بيعت لوحة لفنان الشارع الغامض بانكسي، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، بمبلغ 16.8 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 23 مليون دولار، حسبما أعلنت دار مزادات كريستيز، كما ستذهب عائدات البيع لتمويل منظمات الصحة والجمعيات الخيرية في أنحاء المملكة المتحدة.
سعر قياسي للوحة بانكسي
اللوحة التي تحمل عنوان Game Changer "مغير اللعبة" تكرّم العاملين بالصحة في بريطانيا خلال جائحة كورونا، وظهر العمل الفني لأول مرة على جدار مستشفى ساوثهامبتون العام في جنوب إنجلترا في مايو/أيار، خلال الموجة الأولى للجائحة.
حينها أعلن المستشفى أن بانكسي ترك رسالة للعاملين في مجال الصحة، يقول فيها: "شكراً لكل ما تفعلونه، أتمنى أن ينير ذلك هذا المكان قليلاً، حتى لو كان بالأسود والأبيض فقط".
كما تتضمن الصورة التي رُسمت بالأسود والأبيض صبياً يجلس على الأرض ويلعب بدمية لممرضة خارقة، فيما تقبع دمى أبطال خارقين آخرين، منهم الرجل الوطواط والرجل العنكبوت، في سلة قمامة بجواره.
فيما قالت دار كريستيز للمزادات إن سعر البيع يعد قياسياً بالنسبة لأعمال بانكسي، وأضافت أنها ستتبرع "بحصة كبيرة" من مبلغ الشراء للمنظمات الصحية، فيما ستظل نسخة من الصورة في المستشفى للمرضى والزوار والعاملين.
وذكرت كاثرين أرنولد، التي ترأس قسم الفنون الأوروبية المعاصرة وما بعد الحرب في دار المزادات، أن "بانكسي فنان غير عادي، وهو مؤشر مستمر لاتجاه الشعور الوطني"، وأضافت أنه "من خلال صورة مثالية لصبي صغير يلعب بدمية بطلته الخارقة، ممرضة ترتدي زي الصليب الأحمر الدولي، التقط بانكسي بشكل مذهل روح هذه اللحظة في ذلك الوقت".
الفنان الغامض بانكسي
ويشتهر بانكسي، الذي يطلق على نفسه هذا الاسم، ولا تعرف هويته الحقيقية، برسوم جدارية ساخرة في الهواء الطلق لها موضوعات سياسية، منها رسوم على الجدار العازل الذي بنته إسرائيل بالضفة الغربية المحتلة، ودمية هوائية بالحجم الطبيعي في هيئة أحد معتقلي خليج غوانتانامو وضعها في أحد متنزهات ديزني لاند، وأصبحت أعمال بانكسي قيمة جداً بعدما كان يوماً فنان غرافيتي مغموراً من مدينة بريستول بإنجلترا.
يذكر أن الفنان بانسكي مجهول، ولا يعرف أحد من هو، وكل ما يُعرف عن هويته أنه فنان بريطاني من مواليد بريستول عام 1974. وقد انتشرت أعماله ولمع نجمه في أواخر التسعينيات.
غموض بانكسي بهذه الطريقة لغز حقيقي، فكيف لفنان أن يبتعد عن الأضواء لهذه الدرجة، تاركاً شهرة أعماله العالمية بلا صاحب، وكيف له أن يترك رسوماته تُباع بملايين الجنيهات، يحصدها غيره! لقد فاز بانكسي عام 2007 بجائزة أعظم فنان يعيش في بريطانيا، ولم يحضر لتسلم الجائزة، كما توقع الجميع.
الفضول دفع محبي أعمال بانكسي لمحاولة التعرف عليه، والاسمانِ اللذان يرجح الباحثون عنه أنه أحدهما هما روبرت بانكس أو روبن غونينغام، وهو الذي يجمع أغلب الناس على كونه بانكسي، وهو فنانٌ وُلد في بريستول أيضاً عام 1973، وانتقل إلى لندن في عام 2000 مع بداية انتشار أعماله هناك. ويقترن اسم غونينغام باسم بانكسي في الغالب إذا ما حاولت البحث عنه من خلال جوجل.
فيما عُرفت أعمال بانكسي في العالم العربي أيضاً، فأعماله تُظهر موقفه من الصراع العربي – الإسرائيلي. وقد رسم في أحد أعياد الميلاد السيدة مريم ويوسف النجار، وهما يواجهان جدار الفصل في طريقهما إلى بيت لحم. وقبل أحد عشر عاماً زار المنطقة، ورسم على الجدار العازل رسوماً عديدة لها نفس المغزى.