يد لها أفكار مستقلة وشخصية متفردة! ما هي متلازمة اليد الغريبة التي دار فيلم تامر حسني الأخير حولها؟

لا يوجد العديد من الدراسات المُفصَّلة حول ذلك الاضطراب بسبب ندرة الحالات

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/17 الساعة 13:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/17 الساعة 13:44 بتوقيت غرينتش
تلك المتلازمة تتسبب في تصرف اليد من تلقاء نفسها - iStock

يدور فيلم الفنان المصري تامر حسني بعنوان "مش أنا"، الصادر الشهر الماضي، حول شخصية البطل المُصاب بحالة تُدعى متلازمة اليد الغريبة، أو The Alien Hand Syndrome، حيث يفقد فيها الشخص السيطرة على طرف من أطرافه بصورة غير طبيعية.

ونظراً لرواج الفيلم فقد أثار الكثير من الجدل حول تلك الحالة الغريبة، وحول الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوثه، وكيف يمكن أن يتصرف جزء من الجسم البشري من تلقاء نفسه دون وعي الإنسان بأهدافه.

تسبب تلك المتلازمة في حدوث أفعال لا إرادية من إحدى اليدين - iStock
تسبب تلك المتلازمة في حدوث أفعال لا إرادية من إحدى اليدين – iStock

ما هي متلازمة اليد الغريبة؟

ووفقاً لموقع المكتبة الوطنية الأمريكية للدواء والمعهد الوطني للصحة، تعد متلازمة اليد الغريبة من الأمراض النادرة التي قد يصاب بها الإنسان وتتسبب في عدم قدرته على التحكم في إحدى يديه، بحيث تتصرف اليد بشكل منفصل عن دماغ الإنسان وتتعامل وكأنها تمتلك شخصية مستقلة.

وهناك العديد من الحالات العصبية التي تتسبب في تحرك الذراع عن غير قصد – مثل النوبات أو الرعشات واضطرابات الحركة. لكن الاختلاف هنا هو أنه في كل حالة من هذه الحالات، إذا تحركت الذراع، فإنها تتأرجح إلى حد كبير بلا هدف، ولكن مع متلازمة اليد الغريبة، تكون الحركة هادفة ولها غايات معينة لا يدركها الشخص المصاب.

وفي أول توثيق للإصابة بتلك الحالة العصبية النادرة، أبلغ الطبيب النفسي وطبيب الأعصاب الألماني كورت غولدشتاين عن حالة عام 1908، حيث بدا أن اليد اليسرى لمريضه تفعل ما يحلو لها، بما في ذلك محاولة خنق صاحبها.

أسباب حدوث تلك المتلازمة

السبب الأكثر شيوعاً لتلك الظاهرة هو إصابة منطقة من الدماغ تسمى الجسم الثفني، والتي تعمل بمثابة الكابل الرئيسي الذي يربط نصفي المخ ببعضهما البعض.

وتحدث تلك النوعية من الإصابات غالباً أثناء الجراحة، مثل محاولات كبح النوبات الدماغية طبياً، ويمكن أن تحدث أيضاً لدى ضحايا السكتة الدماغية.

وتمنع هذه الإصابة نصفي الدماغ من التواصل فيما بينهما، ولأن كل جانب يتحكم في السلوكيات المختلفة والأيدي المختلفة وكل طرف على حدة، بالإضافة للمهارات الجسدية والعقلية الأخرى، يبدأ الالتباس.

وفي العادة، تكون اليد اليسرى هي اليد المصابة بالمتلازمة؛ لأن هذه هي اليد التي يتحكم فيها نصف المخ الأيمن؛ أما النصف المخي الأيسر فهو لا يتحكم في اليد، ولكنه يتحكم في اللغة، التي تُمكِّن الإنسان من استخدام واستيعاب الكلمات لكي يفكر بصورة سليمة.

ولأن الدماغ لديه سيطرة ثنائية على الساقين أكثر من الذراعين، فإن اليد وحدها هي الشيء الوحيد الذي يقوم بحركة هادفة ومستقلة.

وفي إحدى الحالات المسجلة لمتلازمة اليد الغريبة، بينما كان رجل يبلغ من العمر 67 عاماً نائماً، لم تكن يده نائمة؛ كما ورد في مقال نشر في مجلة طبية عام 1997، حيث قامت يده "بالزحف والتسلل خلال الليل، ما جعله يستيقظ من النوم على يديه وهي تمسك بياقة ملابسه من العُنُق"، وفقاً لموقع CNBC.

تحدث الظاهرة بسبب انقطاع الاتصال بين فصّي الدماغ - iStock
تحدث الظاهرة بسبب انقطاع الاتصال بين فصّي الدماغ – iStock

دراسات محدودة بسبب ندرة الحالات

كانت الأبحاث متفرقة ومتواضعة على مر العقود الماضية بسبب ندرة الحالات، لكن في دراسة أجراها فريق من الأطباء السويسريين في عام 2007، تم ترتيب اختبارات تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي على مصاب بمتلازمة اليد الغريبة لتحديد أجزاء الدماغ التي أظهرت نشاطاً كثيفاً أثناء الحركات المخطط لها وغير المخطط لها.

ووجد البحث أن الحركات المخططة نشأت في الفصّ الأمامي أولاً قبل إرسالها إلى الشريط الحركي، بينما لم تظهر الحركات الغريبة التي لا يدرك المصاب سبب حدوثها من يده، أي نشاط في الفص الأمامي، إذ نشأت الحركات من الشريط الحركي نفسه مرة واحدة.

وعلاوةً على ذلك، بقيت الإشارة في شريط الحركي دون إرسال رسالة إلى الفصّ الأمامي لإخطاره بحدوثها، ما يترك الضحايا غير مدركين لتحركاتهم إلا بعد فوات الأوان.

وعلى الرغم من أن قطاع الشريط الحركي في المخ يتم تمييزه في النهاية على أنه مركز للنشاط، فإنه لا يزال من غير المعروف ما الذي يطلق الإشارات لتبدأ هذه الحركة من الأساس، وذلك في سر طبي لم يتم سبر أغواره حتى يومنا هذا بحسب موقع How Stuff Works.

ليس هناك علاج لهذا الاضطراب

رغم تقدم العلوم الطبية المختلفة، لكن لا يوجد علاج حالي لمتلازمة اليد الغريبة ولا توجد سوى العلاجات العملية في التخفيف من حدة الأعراض قدر الممكن. 

ويتم ذلك غالباً من خلال إبقاء اليد المصابة "مشغولة" قدر الممكن، من خلال إعطائها شيئاً تمسكه أو تفعله، على الرغم من أن بعض المرضى قد ذهبوا إلى حد ارتداء قفازات الفرن أو ربط أيديهم المصابة خلف ظهورهم لتجنُّب ارتكاب أي أفعال مؤذية للنفس أو الآخرين.

لا يمكن علاج الاضطراب - iStock
لا يمكن علاج الاضطراب – iStock

وعلى الرغم من عدم وجود علاج، فقد تم الإبلاغ عن أن الشفاء التدريجي يمكن أن يحدث عند إصابة نصف دماغي واحد فقط.

علامات:
تحميل المزيد