السبب نفسي أو جلدي أو تغيُّر في الهرمونات.. 5 عوامل وراء حكة الجلد عند النوم

هل سبق أن عانيت في اللحظات الأخيرة قبل الاستغراق في النوم من شعور شديد بالحكة في مختلف أجزاء جسمك؟ تلك المشكلة المزعجة قد تمنع البعض من النوم بشكل هانئ في الليل؛ ما قد يسبب الأرق والتعب بسبب قلة جودة النوم.

تُعرف هذه الحالة باسم حكة الجلد عند النوم، أو الحكة الليلية، وهي حالة شائعة تحدث عادة بسبب عمليات جسدية طبيعية تحدث داخل الجسم؛ مما يثير الشعور بالحكة، أو حالات تهيج الجلد المرضية، أو كأثر جانبي لأحد الأدوية.

1- تغيرات الساعة البيولوجية للجسم تسبب الحكة الليلية

في الغالبية العظمى من الحالات تكون حالة حكة الجلد عند النوم أحد الآثار المترتبة على تغيرات الجسم الطبيعية. ففي الليل تؤثر الساعة البيولوجية على إحساسك الطبيعي بجسمك؛ ما يسبب الآثار الجانبية على وظائف الجلد مثل تنظيم درجة الحرارة، وتوازن السوائل، وحماية الطبقات الداخلية.

ويشير موقع Healthline الطبي إلى أن هذه الوظائف تتغير في الليل. على سبيل المثال، ترتفع درجة حرارة الجسم ويتدفق الدم إلى البشرة في المساء، مما يؤدي إلى الشعور بالدفء خلال النوم. ويمكن أن يؤدي هذا التباين في درجات الحرارة، والشعور التدريجي بالدفء إلى إحساس حكة الجلد عند النوم.

2- تغيرات الجلد أثناء الليل تسبب الحكة أحياناً

يختلف أيضاً إفراز الجسم لبعض المواد على حسب الوقت خلال اليوم. ففي الليل يفرز الجسم المزيد من السيتوكينات، التي تساهم في زيادة الالتهابات. وفي الوقت نفسه، يتباطأ إنتاج الكورتيكوستيرويدات- وهي الهرمونات التي تقلل الالتهاب.

علاوة على هذه العوامل، تفقد البشرة المزيد من الماء والرطوبة الداخلية في الليل؛ لذا إذا كنت تعاني من قلة شرب المياه خلال اليوم، قد تعاني من حكة الجلد عند النوم بسبب جفاف البشرة ومشاكل التقشُّف.

وعندما تبدأ مشكلة الحكة أثناء النهار، فإن العمل والأنشطة الأخرى في الغالب يصرف الانتباه عن هذا الإحساس المزعج. لكن في الليل يكون هناك عدد أقل من عوامل الإلهاء، وهو ما يجعل الحكة أكثر حدة وإزعاجاً للشخص المصاب بها.

3- الأسباب النفسية للحكة الليلية

وتشير مجلة Womens Health إلى وجود عامل آخر لحالة حكة الجلد عند النوم، وهو الأسباب النفسية. وغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالحكة المزمنة من مستويات مرتفعة من التوتر والاكتئاب. ما قد يتسبب في حلقة مفرغة لاحقاً، لتسبُّب الحكة الليلية وقلة جودة النوم ليلاً في تفاقم الشعور بالقلق والاكتئاب والتوتر، وبالتالي تدهور الحالة بالتبعية.

وفقاً لدراسة أجريت عام 2016 ونشرتها مجلة Research Gate العلمية، شكى أكثر من 90% من الأشخاص المشاركين في البحث من الحكة المزمنة قبل النوم أو الحكة الليلية، ما يدل على رواج الحالة وشيوعها بدرجات متفاوتة بين الناس.

4- تغيرات في الهرمونات

قد تؤدي التغيرات في مستوى هرمون الأستروجين لدى النساء إلى الجفاف أو حكة واحمرار الجلد والالتهابات. وتصف بعض النساء في سن اليأس أو قبل بداية دورتهن الشهرية معاناتهن من إحساس وكأن النمل يزحف تحت جلدهن، وفقاً لموقع Medical News Today الطبي.

