بدأ رواد المطاعم في مدينة نيويورك الأمريكية في عرض النقود، ورحلات اليخوت، وجولات الطائرات الخاصة ضمن مساعيهم المستميتة الرامية للحصول على طاولةٍ لتناول الفطور أو الغداء؛ حيث ارتفعت معدلات الهجرة الجماعية لأثرياء منطقة مانهاتن إلى بلدات جزيرة لونغ آيلاند بشكلٍ غير مسبوق بعد تخفيف قيود التباعد الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي.
فقد شهدت الأسابيع الأخيرة حصول العاملين في المطاعم الفاخرة في هامبتونز (شرقي جزيرة لونغ آيلاند) على العديد من الهدايا والإكراميات الكبيرة (البقشيش) خلال أشهر الصيف من أشخاصٍ لم يقوموا بخدمتهم بعد، وذلك على غير المعتاد، طبقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 22 يونيو/حزيران 2021.
من جهته، قال زاك إرديم، مالك مطعم 75 Main العصري بالطراز الإيطالي: "لقد أقام الناس حفلات أعياد ميلاد للعاملين ومنحوهم هدايا باهظة الثمن".
في هذا الإطار، دفع جون كاتسيماتيديس، الملياردير الأمريكي وصاحب شبكات متاجر "سوبر ماركت" في نيويورك، مبلغاً من خمسة أرقام لحجز طاولةٍ في المطعم طوال موسم الصيف بحسب إرديم.
في حين لا يغطي المبلغ الذي دفعه كاتسيماتيديس قيمة تناول الطعام، بل يضمن له بالكاد حصوله على طاولةٍ هناك حين يرغب في ذلك، وهو الأمر الذي اعتبره البعض أشبه باستئجار منزلٍ في الأساس، لكن يظل عليك دفع ثمن الطعام وكل شيءٍ آخر.
الاشتياق إلى الخروج
بدوره، ذكر أندرو توبين، مدير عام مطعم Tutto il Giorno، أن الناس يشتاقون بقوة إلى الخروج والاحتفال.
إلا أن مطعم توبين لا يستطيع بالطبع استقبال الناس جميعاً، بينما وجد العاملون أنفسهم يردون على الهاتف لتفاجئهم عروضٌ برحلات على متن مروحيات أو تذاكر لمشاهدة سباقات ناسكار.
حسب الصحيفة البريطانية، تبدأ مكالمة الزبائن عادةً بالجملة التالية: "نرغب في دعوتك إلى شيءٍ ما. وبعدها يقولون: (أوه، بالمناسبة، هل يمكننا الحصول على طاولة؟)".
بينما يتحدث رواد المطاعم عن حجز طاولات قبلها بأسابيع، والانتظار بجوار الهاتف للاتصال متى أعلن مطعمٌ عن استقباله الحجوزات للأشهر المقبلة.
كما أشار ميتش موديل، الرئيس التنفيذي لشركة Modell's Sporting Goods، إلى أنه وقف بجوار البار في مطعم 75 Main ودفع إكراميات سخية أملاً في الحصول على طاولة. وهذا رغم أنه كانت لديه علاقات داخل المطعم: فابنه يعمل مضيفاً هناك.
موديل أضاف أنه بعد إنفاق بضع مئات من الدولارات، عجز عن الحصول على طاولة، فقال له ابنه: "أبي، أنت تقتلني، اذهب إلى مكانٍ آخر لتناول الطعام أو عد إلى المنزل".
لكن موديل لفت إلى أنه بمراقبته امرأتين على وشك الانتهاء من تناول العشاء، عرض عليهما دفع فاتورتهما مقابل السماح لأصدقائه بالجلوس معهما على الطاولة الصغيرة وطلب الطعام. وكانت الطاولة المخصصة لشخصين مكتظةً بخمسة أشخاص: "لكن ستفعل ما يجب عليك فعله"، كما قال.