يعتقد معظمنا أننا أذكياء، بل ربما أكثر ذكاءً من الآخرين، لكن الآخرين يفترضون الأمر نفسه عن أنفسهم وعنا! هذا الافتراض المسبق يضع البشر في مشاكل عديدة، ويبقى السؤال: كيف تقيس ذكاءك بعيداً عن الأسئلة الرياضية والأحاجي؟
هناك عدة طرق لقياس الذكاء، مثل الحصول على علامة عالية في اختبار الذكاء، أو قبول الطالب في جامعة مرموقة، أو تربعه في وظيفة تعود عليه براتب كبير نتيجة جهده الناجح.
ولكن، إذا كنت تعتقد أيضاً أن هذه هي المقياس الحقيقي للذكاء، فعليك أن تعامل بعضاً من أعظم الرجال مثل غاندي (الذي سجل درجات ضعيفة في المدرسة) أو آينشتاين (الذي حصل على وظيفة كاتب من الدرجة الثالثة) أو حتى بيل غيتس (الذي لم يكمل تعليمه الجامعي) على أنهم ليسوا أذكياء.
10 أسئلة تقيس الذكاء الحقيقي
نستعرض فيما يلي بعض المعايير على شكل أسئلة، والتي يمكن على أساسها تقييم ذكاء الإنسان ذاتياً.
هل يمكنك حل مشاكل الحياة الواقعية؟
الشخص الذكي ينجح في حل مشاكل الحياة الواقعية.
تختلف مشاكل الحياة الواقعية تماماً عن مشاكل الكتب المدرسية، حيث تكون الإجابة الصحيحة معروفة بالفعل ويتم تبسيط كل مشكلة إلى مشكلة رياضية.
أما في العالم الحقيقي، فلا يوجد موقف هو نفسه على الإطلاق؛ حتى عندما تكون المشكلة واحدة، يختلف الأشخاص وتتغير المواقف.
لذلك يجب أن تكون ذكياً حقاً لإيجاد حلول لمشاكل الحياة الواقعية، والتي تكون دائماً فريدة من نوعها.
هل تختار الأشخاص المناسبين للوظائف المناسبة؟
عندما يتعلق الأمر بحل المشكلات، من المستحيل على أي شخص معرفة الإجابات الصحيحة لكل شيء.
ومع ذلك فإن الشخص الذكي يعرف جيداً من هو الشخص المناسب لحل مشكلة معينة، فيختار الشخص المناسب للوظيفة المناسبة ويحل كل مشكلة بسرعة وفاعلية.
هل تنجح غالباً في تحقيق أهدافك؟
دائماً ما يندفع الشخص العادي بدوافع الآخرين، الذين غالباً ما يخدعونه بقول أشياء مثل "لا شيء مستحيل" ، "يمكنك فعل أي شيء في حياتك" ، "كن دائماً إيجابياً ومتفائلًا"… إلخ.
لكن الإنسان الذكي يعرف بالضبط مواطن قوته وضعفه، ويسعى جاهداً لتحقيق الأهداف في متناوله ويرفع من فرص نجاحه بشكل معقول.
بهذه الطريقة، تكون نجاحاته دائماً أكثر من إخفاقاته، وحتى عندما يفشل شخص ذكي، فإنه يتعلم من أخطائه ويجعلها نقطة انطلاق نحو النجاح.
هل أنت مبدع؟
الذكاء مستحيل بدون الإبداع، فالإنسان غير المبدع يشبه الآلة التي يمكنها تنفيذ الوظائف التي تم تصميمه أو برمجته من أجلها بكفاءة، ولكن لا يمكنه القيام بمهام إضافية.
أما الشخص الذكي فمبدع للغاية، ولا يكرر نفس الخطأ مرتين.
عندما قال توماس أديسون: "لم أفشل، بل وجدت للتو 10000 طريقة لن تنجح"، لم يكن يتحدث عن المثابرة كما يود معظم الناس أن يتخيلوا، بل كان يتحدث عن إبداعه في إيجاد 10000 طريقة جديدة لفعل نفس الشيء.
يكتشف الشخص الذكي دائماً طريقة أخرى إذا لم تنجح الطريقة الحالية.
