عزيزتي، لا تسمحي للعشق بأن يعمي عينيك وابتعدي قدر ما تستطيعين عن ذلك الذي لا يتقبل شخصيتك ويضغط عليك باستمرار من أجل تغيير شكلك وتصرفاتك وشخصيتك وأصدقائك.. لا تتزوجيه ولا ترتبطي به ولا تقتربي منه حتى، وذلك لأسباب وجيهة سأسردها عليك هنا:
لماذا لا يجب أن تتزوجي بمن يحاول تغييرك؟
في البداية يجب أن ننوه إلى أن هناك فرقاً شاسعاً ما بين الشخص الذي يقف إلى جانبك ويحفزك كي تكوني "أفضل" وبين ذلك الذي يحاول أن يمحو شخصيتك وينتقد جميع تصرفاتك ويدفعك دائماً للتغيير بهدف إرضائه وكي تكوني أكثر مناسبة له، فالحالة الأولى طبيعية تشمل زوجين يتمنيان الأفضل لبعضهما البعض، أما الحالة الثانية فهي حالة مرضية تشمل طرفاً مسيطراً وأنانياً يظن أن العلاقة متمحورة حول رغباته فقط ويسعى لفرض هذه الرؤية عليك.
نتحدث هنا عن الحالة الثانية، التي لا يجب أن تقحمي نفسك فيها للأسباب التالية:
1. فقدان الثقة بالنفس
عندما ترتبطين بمن يحاول تغييرك ستفقدين تدريجياً ثقتك بنفسك، ستشعرين أن شكلك أقل من المطلوب وشخصيتك مليئة بالعيوب وأنك حتى غير جديرة بذلك الشخص الذي قبل الارتباط بك على الرغم من أنك تحتاجين إلى الكثير من التغييرات من وجهة نظره.
عندما تسمعين باستمرار عبارات مثل: وزنك زائد- أنت نحيفة أكثر مما ينبغي- لماذا تتكلمين بهذه الطريقة؟ – أنت لا تجيدين اختيار أصدقائك- كوني مثل فلانة.. ما عليك سوى أن تهربي على الفور، فالمشكلة ليست بكونك مليئة بالعيوب بالفعل، كل ما هنالك أنك تضيعين وقتك الثمين مع الشخص الخطأ.
2. لا يحبك أو لن يحبك لاحقاً
إذا كنتِ مرتبطة بشخص يحاول تغيير كل شيء فيك فهذا يعني أحد أمرين:
إما أنه لا يحبك، وإنما يحب صورة معينة مرسومة في ذهنه، ويسعى لجعلك شبيهة بها.
أو قد يكون معجباً بك حقاً لكن غيرته وحبه للسيطرة يدفعانه لتغييرك باستمرار، وعندما تستجيبين له وتبدئين بتغيير شكلك وتصرفاتك ستحصلين على نسخة مشوهة منك لن تعجبه في نهاية المطاف لأنها لا تشبه الفتاة التي أعجب بها في البداية.
3. ستتحملين أكثر مما ينبغي
عندما ترتبطين بشخص كهذا، قد يصبح تعلقك به مرضياً مع الوقت، لأنه الشهم الذي رضي بك بالرغم من كل عيوبك ونواقصك التي يواظب على تذكيرك بها باستمرار.
وتعلقك الشديد به سيجعلك تتحملين أشياء لا ينبغي السكوت عنها، فكثير من النساء يتحملن الإهانات والأذى النفسي والجسدي في كثير من الأحيان بسبب تعلقهن المرضي بأزواجهن وعدم قدرتهن على الانفصال.. لا داعي للوصول إلى تلك المرحلة، في حال ظهر في حياتك شخص كهذا فقط ابتعدي عنه.
4. التبعية اللاواعية
في معظم الحالات يسعى الطرف الآخر إلى التقليل من شأنه لخلق حالة من التبعية اللاواعية لديك. عندما ينتقدك وينتقص من شأنك باستمرار ستفكرين كالتالي: هو يتفوق علي من ناحية الشكل والأخلاق والذكاء والشخصية، لكنه بقي معي على الرغم من ذلك، وكرد للجميل يجب أن أبذل جهدي في إرضائه.
لكن في واقع الأمر، تلك محاولات لفرض سيطرته لا أكثر، وعندما تبدئين بالتفكير بتلك الطريقة فقد وقعت في الفخ.
5. صعوبة الخروج من العلاقة لاحقاً
إذا بقيت فترة طويلة في علاقة مع شريك يوهمك طوال الوقت بأنك قليلة الشأن لن تستطيعي الخروج لاحقاً بسهولة من تلك العلاقة، ستفقدين ثقتك بنفسك مع الوقت؛ الأمر الذي لن يتيح لك مجالاً للمضي قدماً.
6. لن ترضيه، مهما فعلت
إذا كنت في علاقة سامة كهذه، وتتوقعين أن مشاكلك ستحل عندما تتغيرين لإرضاء شريكك فأنت مخطئة للغاية.
فكلما غيرت شيئاً ما طلب المزيد واعتقد أن ذلك من حقه ولن يقدر جهودك ومحاولاتك، باختصار لن ترضيه مهما فعلت.
7. فهم مشوه للعلاقات
الدخول في علاقة مع شخص يضغط عليك لتغيير شخصيتك باستمرار سيولد لديك فهماً مشوهاً للعلاقات، ستعتقدين أنك الطرف الأضعف دائماً والأقل ذكاء والأقل قدرة على التصرف والأقل جاذبية، وستعتقدين أنك أنت فقط من يجب أن يعمل ويجتهد ويغير لإرضاء الشريك.