إذا كنت تمضي الكثير من الوقت في حضور اجتماعات الفيديو الافتراضية عبر الإنترنت، وأنت تحدق بشكل متواصل في تعبيرات وجوه زملائك في العمل وفي ملامح وجهك، لدرجة تصيبك بالإعياء والتوتر والإرهاق الشديد، فإن نتائج هذه الدراسة الجديدة ستفيدك بشكل كبير.
فقد ثبت في بحث جديدة تم نشره أواخر أغسطس/آب من العام 2021، أن إغلاق الكاميرا خلال الاجتماعات الافتراضية يمكنه مساعدتك في الحفاظ على طاقتك.
وبعد مرور أكثر من عام على تفشّي وباء كورونا، وتسببه في انتقال العديد من الموظفين إلى العمل عن بُعد من خلال منازلهم، أصبحت الاجتماعات الافتراضية جزءاً مألوفاً من الحياة اليومية.
ونتيجة لهذا النمط الجديد من التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح "إجهاد Zoom" أزمة شائعة بين العديد من الناس- شعور بالتعب والافتقار إلى الطاقة بعد يوم من الاجتماعات الافتراضية.
إيقاف الكاميرا خلال اجتماعات الفيديو يزيد الإنتاجية
وقد يبدو من غير المنطقي أن مجرد إيقاف تشغيل الكاميرا يؤدي إلى اجتماعات أكثر إنتاجية، ولكن هذا ما وجده باحثون من كلية إيلر للإدارة بجامعة أريزونا الأمريكية مؤخراً.
ووفقاً لمؤلفي الدراسة، فإن إزالة إمكانية الفيديو عملت على تحرير الأشخاص من الحاجة للتركيز مع الصورة وتفاصيلها العديدة، والاعتماد بشكل أكبر على المحتوى والنقاش الجاري.
وعملت الدراسة المنشورة في مجلة علم النفس التطبيقي، على البحث في دور الكاميرات في إجهاد الموظفين واستكشاف ما إذا كانت هذه المشاعر أسوأ بالنسبة لبعض الموظفين عن غيرهم.
وبالرغم من أن هناك دائماً افتراضاً بأنه إذا كانت الكاميرا تعمل أثناء الاجتماعات، فإنك ستكون أكثر تفاعلاً مع المادة التي يتم نقاشها، ولكن اتضح أن هناك أيضاً الكثير من ضغوط العرض الذاتي المرتبطة بالتواجد أمام كاميرا. ومن بين بعض هذه الضغوط ترتيب خلفية مهنية وجاهزة لصورتك أثناء المشاركة في اجتماعات الفيديو، أو إبقاء الأطفال خارج الغرفة وتجنُّب حدوث أي أمور تقاطعك.
وبعد تجربة استمرت أربعة أسابيع شملت 103 مشاركاً وأكثر من 1400 ملاحظة تم تجميعها من المشاركين، وجد الباحثون أنه من المتعب بالفعل تشغيل الكاميرا الخاصة بك خلال الاجتماع الافتراضي.
وجاء في ورقة النتائج التي نشرتها مجلة علم النفس التطبيقي، أنه عندما كان الناس يستخدمون الكاميرات في اجتماعات الفيديو، أو طُلب منهم إبقاؤها مفتوحة، فإنهم أبلغوا عن شعورهم بإجهاد أكبر من نظرائهم الذين لا يستخدمون الكاميرات.
وكان هذا التعب مرتبطاً بتغيُّر مستوى مشاركة الشخص، فأصبح المشارك في الاجتماع أقل مشاركة بصوته وأفكاره أثناء النقاش.
لذلك، اتضح- بعكس الحكمة الشائعة أن فتح الكاميرا يضمن مشاركة فعالة أكثر- أنه مشاركة الموظفين في اجتماعاتهم بالصوت والصورة يقلل من إنتاجيتهم وتأثيرهم.
ووجد البحث أيضاً أن هذه التأثيرات كانت أقوى بالنسبة للنساء والموظفين الجدد في المؤسسات عن غيرهم، ويرجع ذلك على الأرجح إلى ضغوطات الاضطرار لعرض نفسهم أمام الآخرين والتعارف عليهم خلال اجتماعات الفيديو.
وبحسب موقع inc. المعرفي، كان "الموظفون الذين يميلون إلى أن يكونوا أكثر ضعفاً وأقل قدرة من حيث وضعهم الاجتماعي ومنصبهم في مكان العمل، مثل السيدات أو الموظفين الجدد والمتدربين الأقل ثباتاً، كان لديهم شعور متزايد بالإرهاق عندما يتعين عليهم إبقاء الكاميرات تعمل أثناء اجتماعات الفيديو.
الموظفين الجدد والنساء هم الأكثر تأثُّراً
وغالباً ما تشعر النساء بالضغط من أجل أن يصبحن مثاليات دون عناء في الاجتماعات الافتراضية، أو لكي لا تكون لديهن احتمالية أكبر لانقطاع رعاية الأطفال وترتيب أمورهن المنزلية، بينما شعر الموظفون الجدد أنهم يجب أن يكونوا أمام الكاميرا وأن يشاركوا من أجل إظهار الإنتاجية وإثبات أنفسهم.
ولفتت الدراسة إلى أنه بدلاً من إجبار المشاركين على الاجتماع بالصوت والصورة، يجب عليهم أن يتمتعوا بالاستقلالية لاختيار ما إذا كانوا يرغبون في تشغيل كاميراتهم أم لا، وأنه لا ينبغي للآخرين إطلاق افتراضات حول مستوى التشتت أو انعدام الإنتاجية إذا ما اختار شخص ما إبقاء الكاميرا مغلقة خلال اجتماعات الفيديو.
وذلك لأنه عندما يشعر الموظفون بالاستقلالية والدعم في العمل، سيصبحون في في أفضل حالاتهم. وتُمثِّل الاستقلالية في استخدام الكاميرا خطوة أخرى في هذا الاتجاه.
وبحسب موقع CNBC، تتطلب بعض الوظائف اجتماعات بالصوت والصورة بحُكم الضرورة؛ ومن المحتمل أن يستخدم المعلمون الذين يقومون بالتدريس عن بُعد اجتماعات الفيديو أكثر من مهندسي البرمجيات، على سبيل المثال.
وتقول الدراسة إن الأبحاث المستقبلية في هذا الشأن يمكن أن تكشف كيف يمكن أن تؤثر طرق العرض المختلفة للكاميرا- مثل الرؤية الجانبية أو الكاميرات ذات الزاوية الواسعة التي لا تصور الوجه أمام الوجه- في أداء الأشخاص.
zويمكن أن تكون مثل هذه الأبحاث المستقبلية مفتاحاً لمكافحة الإرهاق والإعياء المرتبط باجتماعات الفيديو.