وغالباً ما تؤدي الحالات الشديدة من حكة الجلد عند النوم، إلى القلق ليلاً وجعل الحصول على قسط جيد من الراحة أثناء الليل أمراً صعباً. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤثر ذلك سلباً على الرفاهية العامة للشخص، وقدرته على الأداء في مكان العمل وصحته النفسية والجسدية بشكل عام.

كما يمكن أن تتسبب الحكة أيضاً في تلف الجلد وزيادة احتمالية الإصابة بالعدوى والالتهابات والقروح.

5- أسباب أخرى للحكة الليلية

1. لدغات الحشرات، بما في ذلك تلك الناتجة عن بق الفراش أو القمل أو الذباب أو البراغيث.
2. ردود الفعل التحسسية للمواد الكيميائية أو الأصباغ أو العطور أو الأقمشة.
3. جفاف الجلد.
4. حروق الشمس.
5. الضغط العصبى.
6. التعرُّق المفرط.
7. العادات العصبية.
8. الأدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية ومضادات الفطريات والستاتين والمسكنات الأفيونية (المخدرات).

وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون حكة الجلد عند النوم علامة على حالات أكثر خطورة أو تلك التي تتطلب العلاج.

وتشمل بحسب Medical News Today:

1. الأكزيما، وهي حالة تسبب حكة طويلة الأمد وطفحاً جلدياً.
2. الصدفية، حالة من أمراض المناعة الذاتية.
3. التهابات الجلد الفطرية، مثل سعفة القدم وعدوى الدودة الدبوسية.
4. أمراض الغدة الدرقية، وخاصة فرط نشاط الغدة الدرقية.
5. سرطان الجلد.
6. السرطانات الأخرى، على وجه الخصوص سرطانات المناعة وخلايا الدم مثل سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدم.
7. الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي، مثل مرض السكري والقوباء المنطقية والتصلب المتعدد (MS).
8. فيروس العوز المناعي البشري.
9. الفشل الكلوي أو الكبد.
10. فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
11. الاكتئاب الشديد أو القلق.

أما عن الطرق الشائعة لتقليل حكة الجلد عند النوم فتشمل:

• الاستحمام بالماء البارد أو الفاتر قبل النوم، باستخدام صابون مرطب وطبيعي.
• استخدام مرطبات الجلسرين الخالية من الزيوت والكحول قبل النوم.
• استخدام الكريمات الطبيعية المكونة من فيتامين هـ والصبار Aloevera.
•  أنواع مختلفة من أجهزة الترطيب متوفرة على الإنترنت.
• وضع ضمادة باردة، مثل قطعة قماش مبللة، على الجلد قبل النوم.
• استخدام مروحة لخلق تدفق هواء وضوضاء في الخلفية كمصدر للإلهاء الذهني.
• ارتداء القفازات لتجنب الخدش والخربشة أثناء النوم، لأنها قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
• ممارسة تقنيات الاسترخاء وتمارين التنفس قبل النوم لتقليل التوتر والقلق.
• تقليم الأظافر لتقليل فرص زيادة تهيج الجلد.
• ارتداء ملابس فضفاضة تسمح للجلد بالتنفس.
• عدم السماح للحيوانات الأليفة بدخول غرفة النوم.
• فحص غرفة النوم؛ بحثاً عن علامات بق الفراش أو تفشي الحشرات الأخرى.
• تناول مشروبات خالية من الكافيين، مثل البابونغ أو النعناع، قبل النوم
• استخدام 2 إلى 3 قطرات من زيت عطري مهدئ، مثل اللافندر، على الوسادة قبل النوم أو بإذابتها في مياه آلة ترطيب الجو.

ويجب مراجعة طبيب الرعاية الأولية أو طبيب الأمراض الجلدية إذا لم تتحسن الحكة في غضون أسبوعين من اتباع تلك النصائح، وكذلك إذا كان لا يمكنك النوم لأن الحكة شديدة، أو عانيت من أعراض أخرى، مثل فقدان الوزن أو الحمى أو الضعف أو الطفح الجلدي.