تعتزم الصين إنشاء خدمة استشارية حكومية خاصة بالأزواج، وذلك بعد ارتفاع معدلات الطلاق في البلاد وانخفاض عدد الشركاء الذين يرغبون في الارتباط الرسمي، وذلك وفق ما نقلت صحيفة The Times البريطانية، السبت 26 يونيو/حزيران 2021.
وزارة الشؤون المدنية الصينية قالت من جانبها إنها ستعمل من خلال هذه الخدمة على "تعزيز إرشادات ما قبل الزواج، والفحوصات الصحية وتقديم خدمات الوساطة بشأن العلاقات الزوجية والأسرية، بالإضافة إلى خدمات المشورة بشأن الطلاق"، وذلك كله بهدف تقليل الخلافات الأسرية.
ارتفاع في معدل الطلاق
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن معدل الطلاق في الصين يرتفع منذ عقود، ولكن وصل العام الماضي إلى حد غير مسبوق، حين سجلت أربع حالات طلاق مقابل كل 10 زيجات، في مجموع يقدر بـ 3.7 مليون حالة طلاق، ارتفاعاً من 580 ألفاً في عام 1987.
كان المعدل في عام 2020 أقل من 4 ملايين حالة طلاق سُجِّلَت في عام 2019 أو 3.8 مليون حالة في عام 2018، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قلة عدد المتزوجين.
تعد هذه الخطوة هي الأحدث من حكومة قلقة بشأن التركيبة السكانية في البلاد، حيث بعد عقود من تقييد الأسرة بطفل واحد، تريد بكين من جميع الأزواج إنجاب ثلاثة أطفال للمساعدة في زيادة معدلات المواليد والتعامل مع أزمة الشيخوخة التي تلوح في الأفق.
في 1 يناير/كانون الثاني، فرضت الصين فترة تهدئة إلزامية مدتها 30 يوماً لأي شخص يسعى للطلاق. الآن تريد تعزيز خدمات الإرشاد الزواجي من خلال تشكيل فرق من المستشارين النفسيين ومستشاري الزواج والمحامين والاختصاصيين الاجتماعيين.
تجربة أولية
من جانبه، صرَّح تشانغ تشيان، رئيس مكتب تسجيل الزواج في مدينة ينتشوان شمال غرب البلاد، لوسائل الإعلام الحكومية: "في هذه الأيام، يعتقد الكثير من الشباب أنَّ بإمكانهم الزواج والطلاق كما يحلو لهم".
في ينتشوان، يقدم المكتب المحلي لتسجيل الزواج هذه الخدمة بالفعل. لكن لا يجد إلا قلة من المهتمين؛ ففي مايو/أيار، انضم 64 فقط من 415 من المتزوجين حديثاً إلى فصول هذه الخدمة، وفقاً لموقع Hongxing News الإخباري الذي تديره الدولة.
وفي مقاطعة هايان الشرقية، خصصت الحكومة مساحة يمكن لأي شخص لديه مشكلة في العلاقة اللجوء إليها للدردشة. وأفاد موقع Hongxing News بأنَّ عدد المستخدمين زاد إلى 200 زوج شهرياً، مقارنة بـ 40 فرداً، بعد أن روّجت الحكومة للخدمة.
يبلغ تعداد الصين حالياً أكثر قليلاً من 1.4 مليار نسمة، لكن بكين تواجه أزمة كبيرة أجبرتها على التخلي عن سياسة الطفل الواحد والسماح بإنجاب 3 أطفال.
من المهم أن نذكر أن معضلة الصين الديموغرافية ليست رقمية، بمعنى أنها ليست مرتبطة بعدد السكان بشكل عام، ولكنها مرتبطة بالفئات العمرية داخل البلد الذي يبلغ عدد سكانه نحو ما يقرب من ربع سكان العالم ككل.