عندما يتعلق الأمر بالتكاثر تُبدي الحيوانات سلوكيات مثيرة للاهتمام، فبعضها يميل إلى الرومانسية فنجد الذكر يبذل جهداً كبيراً لنيل رضا محبوبته، وبعضها الآخر يميل إلى الخداع والاستعراض لينال غرضه من الأنثى، وقد تجد حيوانات خليعة وماجنة مثل قرود البونوبو على سبيل المثال، وبعض الحيوانات قد تلجأ إلى الاغتصاب الجماعي مثل ذكور أفاعي الرباط.
تعرفوا معنا على أغرب 15 طريقة للتزاوج في عالم الحيوان:
طرق غريبة للتزاوج في عالم الحيوان
طيور التعريشة.. المعماريون المخادعون
يستغل ذكور طيور التعريشة مواهبهم المعمارية لإغراء الإناث، ففي موسم التزاوج يقوم الذكر ببناء عش فخم، يزينه بالحجارة والأصداف الملونة، ويستخدم في بنائه حيلاً واستراتيجيات تجعله يبدو أكبر حجماً مما هو عليه في الواقع.
وكلمسة نهائية تزين ذكور طيور التعريشة منازلها الزاهية ببتلات الزهور، وما إن تقترب إحدى الإناث مبهورة يقوم الذكر بجذبها أكثر عن طريق أغنية ورقصة حتى تقبل في النهاية الارتباط به.
لكن ما إن ينتهي التزاوج بين هذه الطيور التي تقطن شمال أستراليا، تغادر الأنثى العش الفاخر لتبني لنفسها عشاً خاصاً على الأرض، وترعى صغارها وحدها بعد إنجابهم.
فرس النبي.. شهيد الحب
هل كنت لتضحي بحياتك في سبيل من تحب؟ هذا ما يفعله ذكر فرس النبي، الذي يضع وصل الحبيب حداً لحياته في الغالب، فإذا أراد الذكر أن يتزوج فهو يخاطر بأن يكون وجبة دسمة لمحبوبته أنثى فرس النبي.
لا تأكل أنثى فرس النبي الذكر دائماً، فقد ينجو الذكور دون أي إصابات من عملية التزاوج، لكن من الشائع أن تلدغ الأنثى رأس شريكها أثناء هذه العملية، ثم تبدأ في أكله.
وقد وجدت دراسة نُشرت في عام 2016 أنه عندما تأكل أنثى فرس النبي شريكها فإنها تكتسب أحماضاً أمينية مهمة، يتم دمجها بعد ذلك في البيض الذي تضعه. كما يبدو أنها تضع ضعف عدد البيض الذي تضعه الأنثى المسالمة، وفقاً لما ورد في National Geographic.
الحوت الأحدب.. رومانسية تحت الماء
تختلف طقوس التكاثر بين أنواع الحيتان المختلفة، وقد يسلك النوع الواحد كذلك طرقاً متعددة للتعبير عن رغبته في التكاثر.
ولعل أكثر الطرق رومانسية هي تلك التي يتبعها ذكر الحوت الأحدب ليجذب الأنثى، إذ يقوم بالغناء بأصوات لها القدرة على أن تسافر مسافات طويلة تحت الماء، معلمة الإناث بوجود ذكر مستعد للتكاثر، وقد يشكل الحيتان الذكور جوقة جماعية ويبدأون في الغناء في موسم التكاثر لجذب الإناث.
كما يعتمد الذكر حركات لطيفة لجذب أنثاه مثل الرقص والمداعبة.
مع ذلك قد تكون طقوس التكاثر عنيفة بعض الشيء في حال وجود تنافس بين الذكور الذين يهاجمون بعضهم بعضاً لاستعراض قوتهم، وفقاً لما ورد في موقع Scincing.
البونوبو.. القرد الخليع
في حين أن الهدف من التزاوج لدى معظم الحيوانات هو التكاثر بالدرجة الأولى، إلا أن المتعة تأتي على رأس القائمة عندما نتحدث عن قرد البونوبو.
