أظهرت صورة جديدة رائعة التقطها تلسكوب هابل الفضائي، "سيفاً أزرق" ملتهباً يخترق قلباً كونياً عملاقاً، كأنها لوحة "عشق كوني"، وذلك طبقاً لما أورده موقع Space الأمريكي، الأربعاء 1 سبتمبر/أيلول 2021.
هذا "السيف" يتركب من نفاثات مزدوجة من غاز مؤيّن فائق السخونة يتصاعد في الفضاء من أقطاب معاكسة لنجم حديث الولادة يسمى IRAS 05491+0247. أما "القلب" فهو سحابة الغبار والغازات المتبقية المحيطة بالنجم الأوّلي، وفقاً لأعضاء فريق هابل.
يخلق هذا التفاعل المثير بين النفاثات والسحابة مشهداً سماوياً غير مألوف يُعرف باسم جرم هيربج-هارو. والصورة التي صوّرها هابل هنا تحمل اسم HH111، وتقع على بُعد نحو 1300 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة الجبّار (تشكيل يضم مجموعة من النجوم، وهو واحد من بين 88 تشكيلاً في السماء).
يشار إلى أن تلسكوب هابل الفضائي هو مرصدٌ فضائي يدور حول الأرض، وقد أمدَّ الفلكيين بأوضح وأفضل رؤية للكون على الإطلاق بعد طول معاناتهم من المقاريب الأرضيَّة التي تقف في طريق وضوح رؤيتها، الكثير من العوائق سواء جو الأرض المليء بالأتربة والغبار أو المؤثرات البصرية الخادعة لجو الأرض، والتي تُؤثِّر في دقَّة النتائج.
فيما التقط هابل، وهي مهمة مشتركة بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، الصورة باستخدام أداة كاميرا واسعة المجال 3 (WFC3)، تراقب الأطوال الموجية الضوئية والأشعة تحت الحمراء (الحرارية) للضوء.
من جهتهم، كتب مسؤولو وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) في وصف الصورة، التي صدرت يوم 30 أغسطس/آب: "تطلق أجسام هيربج-هارو بالفعل كثيراً من الضوء بأطوال موجية بصرية، ولكن من الصعب مراقبتها، لأن الغبار والغاز المحيط بها يمتصان كثيراً من الضوء المرئي".
المسؤولون أضافوا: "لذلك، فإن قدرة WFC3 على المراقبة في الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء، حيث لا تتأثر الملاحظات بالغاز والغبار، أمر بالغ الأهمية لمراقبة أجسام هيربج-هارو بنجاح".
في حين أُطلقَ هابل إلى مدار أرضي منخفض على متن مكوك الفضاء "ديسكفري" في أبريل/نيسان 1990. وكانت الصور الأولى التي التقطها المرصد الأيقوني غير واضحة، وهي مشكلة قرر أعضاء الفريق بعد ذلك بوقت قريب، أنَّ سببها عيب في المرآة الأساسية (بعرض 2.4 متر).
يشار إلى أن رواد الفضاء أصلحوا هذه المشكلة في ديسمبر/كانون الأول 1993، وتمت ترقية هابل وصيانته على مدار أربع بعثات خدمة أخرى. وثُبتت أداة WFC3 خلال آخر رحلات مكوك الفضاء المتجه إلى هابل، والتي حدثت في مايو/أيار 2009.
في غضون ذلك، يواصل هابل تقديم مناظر مذهلة للكون، لكنه بدأ يتأثر بعمره، وبدون المكوك لم يعد رواد الفضاء بإمكانهم الوصول إلى المرصد بشكل عملي (من الممكن تقنياً أن تصل مركبة مأهولة، مثل كبسولة سبيس إكس كرو دراغون، إلى هابل).