هل أنت سعيد؟
إذا لم تكن سعيداً بحياتك، فقد لا تكون ذكياً كما تعتقد، فالهدف الأول في الحياة هو أن تكون سعيداً- و-كشخص ذكي – يجب أن تعرف ما الذي يسعدك، وكيف يمكنك تحقيق السعادة لنفسك وللآخرين.
إذا كنت محبطاً من الحياة، فربما لا تفهم نفسك والعالم بقدر ما تعتقد أنك تفهمه.
هل يمكنك توظيف المعرفة؟
الأذكياء ليسوا علماء عظماء، ونادراً ما يملكون شهادات عالية من أفضل كليات إدارة الأعمال. لا يضيعون وقتهم في تعلم شيء لن يستخدموه أبداً ولديهم القدرة على التعلم من أي شخص ومن الجميع.
كما أن لديهم القدرة على تطبيق المعرفة من مجال إلى مجال آخر؛ بكل بساطة هم ليسوا خبراء في المجال، لكنهم خبراء في الحياة.
يرى الأذكياء الوحدة في التنوع كما قال آينشتاين: "كل الأديان والفنون والعلوم هي فروع من نفس الشجرة"، حسب ما نشر موقع Inc.
لذا، إذا كان بإمكانك استخدام معرفتك بالفن في العلوم ونظريات العلم في الدين، فأنت ذكي، أما إذا لم تتمكن من اكتشاف الروابط بين الأشياء المتباينة، فلا يمكن ادعاء الذكاء.
هل يمكنك العمل مع أشخاص أذكى منك؟
الأشخاص الأذكياء ليسوا عباقرة، وغالباً ما يكون لديهم ذاكرة ضعيفة وقوة تحليل بطيئة.
ومع ذلك، لديهم "معرفة المعرفة"، أي لديهم الصورة الكلية للعالم ويعرفون كيف تتناسب الأشياء الفردية مع مكانها المناسب.
ولذلك عندما يلتقون بأشخاص أكثر ذكاءً ونجاحاً، فإنهم لا يشعرون بالدونية، بل يستخدمون قوتهم لتحقيق أهدافهم.
هل يمكنك توقع سلوك الناس بدقة؟
لا يستطيع الشخص الذكي توقع سلوكه في موقف معين فحسب، بل يمكنه أيضاً التنبؤ بسلوك الآخرين.
لا يتفاجأ مثلاً عندما يتصرف الناس بطريقة معينة لأنه يعرف مسبقاً ما سيحدث بناءً سلوك سابق.
وفي حين أن توقعات الناس العاديين لأنفسهم والآخرين تستند إلى المثالية والتفكير بالتمني، فإن سلوك الأشخاص الأذكياء يعتمد على تقييم واقعي.
لا يخيب أملهم أبداً من الناس، لأن توقعاتهم دقيقة وواقعية إلى حد كبير.
هل يمكنك توقع المستقبل بدقة؟
بينما يجد معظم الناس أن المستقبل لا يمكن التنبؤ به تماماً، فإن الأذكياء يعرفون المستقبل بالفعل قبل أن يأتي.
لذا، فهم مستعدون دائماً للمستقبل نظراً لمعرفتهم الدقيقة بالناس وقوانين العالم، فهم لا يتوقعون المستقبل فحسب، بل يشكلون مستقبلهم أيضاً.
قد لا تكون تنبؤاتهم صحيحة دائماً، ولكن مثل الرماة الجيدين، فإنهم يطلقون السهام بالقرب من نقطة الهدف.
هل يمكنك منع المشاكل؟
بينما يحل الأشخاص العاديون المشكلات عند ظهورها، يستطيع الأشخاص الأذكياء منعها لأنهم يفهمون السبب والنتيجة.
يدرك الأذكياء أن لا شيء يحدث في هذا العالم بشكل عشوائي، ومن خلال منع الأسباب بشكل استباقي، ينجحون في منع ولادة المشاكل.
وعبر عن هذه القدر ألبرت آينشتاين بكل دقة عندما قال: "المثقفون يحلون المشاكل، والعباقرة يمنعونها".