أدى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والجفاف الذي اجتاح غربي الولايات المتحدة وكندا على مدار الأسبوعين الماضيين إلى مقتل مئات الملايين من حيوانات بلح البحر، والمحار، وغيرها من الحيوانات البحرية، وسط تحذيرات من كارثة بيئية، طبقاً لما أوردته مجلة Newsweek الأمريكية، السبت 10 يوليو/تموز 2021.
حيث قال عالم الأحياء البحرية كريس هارلي، لصحيفة Washington Post الأمريكية، إن نحو مليار مخلوق بحري صغير ماتت خلال موجة الحر "القاتلة" في بحر ساليش أواخر شهر يونيو/حزيران المنصرم.
هارلي أضاف: "ما يُقلقني هو أننا لو بدأنا نتعرض لموجات حارة من هذا النوع كل 10 سنوات وليس كل 1.000 سنة، فإن الضرر سيكون شديداً وأسرع من أن نستطيع التعافي منه على الإطلاق. وبالتالي سيبدو نظامنا البيئي مختلفاً تماماً"، منوهاً إلى أنه "ذُهل من الرائحة الكريهة لعشرات الآلاف من الحيوانات النافقة التي كانت تنتشر على شاطئ كيتسيلانو في فانكوفر بكندا".
"القبة الحرارية"
فقد حطمت القبة الحرارية، وهي ظاهرة جوية تحبس الحرارة وتمنع أنظمة الطقس الأخرى من التحرك، درجات الحرارة العالية القياسية في شمال غرب الولايات المتحدة وغرب كندا في الأيام الأخيرة.
في السياق ذاته، أوضحت دراسةٌ أجراها فريقٌ دولي من باحثي المناخ أن موجة الحر "كان من المستحيل أن تحدث لولا تغيُّر المناخ بسبب البشر".
يُذكر أن حيوان "بلح البحر" يلتصق بالصخور والأسطح الأخرى في الماء، لكنه لا يستطيع الصمود عند درجات الحرارة التي تتجاوز 37 درجة مئوية لفترات طويلة، وفق شبكة CNN الأمريكية.
"وادي الموت"
فيما قالت مجلة Newsweek الأمريكية إن الطقس الحار يبدو أنه لن يرحم أحداً فيما وصفته بـ"وادي الموت"، مع تزايد التكهنات- ودرجات الحرارة- حول ما إذا كانت تلك المسطحات الجافة ستشهد أشد أيامها حرارةً على الإطلاق.
فبعد وصول درجة الحرارة إلى 52 درجة مئوية يومي الأربعاء والخميس 7 و8 يوليو/تموز، كانت الشمس تحمل في جعبتها المزيد لصحراء موهافي جنوب شرقي كاليفورنيا يوم الجمعة 9 يوليو/تموز.
حينها، كانت درجة الحرارة قد بلغت 54.4 درجة مئوية في تمام الساعة 4:54 ظهراً، لتقترب بشدة من الرقم القياسي العالمي المسجل عند 56.6 درجة مئوية وفقاً لهيئة الطقس الوطنية في مدينة لاس فيغاس الأمريكية.
درجة الحرارة تلك تعد أعلى بـ10 درجات مئوية تقريباً من الطقس المعتاد في شهر يوليو/تموز، بالتزامن مع ظهور موجة حر كبرى ثالثة في غرب الولايات المتحدة.
من المتوقع أن تصير موجة الجمعة هي ثالث أعلى درجة حرارة مسجلة في التاريخ، وربما يزيد ترتيبها عن ذلك أيضاً، بانتظار تصديق المركز الوطني للمعلومات البيئية والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وفاة أكثر من 45 شخصاً
فضلاً عن ذلك، أكد مسؤولون، يوم الأربعاء 1 يوليو/تموز الجاري، أن موجة الحر القياسية تلك قتلت ما لا يقل عن 45 شخصاً في ولاية أوريجون الأمريكية، كما أنها تعتبر السبب وراء زيادة غير عادية للوفيات بكولومبيا البريطانية في كندا.
في حين قالت إدارة الطب الشرعي في كولومبيا البريطانية إن هناك 486 حالة وفاة مفاجئة وغير متوقعة بين يومي الجمعة والثلاثاء، بزيادة نحو 320 وفاة عن المتوسط لخمسة أيام.
فيما أكد خبراء في الأرصاد الجوية أن صواعق البرق في غرب كندا ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بنحو عشرة أضعاف مثيلاتها في الوقت نفسه من العام الماضي؛ مدفوعة بموجة حر قياسية.
على إثر ذلك، حذّر الخبراء من مزيد من الصواعق، والتي قد تزيد من حرائق الغابات في ظل هبوب رياح قوية.