تنخرط هذه القرود في مجموعات لممارسة الجنس مع قرود من كلا الجنسين، ويفعلون ذلك كنوع من النشاط الترفيهي، إذ يستخدمون الجنس لتكوين صداقات وتشكيل روابط اجتماعية.
كذلك فإن هذا النوع من القرود يعتبر من الحيوانات القليلة التي تمارس الجنس وجهاً لوجه.
الكسلان.. دعوة للتزاوج مثيرة للفزع
في حالة حيوان الكسلان لا يبادر الذكر لجذب الأنثى، فالأنثى هنا هي المبادرة، لكن بطريقة أبعد ما تكون عن الرومانسية.
عندما تشعر أنثى الكسلان بأنها مستعدة للتزاوج تبدأ بالصراخ -حرفياً- لجذب الذكور إليها. وبالرغم من أن صراخها قد يكون مفزعاً لنا نحن البشر فإنه يجذب الذكور الذين قد يتشاجرون للفوز بفرصة مع الأنثى الصاخبة.
ومن المعروف كذلك أن كلاً من ذكور وإناث الكسلان يلجأون إلى التعدد فلا يرتبط أحدهم بشريك واحد فقط.
لا أحد يتمنى أن يكون مكان ذكر الزرافة
ذكر الزرافة يتبع طريقة غريبة للغاية لمعرفة ما إذا كانت الأنثى ترغب في التزاوج معه.
يقترب منها ويحفزها على التبول، تعتقدون أن ذلك مقرفاً؟ انتظروا الآتي: يقوم الذكر بشم بول الزرافة ثم يتذوقه، ومن خلال رائحة وطعم البول يعرف الذكر ما إذا كانت الأنثى جاهزة للتزاوج.
إذا كان محظوظاً كفاية لا يذهب تذوقه لبول الأنثى سدى، يرافق الذكر أنثاه في هذه الحالة ويحميها من الذكور الآخرين حتى تسمح له أخيراً بالزواج منها.
أسماك المهرج.. نسويون بامتياز
الأمر معقد بعض الشيء فيما يخص أسماك المهرج، يعيش هذا النوع من الكائنات البحرية في مجموعات، ويولدون جميعاً ذكوراً، ثم يتطور الذكر ويكبر وينضج ليصبح أنثى.
ويوجد لديهم تسلسل هرمي فيما يخص الهيمنة في مجموعات أسماك المهرج، إذ يكون الذكور في أسفل الهرم، والأنثى في أعلاه، وتكون الأنثى في كل مجموعة أكثر نضجاً وقوة بل وحتى عدوانية.
وعندما ينضج أحد أسماك المهرج الذكور إلى حد تصبح معه أنثى، ستكون في هذه الحالة الأنثى الوحيدة في المجموعة، وهي وحدها من تستطيع التزاوج مع الآخرين.
العنكبوت.. عريس حذر
ذكور العنكبوت عادة أصغر حجماً من الإناث، وقد يقع العنكبوت الذكر فريسة للأنثى ما لم يثبت حسن نيته ويقنعها أنه من نفس نوعها.
لذلك يتخذ العنكبوت الذكر خطوات حذرة قبل الاقتراب من الأنثى ليتأكد أنه حاز قبولها، وقد يبدأ بهز شباكها أو الرقص على الشبكة ويترصد رد فعلها، ثم بناء على ذلك يقرر الاقتراب أو الانسحاب.
كما يأتي الذكر عادة حاملاً هدية مكونة من جثة فريسة ملفوفة بالحرير، ولم يحدد العلماء بعد إن كان هذا السلوك نوعاً من التودد للأنثى أم أن الذكر يهدف إلى إشباع أنثاه حتى لا تقوم بالتهامه.
البجع.. معاً إلى الأبد.. تقريباً
يختار ذكر البجع رفيقته في سن مبكرة عندما يكون عمره عامين فقط.
وعندما يصبح الزوجان جاهزين يبدآن بالمغازلة التي تكون بالرقص معاً بحركات لطيفة في الماء قبل التزاوج.
