من المعروف أن التعرض المفرط لأشعة الشمس يمكن أن يسبب أضراراً خطيرة بالبشرة، وتتراوح تلك المخاطر بداية من إصابة الجلد بالحروق والقروح والاسمرار، وصولاً إلى إصابته بالتجاعيد وأعراض تقدم سن البشرة بسبب تضرر نسبة الكولاجين في الجلد.
لذلك من المهم استخدام واقي الشمس، ومراعاة أن يتم استخدامه بالصورة الصحيحة وبالكميات الملائمة، وإلا لن تكون هناك حماية فعلية من أشعة الشمس الضارة، كذلك لا ينبغي أبداً الإفراط في استخدام تلك المستحضرات لكي لا يختنق الجلد بصورة زائدة، ولكي لا يصاب الوجه بفوضى لزجة لا يمكن احتمالها.
لحسن الحظ هناك طريقة سهلة لقياس القدر الملائم من واقي الشمس الذي سيحافظ على بشرتك آمنة، ويجعل مخزونك من مستحضرات الحماية من أشعة الشمس يدوم لفترة أطول.
في هذا التقرير نستعرض الكثير من المعلومات المغلوطة والثقافة الخاطئة حول كيفية استخدام واقي الشمس، ونوضح كيفية استخدامه بالصورة المثلى.
ما أهمية استخدام واقي الشمس؟
إن استخدام الكريم الواقي قبل الخروج في يوم صيفي مشمس هو ضرورة قصوى من أجل حماية الجلد من أضرار أشعة الشمس والحرارة المرتفعة.
وقد ربطت دراسة أُجريت عام 2016، بحسب موقع NCBI العلمي، بين كثرة التعرض لحروق الشمس الحادة وفرصة أعلى للإصابة بسرطان الجلد في وقت لاحق من حياة الشخص.
واحدة من أكثر الطرق فاعلية لحماية البشرة هي استخدام واقي الشمس الذي يحمي من أشعة الشمس فوق البنفسجية وتحت الحمراء، وفقاً لمؤسسة سرطان الجلد.
ويوضح طبيب الأمراض الجلدية إيروم إن إلياس: "باستخدام هذا المستحضر يمكننا حماية الأشياء من التراكم على الجلد، بشكل يمكن أن يزيد من الشيخوخة المبكرة وخطر الإصابة بسرطان الجلد"، وفقاً لتصريحاته لموقع Healthline.
ومع ذلك فإن استخدام الكمية المناسبة من واقي الشمس يعد خطوة مهمة في تقليل تلك المخاطر.
إذن ما كمية الاستخدام المناسبة؟
بحسب الموقع ذاته، يجب وضع أونصة واحدة من واقي الشمس على كامل الجسم إذا كان مكشوفاً في يوم مشمس؛ ونظراً لأن الرأس والرقبة يمثلان ما نسبته 4% من مساحة سطح الجلد، لذلك ستحتاج إلى حوالي 0.04 أونصة من واقي الشمس لكي تضعه على العنق والوجه.
وبحسب موقع Allure، هذا يترجم إلى نصف ملعقة صغيرة على الوجه والرقبة مجتمعتين -أي ربع ملعقة صغيرة لكل منهما- وملعقة صغيرة من المستحضر لكل ذراع وساق، من الأمام والخلف، بحسب أخصائية الأمراض الجلدية رانيلا هيرش.
كما يجب إعادة تطبيق الكريم الواقي على الوجه مرة ثانية خلال اليوم إذا ما أمضيت ساعات طوالاً في الهواء الطلق على مدار اليوم، وفقاً لمجلة Harper Bazaar، لأنه بإمكان عوامل المناخ والتعرُّق وخلافه مسح المستحضر عن الوجه وكشف بعض المناطق لأشعة الشمس ومخاطرها.
معلومات مغلوطة عن كيفية استخدام واقي الشمس
عند شراء واقٍ من الشمس عليه عبارة SPF 30 أو 50، وهي النسبة من مستحضرات الحماية من أشعة الشمس الضارة الكيميائية الملائمة للخروج في الشمس المباشرة، فمن المحتمل أن تفترض أن تلك الكريمات ستعطيك حماية كاملة من مخاطر أشعة الشمس الضارة، لكن موقع Allure يلفت إلى أن ذلك قابل للحدوث فقط عند فرده وتطبيقه على الوجه بالصورة الصحيحة.
وتقول طبيبة الجلدية دندي إنجلمان لموقع Good Housekeeping، إن واقي الشمس الكيميائي الذي يمتصه الجلد كلياً يحتاج إلى وضعه على البشرة قبل 30 دقيقة من الخروج في الهواء الطلق، للسماح للمكونات بالالتصاق التام بالجلد. ويسري مفعول واقيات الشمس تلك على الفور، ويمكن وضعها قبل التعرض للشمس مباشرة، ولكن يجب فركها حتى اختفائها تماماً في البشرة.
وتلفت الطبيبة إلى ضرورة الالتزام بما سمّته بقاعدة الساعتين، وهي حينما يتم وضع واقٍ من الشمس قبل ساعة من الخروج، فستكون بحاجة إلى إعادة وضعه بعد ساعة من الخروج، باعتبار أن الواقي يعمل بفاعلية خلال ساعتين من الفرد على الجلد، لا أكثر.
ماذا عن الشفتين وفروة الرأس؟
لفت موقع Good Housekeeping إلى أن الشعر يساعد في حماية فروة الرأس من أشعة الشمس إلى حد ما. ومع ذلك، فأنت بحاجة إلى حماية أكثر من ذلك، خاصةً إذا كان شعرك خفيفاً.
ونظراً إلى أن حوالي 10% من الأورام الميلانينية تحدث في فروة الرأس، من المهم اتخاذ احتياطات إضافية من خلال ارتداء القبعات أو الأوشحة الخفيفة، ووضع واقٍ من الشمس متخصص في حماية الشعر وفروة الرأس من الشمس.
أما بالنسبة للشفتين، وخاصة الشفة السفلية، فهي بدورها معرضة بشدة للإصابة بسرطان الجلد، لأنها تتعرض لأشعة الشمس كل يوم، وهي من أكثر المواقع شيوعاً لسرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية.
لذلك من الضروري استخدام مرطب الشفاه الذي يحتوي على واقي الشمس، ويكون مصمماً خصيصاً للحماية من الأشعة الضارة في الصيف، والذي عادة ما يحتوي على عامل حماية 15 SPF أو أكثر.