يستعد جيف بيزوس، أغنى رجل في العالم، لمغادرة كوكب الأرض لفترة وجيزة، الثلاثاء 20 يوليو/تموز 2021، في أول رحلة مأهولة لشركته إلى الفضاء، لينضم بذلك إلى نادي رواد الفضاء، ويُعطي دفعة لمشروعه في السياحة خارج الكوكب.
تأتي المهمة بعد تسعة أيام من عبور مؤسس شركة "فيرجن غالاكتيك" ريتشارد برانسون حدود الغلاف الجوي للأرض، متقدماً بخطوة على بيزوس في سباق الملياديرات هذا نحو الفضاء، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن أهداف شركة "بلو أوريجين" التابعة لبيزوس تتجاوز ذلك، إذ من المنتظر أن تصل مركبة نيو شيبرد إلى ارتفاع أعلى من مركبة "فيرجن غالاكتيك". كما أن طموحات مالكها جيف بيزوس لا تتوقف عند هذا الحد.
أسس بيزوس "بلو أوريجين" في العام 2000 بهدف بناء مستعمرات فضائية عائمة يوماً ما، مزودة بجاذبية اصطناعية، ويمكنها استضافة ملايين الأشخاص للعمل والعيش.
تقوم الشركة اليوم بتطوير صاروخ مداري عالي الدفع يسمى "نيو غلين"، وكذلك وحدة هبوط على القمر على أمل الحصول على عقد مع وكالة ناسا وبرنامجها "أرتميس".
في تصريح للوكالة الفرنسية، قالت مؤسسة شركة الاستشارات الفضائية أستراليتيكال لورا فورشيك: "قاموا بـ15 رحلة ناجحة غير مؤهلة عبر نيو شيبرد، ونحن ننتظر منذ سنوات لنراهم يحملون أناساً".
ستقلع نيو شيبرد عند الساعة 08,00 (13,00 بتوقيت غرينتش)، الثلاثاء المقبل، من موقع معزول في الصحراء الغربية لولاية تكساس. سيبثّ الحدث مباشرة على موقع "بلو أوريجين. كوم"، قبل ساعة ونصف الساعة من إطلاقها.
مرافقون لبيزوس
يرافق جيف بيزوس في الرحلة شقيقه مارك، وكذلك رائدة الطيران والي فونك البالغة 82 عاماً، وأول زبائن شركة "بلو أوريجين" الهولندي أوليفييه دايمن البالغ 18 عاماً، واللذان سيصبحان على التوالي أكبر وأصغر رائدي فضاء على الإطلاق.
بعد الإقلاع، ستتحرك مركبة نيو شيبرد في الفضاء بسرعات تزيد ثلاث مرات عن سرعة الصوت، باستخدام محرك يعمل بالهيدروجين والأوكسجين المسالين، أي دون انبعاثات كربونية.
ستنفصل الكبسولة إثر ذلك عن ناقلها، ويمكن لرواد الفضاء الجدد فكّ أحزمتهم لتجربة انعدام الجاذبية.
ثم سيقضي الطاقم بضع دقائق على ارتفاع 106 كيلومترات، أو ستة كيلومترات خلف خط كارمان، وهو الحد المعترف به دولياً بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء، وسيتمكنون بعد ذلك من رؤية منحنى الكوكب الأزرق والسواد الداكن لبقية الكون من النوافذ الكبيرة التي تمثل ثلث مساحة المقصورة.
أخيراً، ستعود المركبة ذاتياً إلى منطقة الهبوط شمال موقع الإطلاق، بينما ستبدأ الكبسولة سقوطاً حراً قبل نشر ثلاث مظلات عملاقة، والهبوط برفق في صحراء تكساس.
يُشار إلى أن الفضاء يمثل أولوية لبيزوس ومصدراً يتوقع أن يدرّ دخلاً كبيراً، ومن شأن السياحة بالفضاء أن توفر فرصاً لمداخيل عالية.
كذلك من المزمع أن تنضم شركة "سبايس إكس" المملوكة لإيلون ماسك إلى سباق الفضاء، في سبتمبر/أيلول، برحلة استكشافية مدارية تتكون بالكامل من مدنيين على متن مركبة كرو دراغون. وقد تعاونت "سبايس إكس" أيضاً مع شركة "أكسيوم" لنقل زوار إلى محطة الفضاء الدولية.