة ذات الشحنات السالبة والشحنات الموجبة على سطح الأرض، ولا تميز السحب بين الأماكن التي ضربتها مسبقاً وبين تلك التي لم تضربها.
3. السكر يصيب الأطفال بفرط النشاط
هل تحاول ألا تطعم الأطفال الكثير من الحلويات خوفاً من أن يصبحوا نشطين وصاخبين أكثر من اللازم؟ تقول الدراسات إن السكر بريء من حالة النشاط تلك.
وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today، فقد أثبتت الدراسات أن السكر (بشكل أساسي السكروز) لا يؤثر على السلوك أو الأداء المعرفي للأطفال كما هو شائع عند معظم الأمهات.
4. البدر الكامل يؤثر على سلوكنا
في مسرحية "عطيل" لشكسبير، تخبر الخادمة إميليا عطيل أن القمر اقترب جداً من الأرض الأمر الذي دفع الرجال إلى الجنون. لكن هل يؤثر البدر على سلوكياتنا حقاً؟
مع الأسف تعتبر تلك النظرية واحدة من أكثر الخرافات شيوعاً بين الناس، والتي توصف في كثير من الأحيان بأنها "حقيقة علمية"، لكن العلم لم يثبت تلك الحقيقة المزعومة على الإطلاق.
ويعتقد البعض أن الدماغ يتأثر بقوى المد والجزر، في حين أن العلم لم يثبت ذلك على الإطلاق، ويربط آخرون بين البدر الكامل وزيادة عدد الجرائم دون وجود أدلة تثبت تأثير البدر على عقول المجرمين.
5. إسقاط قطعة نقدية من مبنى عال قد يقتل شخصاً ما
يدعي كثيرون أنك إذا أسقطت قطعة نقدية من مبنى مرتفع للغاية فإنه سيتسارع لدرجة أنه قد يقتل شخصاً ما إذا ما سقط فوق رأسه وفقاً "للفيزياء"، لكن مروّجي هذه الإشاعات لم يقوموا بدراسة الفيزياء بشكل جيد في حقيقة الأمر.
فوفقاً لموقع The Best Schools، فإن القطعة النقدية ستصل إلى سرعة نهائية تبلغ حوالي 30-100 ميل في الساعة اعتماداً على الرياح، وفي هذه الحالة إذا سقطت على رأس شخص ما فقد تسبب له الألم لكنها لن تتسبب بموته بكل تأكيد.
6. التنجيم
يطلق المنجمون بكل فخر على مهنتهم اسم "علم التنجيم" في حين أن التنجيم ليس علماً معترفاً به على الإطلاق.
يوجد في الواقع ما يطلق عليه العلماء اسم "علم الفلك" وهو علم يدرس الظواهر الفلكية والأجرام السماوية، أما التنجيم فيربط بين حركة النجوم والكواكب ومصائر البشر وصفاتهم دون الاستناد إلى أي أسس علمية… أعلم أنه خبر سيئ لمتابعي أخبار الأبراج، لكن المنجمون يكذبون عندما يدعون أن توقعاتهم تستند إلى أسس علمية.
7. الخفافيش عمياء
مفاجأة! الخفافيش ليست عمياء ولا تعاني حتى من ضعف النظر، كل ما هنالك أنها تتمتع بحاسة سمع حادة على نحوٍ استثنائي ولديها أيضاً قدرة متطورة للغاية على تحديد مواقع الأشياء بصدى الصوت، بمعنى آخر تعتبر الخفافيش جهاز سونار طبيعياً.
ووفقاً لموقع Science Daily الأمريكي، يصدر الخفاش نبضات أو موجات فوق صوتية تنعكس على الأشياء، ثم ترتد إليه مرة أخرى. وتستخدم الخفافيش هذا الصوت المرتد لتفادي العقبات وصيد فريستها بفعالية.
ومع حقيقة أنَّ الخفافيش حيوانات ليلية وتتميز بمهارات مذهلة في تحديد المواقع بالصدى، فإنَّ حاسة البصر لا تُمثّل أهمية كبيرة بالنسبة لها، فهي تبصر بآذانها.
8. الانفجار العظيم هو انفجار في واقع الأمر
إذا كنت تعتقد أن نظرية "الانفجار العظيم" أو the Big Bang التي تقترح تفسيراً لبداية الكون قد سُميت بهذا الاسم؛ لأن المجرات تشكلت بسبب انفجار هائل خلف الشظايا والنيران والدخان حاله كحال سائر الانفجارات، يؤسفني إخبارك أن اعتقادك خاطئ.
تفترض النظرية التي قدمها جورج ميتر في عام 1927 أن الكون في البداية كان عبارة عن نقطة شديدة الكثافة بشكل هائل وذات درجة حرارة مرتفعة للغاية، وعلى مدار مليارات السنين أخذت هذه النقطة أو "الذرة البدائية" بالتوسع والتمدد بينما تتناقص حرارتها وكثافتها.
أما لماذا أطلق على النظرية اسم "الانفجار العظيم"، فقد كان ذلك فقط بدافع التهكم والسخرية من الفكرة لا أكثر؛ إذ أطلق السير فريد هويل هذا الاسم على تلك النظرية التي لم يقتنع بصحتها ليصبح الاسم الرسمي الذي ستعرف به النظرية في المجتمعات العلمية لاحقاً، وفقاً لما ورد في موقع Britannica.