قالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) الإثنين 19 أبريل/نيسان 2021 إن طائرتها الهليكوبتر المصغرة إنجنيويتي تمكنت بنجاح من القيام بعملية إقلاع وهبوط فوق سطح المريخ في ساعة مبكرة من صباح الإثنين.
لتصبح بذلك أول رحلة لطائرة تعمل بمحرك يتم التحكم فيها على كوكب آخر غير الأرض.
المهمة ليست سهلة
ويأتي هذا الإنجاز بعد أن قالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إنها تأمل في أن تسجل في القرن الحادي والعشرين لحظة أشبه بلحظة إطلاق الأخوين رايت أول طائرة تعمل بمحرك من صنع الإنسان بإطلاق طائرة هليكوبتر مصغرة فوق سطح المريخ.
ومن الممكن أن تبدو الإنجازات الكبرى في العلوم والتكنولوجيا متواضعة بالمقاييس التقليدية، فطائرة الأخوين رايت، التي أقلعت في أول رحلة جوية يتم التحكم فيها في العالم، عام 1903، لم تقطع سوى 37 متراً فقط في 12 ثانية.
وعلى الرغم أن هذه الأرقام المتواضعة قد تبدو بسيطة، فإن "المجال الجوي" للرحلة التجريبية يبعد 173 مليون ميل عن كوكب الأرض، ويقع في قاع حوض فسيح في المريخ يسمى (حفرة جيزيرو)، وقالت ناسا إن نجاح المحاولة يتوقف على تنفيذ إنجنيويتي تعليمات الرحلة المبرمجة مسبقاً باستخدام جهاز آلي للتحكم والملاحة.
ناسا تعوّل على التجربة
وقالت ميمي أونج، مديرة مشروع "إنجنيويتي" في إفادة صحفية مؤخراً، بمعمل الدفع النفاث التابع لناسا قرب لوس أنجلوس "حانت تقريباً اللحظة التي ينتظرها فريقنا".
تشبّه ناسا التجربة برحلة الأخوين رايت قبل 117 عاماً، واحتفت بتلك الرحلة التاريخية رغم تواضعها بتثبيت قطعة صغيرة من جناح طائرة الأخوين الأصلية تحت اللوح الشمسي بالطائرة إنجنيويتي.
وصلت الطائرة الهليكوبتر إلى الكوكب الأحمر مربوطة بالمركبة برسيفيرانس التي أطلقتها ناسا إلى المريخ، ووصلت إليه في 18 فبراير/شباط، بعد رحلة عبر الفضاء استغرقت قرابة سبعة أشهر.
تتوقع ناسا أيضاً استقبال صور ولقطات بالفيديو لتحليق "إنجنيويتي"، ويأمل مهندسو الرحلة التقاطها بكاميرات مثبتة على الطائرة الهليكوبتر والمركبة برسيفيرانس التي ستقف على مسافة 76 متراً من منطقة الطيران.
وإذا نجحت الرحلة التجريبية فستقوم الطائرة بعدة رحلات جوية إضافية أطول في الأسابيع المقبلة، رغم أنها ستحتاج فترة راحة تتراوح بين أربعة وخمسة أيام بين كل رحلتين لشحن بطارياتها. وتتوقف الرحلات مستقبلاً على نجاح الطائرة في الهبوط على عجلاتها الأربع بسلام في المرة الأولى.
أونج قالت إنه "ليس بها نظام تصحيح ذاتي، لذا إذا واجهنا هبوطاً سيئاً في المرة الأولى فستكون تلك نهاية المهمة". ومن المخاطر المحتملة أن تهب ريح قوية غير متوقعة تفسد تحليق الطائرة.