في محاولة لتجاوز آثار جائحة كورونا، ابتكر الآباء باليابان طريقة غريبة للتواصل مع أقاربهم، خصوصاً الراغبين في زيارتهم للمباركة بمواليدهم الجدد، بالاعتماد على أكياس الأرز.
وفي المبادرة الغريبة، يرسل الآباء أكياس أرز بنفس أحجام مواليدهم الجدد إلى الأقرباء غير القادرين على زيارتهم بسبب وباء "كوفيد-19″، بحسب ما قالته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 9 أغسطس/آب 2021.
تأتي الحقائب، بحسب الصحيفة، في تصميمات متنوعة؛ مع محاولات لأن يشبه الطفلَ الملفوف في بطّانية؛ حتى يشعر الأقرباء بأنهم يعانقون المولود وهم ينظرون إلى صورته المُلصَقة على مقدمة الحقيبة.
كما أن كمية الأرز الموجودة في الكيس كانت تتناسب مع وزن الطفل عند الولادة، ويزداد السعر بالتوازي مع حجم الطفل.
وتتقاضى بعض الشركات يناً واحداً مقابل الغرام، ويصل سعر العبوة زنة 3.5 كيلوغرام إلى 3500 ين (31.7 دولار أمريكي).
فكرة قديمة
يقول نارو أونو، صاحب محل الأرز Kome no Zoto Yoshimiya: "خطرت لي الفكرة لأول مرة منذ نحو 14 عاماً، عندما وُلِد ابني، وكنت أفكر فيما يمكنني فعله للأقارب الذين يعيشون بعيداً ولا يمكنهم القدوم لرؤيته. لذا قررنا أن نصنع أكياساً من الأرز بنفس وزن الطفل وشكله،؛ حتى يتمكن الأقارب من حملها والشعور بلطفها".
واعتقد أونو أنها يمكن أن تلقى رواجاً بالسوق، وبدأ في إنتاج الأكياس للعملاء، والحصول تدريجياً على الطلبات من جميع أنحاء اليابان.
ثم وسَّع أونو من دائرة منتجاته لتشمل أكياس أرز للاحتفال بحفلات الزفاف.
قال أونو: "في حالة سلع الاحتفال بالزفاف، يهديها العروس والعريس للآباء مع صورهما عليها منذ صغرهما تعبيراً عن التقدير لإنجابهما".
وصارت أكياس أرز الزفاف أكثر شهرة من أكياس الولادة.
وأضاف أونو: "خلال الوباء، زاد الطلب عليها كثيراً، لأنَّ الناس لم يتمكنوا من السفر لحضور مراسم الزفاف".
وساعد نمو الطلب على أكياس الزفاف النشاط التجاري في تعويض تأثير انخفاض معدل المواليد باليابان، على الرغم من أنَّ عدد المتزوجين الجدد ينخفض كل عام أيضاً.
وانخفض عدد سكان اليابان بأكثر من 480 ألفاً إلى 126.65 مليوناً في العام الماضي. وأدت قيود السفر الصارمة إلى خفض عدد الأشخاص الذين ينتقلون إلى البلاد من الخارج؛ مما أدى إلى تفاقم الانخفاض الناجم عن الاتجاهات الديموغرافية طويلة الأجل.
كما انخفض عدد المواليد الجدد إلى مستوى قياسي بلغ 843 ألفاً و321 مولوداً في عام 2020، إذ شهد انخفاضاً سنوياً مطرداً منذ ولادة ما يقرب من 1.25 مليون طفل في عام 1989. ومن بين 47 محافظة في اليابان، لم تسجل سوى طوكيو والمناطق الثلاث المحيطة بها، إلى جانب جزيرة أوكيناوا الجنوبية، زيادة سكانية في العام الماضي.