خلّف رحيل الأمير فيليب على مشارف بلوغه المئة عام "فراغاً كبيراً" في حياة زوجته الملكة إليزابيث الثانية منذ 73 عاماً، وفق ما قاله ابنهما أندرو، عقب قدّاس تأبيني، الأحد 11 أبريل/ نيسان 2021.
فارق الأمير فيليب الحياة "بسلام" يوم الجمعة الفائت في قصر ويندسور غرب لندن، ومعروف عنه مرحه وعفويته، ولكن أيضاً بإخلاصه للملكة والبلاد، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
أندرو وخلال رده على مراسلي قنوات بريطانية في ختام الحفل التأبيني، قال إنّ الملكة وصفت الرحيل بـ"الفراغ الكبير في حياتها"، وأضاف الرجل ذو الـ61 عاماً الذي لم يشغل منصباً رسمياً منذ عام 2019 بسبب علاقاته مع الملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين الذي اتّهِم بالاتجار بالقصّر: "لقد كان رجلاً رائعاً، أحببته كما نحب الآباء".
كذلك تحدث شقيقه الأمير إدوارد (57 عاماً) عن "صدمة رهيبة (…) تحاول (الأسرة) تقبّلها"، وكان ولي العهد تشارلز (72 عاماً) قال السبت إنّه "يفتقد والده العزيز كثيراً".
أما شقيقتهما الأميرة آن المعروفة بقربها من الأمير فيليب، فقالت: "نعلم أن ذلك سيحدث لكننا لسنا مستعدين أبداً له (…) كان والدي معلمي وسندي وناقدي، ولكن أكثر ما شكّل نموذجاً لي هي حياته التي عاشها جيّداً وحسّه بأداء الواجب بتفانٍ".
تكريم الأمير فيليب
وفي وقت تمّ فيه حث الجمهور على عدم التجمع بسبب الأزمة الوبائية، فإنّ عدداً من مراسم التكريم جرى تنظيمها منذ وفاة دوق إدنبرة، خصوصاً يوم السبت الفائت، مع إطلاق المدافع في جميع أرجاء المملكة المتحدة والتزام دقائق صمت في الملاعب.
كما أنه خلال القدّاس التأبيني في كاتدرائية كانتربري، أمس الأحد، دعا رئيس الأساقفة جاستن ويلبي، الزعيم الروحي للإنجليكانيين، إلى الصلاة من أجل العائلة الملكية المحزونة.
إلا أنه في خضم تفشي جائحة كورونا، سيحضر 30 شخصاً فقط مراسم الدفن في قصر ويندسور، ومن المتوقع أن يشارك فيها الأبناء الأربعة للأمير فيليب وإليزابيث الثانية (تشارلز وآن وأندرو وإدوارد) وأزواجهم وأطفالهم.
من جهة أخرى، ستعيد جنازة الأمير فيليب السبت المقبل الأمير هاري إلى البلاد، لأوّل مرّة منذ انسحابه المدوي من العائلة، الأمر الذي يثير آمالاً في تحقق مصالحة في عائلة خرجت خلافاتها إلى العلن.
سيأتي هاري من كاليفورنيا، فيما ستبقى زوجته ميغان (39 عاماً) التي تنتظر طفلها الثاني هذا الصيف، في الولايات المتحدة، وأوضح قصر باكنغهام أنّ طبيبها نصحها بعدم السفر.
كما سيشكّل الحدث العودة المنتظرة لابن تشارلز وديانا الأصغر بعد المقابلة الصادمة التي أجراها وزوجته مع أوبرا وينفري في السابع من آذار/مارس 2021، وقد اتهم العائلة الملكية بعدم دعم زوجته عندما فكّرت بالانتحار.
كان هاري وزوجته ميغان، ذات البشرة السمراء، قد أشارا إلى عنصرية أحد أفراد العائلة الملكية بسبب سؤاله عن لون بشرة وليدهما المقبل، ولكن جرى إيضاح أنّ الشخص ليس الملكة ولا زوجها.
كما قال هاري (36 عاماً) إنه "محبط حقاً" بسبب عدم تلقيه الدعم من والده الأمير تشارلز، وكشف أنه نأى بنفسه عن أخيه ويليام.
"ألم مشترك"
سيسير هاري إلى جانب شقيقه ويليام خلف نعش جدّهما، وصولاً إلى كنيسة القديس جورج في ويندسور حيث تقام المراسم، ليستعيدا بذلك مشهد مرافقتها نعش والدتهما ديانا عقب مصرعها في باريس عام 1997.
مصدر في القصر الملكي قال لصحيفة "ذي ميرور": "كلاهما يدرك تماماً قصتهما المشتركة، وسيتذكران بلا شك المكانة التي عاشها جدهما في حياتهما، هناك أمل في مناسبة مثل هذه، عندما يجمع الألم الأخوة، في إحداث منعطف جديد".
ولابدّ أن يستفيد هاري، دوق ساسكس، من وقته في المملكة المتحدة لقضاء بعض الوقت مع جدته إليزابيث الثانية التي ستبلغ الخامسة والتسعين في 21 نيسان/أبريل. وهو ظلّ على اتصال بها في الأشهر الأخيرة، وسيجد أيضاً والده بعدما قال إنّه توقف عن الرد على اتصالاته لفترة.
من جانبه، قال توم باور، مؤلف سيرة عن الأمير تشارلز، لصحيفة "ذي صن" أمس الأحد، إنّ "الأمر يعتمد على هاري لتخفيف حدّة التوتر"، وأضاف: "إذا جاء بموقف عدائي (…) فإنه يخاطر بالوصول إلى طلاق دائم مع أسرته".