مُنحت العدّاءة الأولمبية البيلاروسية، كريستينا تيمانوفسكايا، حق اللجوء إلى بولندا، وذلك بعد طلبها الحماية في مطار طوكيو باليابان حين حاول بلدها إرسالها بالقوة إلى وطنها خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وفق تقرير نشرته صحيفة New York Times الأمريكية، الإثنين 2 أغسطس/آب 2021.
حيث دخلت كريستينا (24 عاماً)، السفارة البولندية بطوكيو، في وقت سابق من يوم الإثنين، وستتوجه إلى العاصمة البولندية وارسو، الأربعاء 4 أغسطس/آب، وفقاً لألكسندر أوبيكين، المدير التنفيذي لصندوق التضامن الرياضي البيلاروسي، وهي مجموعة تعارض الحكومة البيلاروسية.
قبل ذلك، توقفت العدّاءة الشابة أمام السفارة في شاحنة فضية بدون لوحات في نحو الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (08.00 بتوقيت غرينتش). وخرجت بأمتعتها الرياضية الرسمية وقدمت التحية لاثنين من المسؤولين بالسفارة قبل دخول المبنى.
ثم جاءت امرأتان؛ إحداهما ترفع علماً باللونين الأحمر والأبيض رمز المعارضة في روسيا البيضاء؛ لإبداء التأييد لها.
من جهته، أكد مارسين برزيداتش، نائب وزير خارجية بولندا، على موقع "تويتر"، أن كريستينا قد حصلت على تأشيرة إنسانية بعد يوم من رفض اللاعبة ركوب طائرة للعودة إلى بلادها في أعقاب مشاركتها في الأولمبياد، لافتاً إلى أن العدّاءة كانت تعتزم السفر إلى بولندا خلال أيام، مؤكداً أنها "بخير وفي أمان" بعدما دخلت السفارة صباح الإثنين.
كما قال باول جابلونسكي، وهو نائب آخر لوزير الخارجية: "بوسعي تأكيد أننا أصدرنا تأشيرة سفر لأسباب إنسانية. ويمكنني تأكيد أننا سنقدم كل الدعم الضروري في بولندا إذا أرادت استخدامه".
اللاعبة في أمان
بينما قالت الحكومة اليابانية إن اللاعبة في أمان إلى أن يتحقق منظمو الأولمبياد واللجنة الأولمبية الدولية من نواياها.
إذ أفاد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني كاتسونوبو كاتو، بأن "اليابان تنسق مع الأطراف المعنية وتمضي قدماً في اتخاذ الإجراءات الملائمة".
كانت كريستينا قد قالت إنها تخشى على سلامتها في بيلاروسيا بعد أن انتقدت مدربيها واللجنة الوطنية للبلاد؛ لتسجيلها في سباق تتابُع لم تتدرب فيه.
إذ كان من المفترض أن تشارك كريستينا في تصفيات سباق 200 متر، وهو أحد سباقاتها المعتادة، يوم الإثنين، لكنها أمضت هذا اليوم في البحث عن بلد جديد للاستقرار فيه، وقالت يوم الأحد 1 أغسطس/آب، إنها اقتِيدَت للمطار لركوب طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، مؤكدةً أنها رفضت ركوب الطائرة، وقالت: "لن أعود إلى روسيا البيضاء".
فيما توَّجت عرضَ اللجوء قرابة 24 ساعة من الدراما في الأولمبياد، حين احتلت كريستينا المركز الرابع في سباق 100 متر يوم الجمعة 30 يوليو/تموز. وقالت بعد ذلك على "إنستغرام" إن مدربيها أبلغوها في اللحظة الأخيرة، أنه سيتعين عليها خوض سباق تتابُع 4 × 100 متر بدلاً من إحدى عضوات الفريق التي لم تخضع لاختبارات مكافحة المنشطات بشكل كافٍ للتأهل للسباق.
أسباب خوف اللاعبة
على الرغم من أن انتقاداتها كانت تتعلق بالقرارات الرياضية، كان لدى كريستينا سبب وجيه للخوف من أن تُعامَل بوصفها معارضة سياسية في بيلاروسيا.
خاصةً أن رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية للبلاد هو الابن الأكبر لألكسندر جي لوكاشينكو، الزعيم القوي الذي تولى السلطة في بيلاروسيا لمدة 27 عاماً. وسعى منذ مدة طويلة لقمع أي معارضة، وضمن ذلك حملة قمع وحشية بدأت قبل عام بعد انتخابات رئاسية متنازع عليها.
بدوره، قال مارك آدامز، المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية، في مؤتمر صحفي صباح الإثنين، إن كريستينا ذهبت إلى المطار مع رياضيين آخرين أنهوا فعالياتهم.
إلى ذلك، تنتظر اللجنة الأولمبية الدولية تقريراً من اللجنة الأولمبية الوطنية البيلاروسية، خاصة في ظل الأحاديث التي ترددت عقب نشر كريستينا شكواها على إنستغرام، متهمةً اللجنة الأولمبية البيلاروسية باختطافها من القرية الأولمبية ونقلها إلى المطار.
القمع في روسيا البيضاء
في هذا الإطار، قال المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية، الإثنين، إن اللجنة اتخذت عدة إجراءات ضد اللجنة الأولمبية بروسيا البيضاء في الفترة التي سبقت الأولمبياد إثر الاحتجاجات العارمة بأنحاء البلاد.
هذا الحادث سلَّط الأضواء مرة أخرى على الشقاق في روسيا البيضاء، وهي جمهورية سوفييتية سابقة، يحكمها الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بقبضة من حديد.
يشار إلى أن شرطة روسيا البيضاء تشن حملة قمع على معارضي لوكاشينكو منذ الاحتجاجات التي اشتعلت شرارتها بعد انتخابات العام الماضي التي تقول المعارضة إنها زُوِّرت ليبقى الرئيس في السلطة.
جدير بالذكر أن اللجنة الأولمبية الدولية كانت قد رفضت، في مارس/آذار الماضي، الاعتراف بانتخاب فيكتور، نجل لوكاشينكو، رئيساً للجنة الأولمبية في بلاده. وصدر في ديسمبر/كانون الأول، قرار بمنع الأب والابن من حضور الألعاب.