هذه القصة نوع مختلف من القصص، ولو شاهدتها في أحد مسلسلات نتفلكس لاعتبرتها قصةً خيالية، لكنّها ليست كذلك. من كان يتخيّل أن تخطّط امرأة لقتل زوجها بعد زواجهما فقط بستة أشهر؟ لكنّ الأغرب من ذلك والأكثر مفاجأةً، هو حظّ زوجها الذي حماه من هذا القتل المُخطّط عن عمد.
مايكل دويبوليتو.. انفصل عن زوجته من أجل داليا
ولدت داليا محمد في مدينة نيويورك عام 1982 لأبِ مصريّ وأم من بلاد البيرو، وعندما كانت داليا مراهقةً في عمر 13 انتقل أهلها إلى فلوريدا، وهناك التحقت بمدرسة ثانوية، وتخرجت فيها عام 2000. ولم تكن تعلم وهي تتخرّج فيها أنّها بعد سنواتٍ قليلة ستتخذ قراراً مصيرياً سيغير حياتها للأبد: أن تخطط لقتل زوجها.
في عام 2008 وقع مايكل دويبوليتو في حبّ داليا، ورغم أنّه كان متزوجاً حينها، طلّق مايكل زوجته ليعلن زفافه على داليا في فبراير/شباط من عام 2009، بعد 5 أيام فقط من إتمام أوراق طلاقه من زوجته الأولى.
كان مايكل قد قضى فترة في السجن سابقاً، وكان تحت المراقبة بتهمة "الاحتيال في الأسهم"، وعلى كلّ حال يبدو أنّ مايكل كان لديه تاريخ مع الشرطة، ولكنّ هذا التاريخ في مساحات غير مساحات جرائم القتل أو ما شابه. ففي أحد الأيام أوقفته الشرطة ووجدت معه كوكايين في علبة السجائر، ولكن سمحت له بالرحيل في النهاية.
في أحد الأيام أعطت داليا زوجها مايكل مشروباً من ستاربكس، بعدما تناوله مايكل مرض كثيراً، وجاءت الشرطة لتسأل عنه، فقد وصلها بلاغ مجهول بأن مايكل يتاجر في المخدرات. عندما تصاعدت الأحداث مع مايكل بهذا الشكل، وافق على نقل ملكية منزله إلى داليا لحمايته في حال قبضت عليه الشرطة. من كان المتّصل المجهول؟ كانت داليا بنفسها.
داليا دويبوليتو تخطط لقتل زوجها
وبدأت داليا تخطط للتخلُّص من زوجها تماماً، لتحصل بوفاته على ملكية المنزل وحدها. اتصلت داليا بحبيبها السابق تطلب منه أن يرتب لها اتصالاً مع قاتلٍ مأجور ليقتل زوجها. حبيبها السابق لم يوصلها بقاتلٍ مأجور، وإنما اتصل بالشرطة التي شكّكت في التفاصيل التي بلّغهم بها، ولكن رغم ذلك قرروا التحقيق في الأمر.
كان قسم الشرطة يعمل حينها مع برنامج COPS الوثائقي الذي يوثّق أعمال رجال الشرطة والتحقيقات، وهكذا وافق البرنامج الوثائقي على تصوير كلّ شيء.
تمّ تركيب كاميرا خفية في سيارة حبيبها السابق، وعندما تقابلا في السيارة أخبرها أنّه وجد قاتلاً مأجوراً يتمم المهمة، وتمّ ترتيب اللقاء مع هذا القاتل المأجور الذي لم يكن سوى ضابط شرطة اسمه وايدي جاين.
ذهب جاين متخفياً وقابل داليا، وبالتنسيق مع البرنامج الوثائقي تمّ تسجيل الاجتماع، عندما سألها جاين هل هي متأكدة أنها تريد قتل زوجها؟ ردت قائلةً "بالطبع أنا متأكدة، ليس هناك تغيير في قراري، أنا مصممة ومتأكدة بنسبة 5000%".
وأعطته 7 آلاف دولار نظير خدماته، ورتبا معاً أن تكون هي في صالة الألعاب الرياضية عندما يدخل هو صباح يوم الأربعاء 5 أغسطس/آب 2009 ليقتل زوجها في البيت.
الشرطة تُحبط الخطة ومايكل يواجه داليا
في صباح اليوم المخطّط له ذهبت داليا إلى صالة الألعاب الرياضية في الساعة 6 صباحاً، وفي هذا الوقت كانت الشرطة قد أقامت مسرح جريمة وهمياً في البيت، وعندما عادت داليا وجدت مجموعة من سيارات الشرطة والمنزل محاطاً بشريطٍ أصفر، ومصوّر الطب الشرعي يوثّق الأدلة في مسرح الجريمة.
اقترب منها الضابط وأخبرها بالخبر الصاعق "لقد تمّ قتل مايكل ديبوليتو!"، وانهارت داليا وبكت. واساها الضابط وطلب منها التوجُّه معه للمخفر لتساعدهم في التحقيقات.
أدخلت الشرطة وايدي جاين (الضابط المتخفِّي في شخصية القاتل المأجور)، وأخبروا داليا أنّه مشتبه به في القضية. أنكرت داليا أنّها تعرفه ونفى هو أيضاً أنه يعرفها. وفي لحظةٍ مفاجئة: دخل زوجها مايكل إلى الغرفة، وأخبرها أنّه يعرف كلّ شيء.
انهارت داليا وظلّت تقول له "تعالَ إلى هنا.. تعالَ إلى هنا يا مايكل.. لم أفعل لك أي شيء".
وقد كانت أول مكالمة تقوم بها داليا من داخل السجن لزوجها مايكل. وقد أنكرت محاولتها قتله كما عاتبته من أنّه لم يوكّل محامياً لها. وقد طالب مايكل بالطبع بردّ ملكية ممتلكاته. وتمّ الإفراج عن داليا بكفالة 25 ألف دولار، وبدأت محاكمتها عام 2011.
أثناء المحاكمة قالت داليا إنّها كانت على علم بأنّ ضابطاً متخفياً صوّرها، وأنّ زوجها مايكل الذي كانت أمنيته أن يصبح مشهوراً، هو الذي أقنعها بتلفيق فيديو القتل هذا.
وقد وجدت هيئة المحلفين داليا مذنبةً وحكم عليها بالسجن لمدة 20 عاماً، وقد أعادت محكمة الاستئناف المحاكمة عام 2016، وأطلق سراحها على أن تكون في إقامة جبرية، وفي النهاية خرج الحكم النهائي بسجنها 16 عاماً.
وستظلّ داليا في مؤسسة لويل الإصلاحية في فلوريدا حتّى عام 2032.