حققت سيدة أمريكية ذات بشرة سمراء، قبل أيام، حلمها بارتداء فستان أبيض في حفل زفافها الذي حُرمت منه عام 1952 تحت وطأة الفصل العنصري الذي حرم السود من تكافؤ الفرص، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، السبت 31 يوليو/تموز 2021.
كانت مارثا تاكر قد مُنعت من دخول متجر فساتين الزفاف، بسبب لون بشرتها، وانتهى بها الأمر وهي تسير في ممر الزفاف مُمسكةً بذراع حبيبها ليمان، مرتديةً فستاناً أزرق كانت قد استعارته.
إلا أنه بعد ما يقرب من سبعة عقود، في سن الـ94، حققت الجدة الكبرى الآن حلمها بارتداء ثوب زفاف أبيض مطرز بعد أن أخبرت حفيدتها بأنها لا تزال تتوق إلى هذه التجربة في سنواتها الأخيرة. وقالت: "لم أتمكن من الزواج في فستان الزفاف، لذلك أردت أن أرتدي فستاناً قبل أن أغادر العالم".
فيما وضعت مارثا، التي أصبحت أرملة من زوجها ليمان في عام 1975، هذه الخطة بعد أن شاهدت فيلم Coming to America، الذي يظهر فيه بمشهد زفاف متقن من بطولة إيدي ميرفي وشاري هيدلي.
من جهتها، قالت مارثا، وهي من برمنغهام كبرى مدن ولاية ألاباما الأمريكية، لمحطة الأخبار التلفزيونية WKMG: "شاهدت الفيلم وقلت (إنه رائع)، سأذهب إلى متجر مستلزمات الزفاف وسأحاول ارتداء فستان الزفاف".
مارثا أضافت: "عندما ذهبت إلى متجر مستلزمات الزفاف هذا، كان اسمي مكتوباً على هذا الفستان. لقد كان جميلاً جداً، شعرت كأني في الجنة. لقد كان شعوراً رائعاً".
جذور العنصرية
يشار إلى أن مارثا كانت قد انضمت إلى حركة الحقوق المدنية، وكانت عاملة في الاقتراع لمدة 57 عاماً، ولديها أربعة أطفال، و11 حفيداً، و18 من أبناء الأحفاد وأحفاد الأحفاد. وتعزو طول عمرها إلى تناول سبع حبات زبيب منقوعة بشراب الجن في اليوم، متبوعة بزيت كبد سمك الحوت، وفق قولها.
وفق مراقبين، ترجع جذور حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة إلى الحرب الأهلية التي عرفتها أمريكا بين عامي 1861 و1865، ثم تعديل الدستور عام 1868، لإقرار المواطَنة والمساواة في الحقوق بين السود والبيض، لكن ذلك لم يفلح في تجميع الأمريكيين وإنهاء التمييز ضد السود بشكل نهائي.
حيث شهدت العقود الأولى من القرن العشرين صنوفاً من عمليات استهداف السود وقتلهم خارج نطاق القانون بتنفيذ من حركات تفوُّق البيض، لكن الرافضين للتمييز العنصري تمكنوا من الوصول إلى إلغاء كثير من القوانين العنصرية، لاسيما في مجال الفصل بين السود والبيض بمدارس التعليم وفي حافلات النقل، وصولاً إلى فرض الحق في الانتخاب نهاية ستينيات القرن الماضي.