هكذا يحارب محرك البحث “إيكوسيا” الاحتباس الحراري من خلف الشاشات

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/23 الساعة 17:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/23 الساعة 17:57 بتوقيت غرينتش
تخصص الشركة 80% من أرباح الإعلانات لتمويل مشاريع إعادة التحريج في المناطق المهددة من ناحية التنوع البيولوجي/ Ecosia

في محاولة لتسهيل مكافحة الاحتباس الحراري، أطلقت جمعية غير ربحية ألمانية محرك البحث إيكوسيا أو Ecosia، والذي يهدف إلى استخدام عائدات الإعلانات لتمويل زراعة الأشجار.

مهمة بيئية اتخذتها الشركة على عاتقها، لمساعدة ملايين المستخدمين على دعم تلك الجهود بدون الحاجة إلى بذل مجهود شخصي أو حتى دفع الأموال، بل يكفي استخدام محرك البحث ليتم جني الأرباح من الإعلانات وتوجيهها نحو القضية التي تبنتها الشركة.

ومن ضمن التغييرات التي طبقتها جوجل على متصفح كروم عام 2020، بات محرك البحث إيكوسيا يظهر كخيار  فيما يصل إلى 47 سوقاً للإصدار رقم 81 من متصفح الويب الخاص بـGoogle.

وسيتم إدراج Ecosia قريباً في دول عديدة منها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلى جانب محركات بحث مثل Google وBing وDuckDuckGo وYahoo!

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها محرك البحث غير الهادف للربح في قائمة اختيار محرك البحث الافتراضي في متصفح كروم، حسب ما نشر موقع Tech Church المتخصص بالشؤون التكنولوجية. 

وقالت الجمعية التي أطلقت محرك البحث، والتي تتخذ من برلين مقراً لها: إن اختيار Google Chrome لمحركات البحث الافتراضية يعتمد على شعبية محرك البحث في الأسواق المختلفة.

القائمة الكاملة للأسواق التي ظهر فيها إيكوسيا كخيار في إصدار v81 هي: 

الأرجنتين والنمسا وأستراليا وبلجيكا والبحرين وبروناي وبوليفيا والبرازيل وكندا وسويسرا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وألمانيا والدنمارك والإكوادور وإسبانيا وجزر فارو وفرنسا وغواتيمالا وكرواتيا والمجر وأيرلندا وأيسلندا  وإيطاليا ولبنان وليختنشتاين ولوكسمبورغ والمكسيك ونيكاراغوا ونيوزيلندا  وعمان وبنما وبيرو والفلبين وبورتوريكو والبرتغال وباراغواي والسويد والسلفادور وتايوان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروغواي وفنزويلا وفيتنام.

يأتي هذا التحول بعد ما وصفته شركة Ecosia بأنه عام قياسي في نمو استخدام محرك البحث الخاص بها، حيث ارتفع عدد المستخدمين النشطين شهرياً من 8 ملايين إلى 15 مليوناً خلال عام 2019، بحسب الموقع الرسمي للشركة.

أرباح محرك البحث إيكوسيا للأشجار حصراً

وتخصص الشركة 80% من أرباح الإعلانات لتمويل مشاريع إعادة التحريج في المناطق المهددة من ناحية التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم، وتشير في بيان لها إلى أنها زرعت أكثر من 86 مليون شجرة منذ تأسيسها في عام 2009، وهو رقم تتوقع أن يتضاعف نتيجة قرار Google بتضمين إيكوسيا كخيار افتراضي للوصول إلى المعلومات.

بدوره قال الرئيس التنفيذي لشركة إيكوسيا كريستيان كرول في بيان صحافي: "يُظهر نمو Ecosia مدى استثمار المستخدمين في مكافحة أزمة المناخ. في كل مكان، يقيّم الناس التغييرات التي يمكن إجراؤها لتقليل بصمتهم الكربونية، بما في ذلك اعتماد تقنيات مثل Ecosia. ستسهل إضافتنا إلى Chrome الآن على المستخدمين المساعدة في إعادة تشجير النظم البيئية الحساسة والمعرضة للخطر والمدمرة في كثير من الأحيان، ومكافحة تغير المناخ، فقط باستخدام الإنترنت".

احترام الخصوصية عبر التشفير

في عام 2018 أعلنت شركة Ecosia التزامها أو تعهدها بأن يحترم محرك البحث خصوصية المستخدمين، وذلك عبر تشفير عمليات البحث وعدم تخزينها بشكل دائم، وكذلك عبر عدم بيع البيانات لمعلني الجهات الخارجية. 

وتنص الشركة في سياسة الخصوصية الخاصة بها على أنها لا تنشئ ملفات تعريف شخصية بناءً على سجل البحث، كما أنها لا تستخدم أدوات تتبع خارجية مثل Google Analytics.

كيف يعمل محرك البحث إيكوسيا؟

يعمل Ecosia مثل أي محرك بحث مدعوم من Yahoo! وخوارزمية Bing، بما في ذلك DuckDuckGo. 

ورغم أن النتائج غالباً لا تكون عديدة أو ذات صلة مثل نتائج Google، فإنها غالباً ما تكون جيدة بما يكفي لتوصلك إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه. 

وبينما يستخدم DuckDuckGo محرك البحث بينغ للوصول إلى نتائج أكثر، يمكن اعتبار Ecosia أكثر محدوديةً.

زراعة شجرة كل 0.8 ثانية

يعرض محرك البحث إعلانات بجوار نتائج البحث ويدفعها الشركاء في كل مرة يتم فيها توجيه المستخدم إلى أحد المعلنين عبر رابط إعلاني. 

ويدرّ بحث واحد على Ecosia ما يقرب من نصف سنت يورو في المتوسط، وفقاً للأسئلة الشائعة على الموقع الرسمي لإيكوسيا، ويتم تخصيص 0.22 يورو للأشجار، أو ما يمكن ترجمته إلى زراعة شجرة كل 0.8 ثانية.

وأتاحت متصفحات أخرى مثل سافاري التابع لشركة آبل المجال لمحرك البحث على بعض أجهزتها، إلى جانب شركات تكنولوجية أخرى انضمت إلى ركاب الجهود البيئية لمكافحة الاحتباس الحراري، ولو من خلف الشاشات.

تحميل المزيد