وأغلب أنواع البجع هي أحادية التزاوج، أي أن الذكر يتزوج أنثى واحدة فقط مدى الحياة، وينطبق الأمر على الأنثى كذلك، لكن في حالة واجه الزوجان مشاكل في الإنجاب يقرران "الطلاق" لإيجاد شركاء جدد.
ذكر النحل.. مرة واحدة قبل الموت
بالرغم من أن النحل من الكائنات اللطيفة والوديعة المظهر فإن عملية التزاوج لديه وحشية إلى حد ما، إذ يملك الذكر القدرة على التزاوج مرة واحدة فقط، لتكون لحظات الجماع هي لحظات حياته الأخيرة.
فعندما تتاح لذكر النحل فرصة الجماع مع الملكة، يصاب بالشلل التام، ثم ينقلب إلى الوراء مخلفاً أحشاءه الممزقة في جوف الملكة التي تستعمل سائله المنوي لإنجاب المزيد من النحل.
اغتصاب جماعي لأنثى أفعى الرباط الحمراء
تعيش أفاعي الرباط في أجزاء مختلفة من أمريكا الشمالية، والأفاعي الحمراء منها تنقل التنافس إلى مستويات أخرى تماماً عندما يتعلق الأمر بالتزاوج.
ففي موسم التكاثر، من الممكن أن يلاحق 100 ذكر من أفاعي الرباط الحمراء في نفس الوقت أنثى واحدة فقط، ومهما هربت الأفعى الأنثى المسكينة بأقصى ما لديها سينتهي بها المطاف محاطة بدائرة تزاوج كبيرة من الثعابين.
رومانسية تثير الاشمئزاز
بعض الحيوانات الذكور تلجأ إلى الرقص لجذب الأنثى، وبعضها الآخر إلى الأغاني الرومانسية أو حتى الهدايا، فماذا يحمل فرس النهر في جعبته لأنثاه؟ البول والبراز، حرفياً.
في عالم فرس النهر يعتبر البول والبراز نوعاً من أنواع العطور التي يستخدمها الذكر لجذب الأنثى، إذ يقترب منها يتبول ويتغوط ويطلق الغازات حتى يثير اهتمامها، فتبدأ هي بفعل المثل أيضاً قبل أن يتم التزاوج، وفقاً لما ورد في موقع CBC.
هل كنت تعلم أن الحلزون "خنثى"؟
نعم، يعتبر الحلزون كائناً "خنثى" إذ يملك أعضاء تكاثر أنثوية وذكرية في الوقت نفسه.
أثناء التزاوج لا تتنافس الحلزونات فيما بينها لتحديد من سيلعب دور الذكر، إنما يقوم أحد الزوجين بطعن الحلزون الآخر بعضو تناسلي حاد يسمى "سهم الحب"، وطعنة الحب تلك قد تضر بالحلزون المتلقي للطعنة وتسبب له أو "لها" الوفاة مع مرور الوقت.
الطاووس.. الزواج يجب أن يكون قراراً مدروساً
ريش الطاووس الجميل واللافت للنظر له دور أساسي في عملية التزاوج، فهو الوسيلة التي يغري بها الذكر الأنثى للوقوع في غرامه.
يستعرض الذكر ريشه أمام الأنثى، التي تقوم بدراسة حجم الريش وألوانه وعدد البقع التي تسبه العيون الموجودة في ريش الذكر، وبناء على كل ذلك تقرر ما إذا كانت راغبة في الزواج به أم لا.
طيور الحب.. ومن العشق ما قتل
طريقة تزاوج طيور الحب ليست مميزة في حد ذاتها، إذ يلتصق الزوجان ببعضهما كنوع من المغازلة قبل أن يتم التزاوج، لكن اللافت للنظر في قصة هذه الطيور العاشقة أن الذكر والأنثى يلازمان بعضهما مدى الحياة ولا يتزوجان من طيور أخرى، وإذا مات أحدهما فإن الآخر سيموت بعد فترة قصيرة أيضاً مكسور القلب من فراق حبيبه.