كلا، لا يرى المصابون بعمى الألوان العالم بالأبيض والأسود كما يعتقد معظمنا، لكن من سوء الحظ لا يستطيعون تمييز نفس درجات الألوان التي نستطيع نحن تمييزها، كما لا يرون الألوان بنفس درجات السطوع والإشراق، إذ تبدو الصور في الغالب باهتة إلى حد كبير.
ما هو عمى الألوان؟
تحتوي العين البشرية على ملايين الخلايا المخروطية التي تعمل معاً لترجمة الضوء إلى إشارات عصبية تنتقل عبر العصب البصري إلى الدماغ، ما يؤدي إلى الإحساس برؤية الألوان.
لكن يعاني بعض الأشخاص من تغيير أو انخفاض في حساسية واحدة أو أكثر من هذه الخلايا المخروطية، الأمر الذي ينتج عنه عمى الألوان.
ويستطيع المصابون بعمى الألوان رؤية الألوان في الواقع، لكن بنطاق أضيق بكثير، إذ تشير التقديرات إلى أن الشخص الذي يتمتع برؤية طبيعية للألوان يمكنه رؤية ما يصل إلى مليون درجة لون مميزة، ولكن الشخص المصاب بعمى الألوان قد يرى ما لا يزيد عن 10 آلاف لون (1% من النطاق الطبيعي)، وذلك وفقاً لما ورد في موقع Enchroma.
كيف يرى المصابون بعمى الألوان العالم؟
لا نستطيع تصور العالم بعيون المصابين بعمى الألوان بدقة تامة، نظراً لأن الألوان يتم تعلمها استناداً إلى الطريقة التي نراها بها.
مع ذلك من الممكن أن نتصور بشكل تقريبي كيفية رؤية العالم بعيون المصابين بهذا المرض من خلال تحديد نوع عمى الألوان.
يصنف عمى الألوان إلى ثلاث فئات رئيسية وفقاً لموقع National Eye Institute:
1. عمى اللونين الأحمر والأخضر
هناك 4 أنواع من عمى اللونين الأحمر والأخضر، كالتالي:
Deuteranomaly "النقص الأخضر" هو أكثر أنواع عمى اللونين الأحمر والأخضر شيوعاً، ويعتبر شائعاً أكثر لدى الذكور.
في هذه الحالة يرى المصاب اللون الأخضر والأصفر مائلاً إلى الحمرة، ومن الصعب التمييز بين اللون الأزرق والبنفسجي.
وهو درجة خفيفة من المرض لا تعيق عادة النشاطات اليومية للمصاب، ويحدث عندما لا تعمل الصبغة الضوئية المخروطية الخضراء كما ينبغي.
Protanomaly "النقص الأحمر" في هذه الحالة يرى المصاب اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر مائلاً للخضرة وأقل سطوعاً، وهو كذلك درجة خفيفة من المرض لا تعيق عادة النشاطات اليومية للمصاب.
Protanopia في هذه الحالة يبدو اللون الأحمر رمادياً غامقاً، وتبدو بعض درجات اللون البرتقالي والأصفر والأخضر صفراء.
ويحدث عندما لا يكون لدى المصاب خلايا مخروطية حمراء عاملة.
Deuteranopia: يبدو اللون الأحمر في هذه الحالة مصفراً بنياً، وقد يبدو اللون الأخضر مائلاً إلى البيج، ويحدث عندما لا يكون لدى المصاب خلايا مخروطية خضراء عاملة.
2. عمى اللونين الأزرق والأصفر
هذا النوع هو الأقل شيوعاً من عمى الألوان، ولا يستطيع فيه المصاب التمييز بين الأزرق والأخضر، وبين الأصفر والأحمر، وهو نوعان:
Tritanomaly: من الصعب في هذه الحالة معرفة الفرق الأصفر والأحمر والوردي، ويبدو اللون الأزرق أكثر خضرة.
وفي هذه الحالة تعمل الخلايا المخروطية الزرقاء بشكل محدود فقط.
Tritanopia: في هذه الحالة يبدو اللون الأزرق أخضر والأصفر يبدو باللون الرمادي الفاتح أو البنفسجي، وتحدث عندما لا يوجد لدى المصاب خلايا مخروطية زرقاء.
3. عمى الألوان الكامل Achromatopsia
في حالة عمى الألوان الكامل لا يستطيع المصاب رؤية الألوان على الإطلاق، ويميز فقط الأبيض والأسود والرمادي. تسمى هذه الحالة أيضاً بـ"أحادية اللون" وهي حالة غير شائعة.
من الممكن أن يكون المصاب بها كذلك أكثر حساسية للضوء، ويعاني من مشاكل في الرؤية بوضوح.
لكن ما أسباب عمى الألوان؟
في شبكية العين للإنسان الطبيعي هناك ثلاثة أنواع من المخاريط: الخضراء والحمراء والزرقاء، وفي داخل كل مخروط هناك صبغات محددة وظيفتها امتصاص الضوء المنعكس من على الأجسام، ومن ثم إدراك الألوان.
في حالة العمى الثنائي يكون هناك خلل في أحد المخاريط سواء الخضراء أو الحمراء أو الزرقاء. وعادةً ما يكون سبب هذا الخلل وراثياً في المقام الأول وفقاً لـWebMD.
لكن في بعض الأحيان قد لا تكون الجينات هي السبب، وقد يصاب الأشخاص بعمى الألوان لأحد الأسباب التالية:
- ضرر ما أصاب العين
- تلف العصب البصري
- تلف أجزاء من الدماغ تعالج معلومات اللون
- إعتام عدسة العين
- التقدم في العمر
هل يوجد علاج لعمى الألوان؟
وفقاً لـMayo Clinic، لا توجد علاجات لمعظم أنواع عمى الألوان ما لم تكن مشكلة رؤية الألوان مرتبطة باستخدام بعض الأدوية أو بأمراض العين.
إذ قد يؤدي التوقف عن تناول الدواء الذي يسبب مشكلة في الرؤية أو علاج مرض العين الأساسي إلى تحسين رؤية الألوان.
كذلك تساعد النظارات المخصصة للمصابين بعمى الألوان على الرؤية بشكل أفضل وتمييز طيف أوسع من الألوان، لكنها لا تحل المشكلة بشكل كامل، إذ لا يزال المصاب غير قادر على رؤية الألوان تماماً كما يراها الشخص الطبيعي.