توصلت دراسة جديدة إلى أن أعداد المصابين بارتفاع ضغط الدم ممن تتجاوز أعمارهم 30 عاماً، تضاعفت خلال الأعوام الـ30 الماضية، أما الجانب المخيف في الدراسة فهو أن ما يزيد على نصف هؤلاء لا يخضعون للعلاج، على الرغم من وجود العديد من العلاجات السهلة زهيدة الثمن، وذلك حسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021.
وتتراوح هذه العلاجات البسيطة وزهيدة الثمن بين اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة وحتى الأقراص الدوائية التي تخفض ضغط الدم بأمان من خلال آليات متنوعة.
ملايين الوفيات سنوياً
فقد خلصت الدراسة التي نُشرت في مجلة Lancet الطبية، إلى أنه على الرغم من سهولة قياس ضغط الدم، يوجد العديد من الأشخاص الذين لا يتلقون ذلك المستوى الأساسي من الرعاية، في البلدان الغنية والفقيرة على السواء.
أما النتيجة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فهي وصول أعداد الوفيات إلى 8.5 مليون سنوياً.
إلى جانب ذلك، تشمل الأمراض التي يتسبب بها ارتفاع ضغط الدم، السكتات الدماغية والأزمات القلبية وفشل أعضاء الجسم الأخرى مثل الكليتين.
ودرس الباحثون بيانات شملت 184 دولة، ووجدوا أن عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم قد تضاعف من 648 عام 1990 إلى ما يقرب من 1.3 مليار شخص بحلول عام 2019.
تفاصيل الدراسة
يقول الفريق العالمي بقيادة ماجد عزاتي، أخصائي الصحة العالمية في كلية لندن الإمبراطورية: "استخدمنا بيانات من عام 1990 حتى 2019 لأشخاص تراوحت أعمارهم بين 30 و79 عاماً، من دراسات تمثيلية على عينات، واستعنّا بقياسات ضغط الدم والبيانات الخاصة بعلاجه".
كما تابع: "عرّفنا فرط الدم بأنه وصول قياس ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأعلى في قياس ضغط الدم) إلى 140 ملم زئبق أو أعلى، وقياس ضغط الدم الانبساطي (الرقم الأسفل في القياس) 90 ملم زئبق أو أعلى، أو تناول الأدوية الخاصة بفرط ضغط الدم".
المتحدث ذاته يوضح بهذا الخصوص، أنه "ينبغي تمويل وتطبيق السياسات التي تُمكن مواطني البلدان الفقيرة من الوصول إلى الأغذية الصحية، خاصةً تقليل تناول الأملاح وتسهيل شراء الفاكهة والخضراوات، إلى جانب تحسين رصد المرض من خلال توسيع التغطية الصحية العالمية والرعاية الصحية الأساسية، والتأكد من سهولة الوصول إلى العلاج الدوائي الفعال بلا عقبات، للحد من انتشار وباء ارتفاع ضغط الدم في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط".
أفادت عديد من البلدان مرتفعة الدخل، مثل كندا وسويسرا والمملكة المتحدة وإسبانيا، بانخفاض أعداد المصابين بارتفاع ضغط الدم إلى أدنى حد لها على الإطلاق، غير أن البلدان الأخرى مثل باراغواي ودول وسط أوروبا مثل المجر وبولندا وكرواتيا، سجلت معدلات مرتفعة.
فقد سجلت كندا والبيرو أدنى معدلات في أعداد المصابين بارتفاع ضغط الدم. وكتب فريق البحث: "سجلت بلدان وسط وشرق أوروبا ووسط آسيا وأوقيانوسيا وجنوب إفريقيا وبعض بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، أعلى معدلات على الإطلاق في انتشار فرط ضغط الدم".
بشكل عام، خلصت الدراسة إلى أن النسبة العالمية من المصابين بارتفاع ضغط الدم من النساء والرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاماً، بالكاد تقل عن الثلث.
من جانبه، قال روبرت ستوري، أستاذ أمراض القلب بجامعة شيفلد (لم يشارك في الدراسة): "لم تحظ جائحة الأمراض القلبية بالاهتمام الكافي على مدار الأشهر الـ18 الماضية، لكنها تعكس اتجاهاً معيناً في الاختيارات غير الصحية في الأساليب الحياتية، مثل زيادة تناول الأطعمة مرتفعة الدهون والسكريات والأملاح والمشروبات الكحولية، والميل إلى قلة الحركة وتجنب ممارسة الأنشطة البدنية، والتدخين، وكلها عوامل تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار؛ ما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية التي تغذي القلب والدماغ".