تعد النظم البيئية الصحراوية أماكن غير مضيافة لمعظم الكائنات الحية، فهي دائماً جافة وحارة، ومع ذلك هناك تصنيفان مختلفان للصحاري: الصحاري الساخنة والصحاري الباردة.
لكن الصحاري الساخنة هي ما يتبادر إلى الذهن عندما نفكر في النظم البيئية الصحراوية.
تقع الصحاري الساخنة حول خط الاستواء، لذا تكون درجات الحرارة فيها مرتفعة للغاية خلال الأشهر الأكثر سخونة، قد يتراوح متوسط درجات الحرارة بين 29 و35 درجة مئوية مع ارتفاع ذروة الحرارة في منتصف النهار لأعلى عن 43 درجة مئوية في الغالب.
على مدار العقدين الماضيين، رصد قمران صناعيان مزودان بمقياس طيف التصوير ذي الدقة المتوسطة (MODIS) التابع لوكالة ناسا كرة الأرض.
ويعد هذان القمران الصناعيان أداة لقياس كل شيء من مستويات الأوزون إلى وفرة العوالق النباتية، عبر مسح الكرة الأرضية بأكملها، يوماً بعد يوم.
في المناطق التي لا يوجد بها غطاء سحابة يقيس MODIS حرارة الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأسطح لقياس درجة حرارتها، حسب موقع Science Magazine.
أشد 5 صحارى حرارةً
ورغم عدم وجود طريقة حقيقية لتصنيف أهم الصحاري على وجه الأرض، إذ تتفاوت الحرارة بين عام وآخر؛ جمعنا فيما يلي أشد 5 صحارى حرارةً على هذا الكوكب:
1- صحراء لوط
غالباً ما تكون منطقة "صحراء لوط"، أو "كوير لوت" بالفارسية، التي تبلغ مساحتها 51800 كيلومتر مربع في شرق إيران أكثر الأماكن سخونة على هذا الكوكب في أي عام.
ووجدت إحدى الدراسات التي أُجرِيَت عام 2011 أنه بين عامي 2003 و2009، تفوقت على جميع الصحاري الساخنة الأخرى في 5 من أصل 7 سنوات.
وفي عام 2005، بلغت درجة الحرارة هناك ذروتها عند 70.7 درجة مئوية عند قياسها بواسطة القمر الصناعي لوكالة ناسا.
لكن صحراء لوط ليست المكان الأكثر سخونة كل عام، في عام 2003، سجلت الأقمار الصناعية التابعة لوكالة NASA درجة حرارة 69.3 درجة مئوية، وهي ثاني أعلى درجة في التحليل الذي استمر سبع سنوات، في شجيرات كوينزلاند بأستراليا.
2- الصحراء الكبرى
أكبر الصحاري الساخنة في العالم، فهي تغطي مساحة 9 ملايين و200 ألف كيلومتر مربع من شمال إفريقيا! وتشهد معظم مناطق الصحراء متوسط درجات حرارة عالية تتراوح بين 38 و40 درجة مئوية خلال الفترة الأكثر سخونة في العام.
3- الجبال المشتعلة
على الحافة الشمالية لصحراء تاكلامكان في شمال غرب الصين، تقع الجبال المشتعلة، وهي سلسلة طويلة من تلال الحجر الرملي الأحمر يبلغ طولها 100 كيلومتر، وقد تآكلت إلى شكل ألسنة اللهب، حسب موقع HowStuffWorks.
ولا تبدو هذه الجبال مشتعلة فحسب، بل تتفاقم درجات الحرارة عليها في الموسم الحار: في عام 2008 سجَّل القمر الصناعي لناسا أعلى درجة حرارة مرتفعة في الكوكب في هذا الموقع عند 66.8 درجة مئوية.
4- صحراء موهافي
في أغسطس/آب 2020، سجَّل وادي الموت في صحراء موهافي في جنوب كاليفورنيا أعلى درجة حرارة مؤكدة بواسطة مقياس حرارة على الأرض، وهي: 54.4 درجة مئوية.
وتحطم صحراء موهافي، التي تبلغ مساحتها 124000 كيلومتر مربع، باستمرار الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، ويرجع ذلك إلى وقوعها تحت مستوى سطح البحر، ولأنها قريبة جداً من العمران، ويسهل الوصول إليها بموازين الحرارة الدقيقة، والتي يجب رفعها وحمايتها من الشمس من أجل التحقق منها.
5- صحراء أتاكاما
رغم أنَّ صحراء أتاكاما في تشيلي وبيرو تبلغ مساحتها 104 آلاف و741 كيلومتراً مربعاً هي صحراء شديدة الحرارة؛ إذ تتراوح درجات الحرارة أثناء النهار حول 40 درجة مئوية في الموسم الحار، فإن هناك بعض الأماكن في العالم ترتفع حرارتها عنها.
ومع ذلك، لا توجد صحراء حارة أكثر جفافاً من أتاكاما، التي يبلغ متوسط هطول الأمطار فيها حوالي 1.5 سنتيمتر سنوياً، وفي بعض السنوات تخلو تماماً من الأمطار.
أماكن أخرى حارة
العزيزية في ليبيا
يُعتقد أن هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 25000 في شمال غرب ليبيا سجلت أعلى درجة حرارة مسجلة على الأرض لسنوات عديدة حتى تم دحضها في عام 2012، حسب موقع The Guardian.
وبغض النظر عن تراجعها من المراتب الأولى بعدما سجلت حرارة 58 مئوية العام 1922، إلا أنها ما تزال حارة جداً، فضلاً عن أنها طريق تجاري قديم أدى إلى طرابلس المجاورة.
تعتبر المناظر الطبيعية مثالية عندما نفكر في الصحاري الحارقة مع كثبانها الرملية الذهبية والواحات والسماء الصافية.
يميل السكان إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً في الليل، فيقوموا بالأعمال المنزلية ويذهبوا إلى السوق في الساعات الأولى عندما يكون الجو أكثر احتمالًا في الخارج.
صحراء سونوران
مساحة مليئة بالصبار في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك.
هي مكان متنوع بشكل مدهش من حيث علم الأحياء، كما أنها موطن لسكان قبيلة جاغوار نادرون.
ورغم شدة الحرارة، إلا أنها موطن مدينة فينيكس الأمريكية، في شهر يوليو/تموز، يبلغ متوسط درجات الحرارة في منتصف الثلاثينات، ومن الشائع جداً أن تصل إلى 46 درجة خلال ساعات الذروة.
دالول في إثيوبيا
تعد منطقة نائية للغاية وتقع في أقصى شمال إثيوبيا وتسجل درجات الحرارة فيها منتصف الأربعينات طوال أيام السنة.
ودالول، التي كانت في السابق مدينة تعدين، أصبحت الآن مدينة أشباح لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الجمال، حسب موقع Wonderopolis.
ومع استمرار تعرض الأرض للاحتباس الحراري، تشهد العديد من الأماكن حول العالم أكثر سنواتها حرارةً على الإطلاق. أما المكان الذي سيصبح الأكثر سخونة على وجه الأرض بعد عشر سنوات من الآن، فهذا سؤال يجيب عنه الزمن فقط.