استطاعت هَنا جودة، الشابة المصرية وإحدى أبرز المواهب الرياضية الصاعدة، أن تكسر رقماً قياسياً حتى قبل فوزها بأي ميدالية أولمبية. في عمر 13 عاماً، تمكنت من أن تحجز لنفسها مكاناً في أولمبياد طوكيو 2020، لتمثل بلدها في رياضة تنس الطاولة.
وكانت هَنا جودة قريبة من أن تكون أصغر لاعبة في تاريخ الأولمبياد، لكنها ستصبح ثاني أصغر لاعبة- في حال شاركت- بعد السورية هند ظاظا صاحبة الـ 12 عاماً، والتي تأهلت للأولمبياد بعد فوزها بذهبية بطولة غرب آسيا التي أقيمت في الأردن 2020.
جدير بالذكر أن جودة ساهمت في فوز سيدات الأهلي بدوري تنس الطاولة في عام 2020. وفي يونيو/حزيران 2021، تصدرت تصنيف الاتحاد الدولي لتنس الطاولة للناشئات تحت 15 سنة، لتصبح أول لاعبة في القارة الإفريقية تحقق هذا الإنجاز.
اقرأ أيضاً
من هي هنا جودة؟
فمن هي هَنا جودة؟ وكيف استطاعت أن تحقق كل هذه الإنجازات في سن مبكرة جداً؟
كانت أولى محطاتها مع البطولات في بطولة العرب في عمان، ثم حازت الميدالية البرونزية في تايلاند عن فئة ما دون 15 عاماً، ثم حصلت على الميدالية الذهبية في بطولة تونس عام 2018، إلى أن تم اختيارها من قِبل الاتحاد الدولى لتنس الطاولة لتمثيل مصر وإفريقيا في معسكر "الأمل" العالمي، وبطولة العالم تحت 12 عاماً.
كان عام 2019 نقطةً فاصلةً جداً في حياتها المهنية والرياضية، إذ حققت 4 ألقاب لبطولة للناشئات تحت 12 و15 و18 و21 عاماً، خلال يومين فقط، في البطولة التي أقيمت بمدينة الإسماعيلية.
كما حصلت على 4 ميداليات ذهبية وميدالية فضية في بطولة البرتغال الدولية للناشئين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، حصدت الميدالية البرونزية ببطولة العالم للقارات للناشئات في بولندا، محققةً إنجازاً غير مسبوق عبر تصنيفها أول لاعبة بمصر وإفريقيا تُتوَّج بميدالية في بطولة العالم للقارات، التي بدأت في عام 2002.
تتمرن جودة من 5 إلى 6 ساعات يومياً، حسبما قالت في لقاء إعلامي، إلى جانب ممارسة تمارين اللياقة البدنية 3 أيام في الأسبوع، لتستريح فقط يوم الجمعة.
بدأ حبها للرياضة أولاً بممارسة رياضة كرة اليد، ثم وجدت متعة أكبر في رياضة تنس الطاولة، حينما لاحظ مدربو المدارس في النادي الأهلي موهبتها. الكبيرة فيها.
تفرغت لاحقاً لهذه الرياضة وكان عمرها آنذاك 4 سنوات فقط.
وتوضح أن المدرب الصيني "زانج"، والخبير الأجنبي في النادي الأهلي والمنتخب المصري، كان له الأثر الأكبر في مسيرتها الرياضية، حسب ما صرحت به لصحيفة الأهرام.
اقرأ أيضاً
عروض احتراف
تلقَّت جودة، العديد من العروض الاحترافية من قِبل نوادٍ في دولة السويد، لكن أزمة كورونا حالت دون تحقيقها.
تُلقَّب بـ"معجزة تنس الطاولة" و"سندريلا تنس الطاولة" في الأوساط الرياضية المصرية وحتى "الطفلة المعجزة"، ورغم جميع البطولات التي حققتها في هذه السنوات القليلة، فإن حلمها الأكبر هو تحقيق ميدالية أولمبية لمصر في تنس الطاولة.
ناشدت السيسي فأحالها النادي الأهلي للتحقيق
في مارس/آذار 2021، تصدرت أخبار جودة، المواقع الرياضية بعدما أحالها النادي الأهلي مع اللاعبة مريم الهضيبي إلى التحقيق.
قال وقتها النادي في بيان، إن السبب هو "حديثهما على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير لائق".
وكانت ناشدت على حسابها بموقع "فيسبوك"، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ووزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، ورئيس اللجنة الأولمبية المصرية المهندس هشام حطب، السماح لها بالمشاركة في أولمبياد طوكيو المقبل.
من جانبها، ردَّت الهضيبي على جودة، مطالبةً كل الجهات المعنية، بعدم السماح لها بالمشاركة؛ لعدم تحقيقها معايير المشاركة في الألعاب، مشددة على أن جودة لا تستحق المشاركة في الأولمبياد، وهناك من هو أفضل منها (في إشارة إلى نفسها).
وتسببت هذه المشاحنات وقتها في اتخاذ النادي بعض الإجراءات التأديبية.
تحدَّت محمد صلاح
على صفحتها بموقع فيسبوك، تحدَّت جودة في عام 2019، لاعب كرة القدم محمد صلاح، الأمر الذي لفت نظر وسائل الإعلام العربية بعدما ردَّ عليها صلاح شخصياً.
وقالت: "عايزة ألعب مع محمد صلاح ماتش ونشوف مين اللي هيكسب"، وردَّ عليها النجم المصري على تويتر مازحاً: "طب أبعتلك مكة تلاعبك الأول ولا ألعب أنا على طول؟ بس ماشي قبلت التحدي".
وردَّت بطلة الجمهورية في تنس الطاولة بصفحتها على فيسبوك/ قائلة: "أنا بحب اللعب مع الكبار.. ومكة تنوّر.. مو صلاح".
وبعد مرور عام على التحدي عاودت النجمة الصغيرة تذكير صلاح بوعده بقبول التحدي؛ على أمل أن يجتمع النجمان المصريان مستقبلاً.
تحديات كورونا
كما حصل مع معظم اللاعبين حول العالم، واجهت جودة، تحديات كبيرة بسبب أزمة كورونا، ولكن عائلة اللاعبة الشابة جهزت لها صالة داخل البيت؛ كي لا تتوقف عن ممارسة تمارينها اليومية، إلى جانب تجهيز صالة أخرى لتدريبات اللياقة البدنية؛ لتحافظ على لياقتها قبل عودة المشاركة في البطولات.
ودعم أهل جودة يعود لسنواتها الأولى، إذ قالت في لقاء مع قناة إخبارية، إن والدتها كانت ترافقها إلى النادي الأهلي لتتعلم أصول اللعبة وهي في سن الرابعة، ثم صنعت لها عائلتها طاولة قصيرة، وحتى هذه اللحظة، تسافر عائلتها معها في شتى البطولات المختلفة دعماً وتشجيعاً.