قالت صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 2 يونيو/حزيران 2021، إن الشرطة الإسبانية اكتشفت عن طريق "الصدفة" منزلاً لمُسنّ يبلغ من العمر 80 عاماً، جمع فيه تحفاً وأدوات أثرية من مناطق مختلفة حول العالم يعود بعضها إلى ما عصور قديمة جداً.
بحسب الصحيفة، فإن الشرطة الإسبانية تحاول التحري لفهم كيف استطاع "جامع تحف" يبلغ عمره 80 عاماً اقتناء وجمع أكثر من 1000 أداة تعود إلى عصور ما قبل التاريخ من جميع أنحاء العالم، والتي يصل عمر بعضها إلى مليون عام، وقيمتها لا تقدر بثمن.
اكتشف عن طريق صدفة
ووقع الرجل، الذي ذكرت الشرطة أن اسمه خوان جيه سي، في دائرة الاشتباه بعد أن رصد الضباط مجموعة المقتنيات في منزله في منطقة كامبو دي جبل طارق جنوب إسبانيا.
يروي ضابط شرطة من مدينة "لا يينا" الواقعة بالقول: "تلقينا اتصالاً للإبلاغ عن جريمة محتملة وعندما وصلنا إلى المنزل، لفتت القطع المعروضة انتباهنا".
ثم جاءت مكالمة أخرى لترشد الشرطة إلى بقية مجموعة المقتنيات، التي كانت معروضة في إحدى الجمعيات التابعة للسكان المحليين.
المشتبه فيه، الذي تقول الشرطة إنه لم يتمكن من تقديم وثائق تثبت ملكيته للقطع الأثرية، متهم بارتكاب جرائم عدة، تشمل الاستيلاء على قطع أثرية والنهب والاتجار فيها والاستيراد غير القانوني لممتلكات ثقافية خاصة بآخرين. غير أن الشرطة لم تقبض عليه؛ لأنه يعاني من مرض تنكسي يُعجزه عن الحركة. وتساعد عائلته الشرطة في محاولة اكتشاف السبل التي جمع عن طريقها تلك المجموعة النفيسة من المقتنيات.
قطع أثرية لا تقدر بثمن
تشمل مجموعة المقتنيات مئات القطع المستخدمة في القطع والكشط ورؤوس سهام مصنوعة من الحجر تعود إلى العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، والتي اشتراها الرجل من السوق السوداء في إفريقيا وآسيا وأمريكا وأوروبا، وعرضها جميعاً لسنوات في منزله الخاص.
قال البروفيسور خوسيه راموس، وهو أستاذ متخصص في عصور ما قبل التاريخ بجامعة قادس وأحد المشاركين الأكاديميين في التحقيقات، لصحيفة El Pais، إن المشتبه فيه جمع كنز المقتنيات خلال رحلات له إلى إفريقيا، حيث تعود 80% من المقتنيات".
وأشار راموس إلى أن خوان "جمع على مدار حياته مجموعة رائعة من القطع الأثرية ذات القيمة الأثرية والتاريخية العظيمة، لدرجة تجعلها جديرة بالحفظ في المتاحف".
وذكر راموس أن أقدم القطع لدى خوان جاءت من مواقع إفريقية ذات أهمية كبيرة تاريخياً مثل الدار البيضاء ومنطقة أولدوفاي في تنزانيا، ويرجع تاريخها إلى ما لا يقل عن مليون سنة مضت.
كما وجد راموس بين مجموعة المقتنيات صخور "نادرة" ترجع إلى عصور أسلاف الهنود في القارة الأمريكية قديماً (منذ نحو 15 ألف عام) ومصنوعات يدوية من مناطق في الصين وفرنسا وإيطاليا.
كما حاز خوان مواد من كهف غورهام في جبل طارق، الذي أعلنه اليونسكو موقع تراث عامي لأنه أحد آخر الأماكن الموثقة التي سكنها إنسان "النياندرتال". وقال راموس إن خوان احتفظ بالقطع مفهرسةً "في صناديق تحمل ملصقات تشير إلى محتوياتها" وتسجل المواقع المجلوبة منها وأعمارها.
وانتقلت القطع الأثرية الآن إلى عهدة الشرطة في الجزيرة الخضراء، لكن بمجرد اكتمال الجرد، من المقرر أن تُعرض في متحف المدينة. ولا تستبعد الشرطة احتمال أن تطلب بعض الدول إعادة القطع التي هُرِّبت منها بطريق غير شرعية.