إذا كنت تعاني من نوبات السعال والعطس كثيراً في الآونة الأخيرة، فأنت على الأرجح تعاني مثل الملايين من الأشخاص حول العالم من الحساسية الموسمية، أو ما يعرف بحُمّى القش أو حساسية حبوب اللقاح.
يحدث هذا النوع من الحساسية في المنطقة العربية خلال فترة الربيع والصيف بسبب تطاير حبوب لقاح بعض الأنواع من الزهور والنباتات في الهواء، وهي تصيب الشخص بأعراض مزعجة عند استنشاقها مثل سيلان الأنف، ضيق التنفس، الصداع، السعال، والتهاب العيون.
وكشفت دراسة حول الحساسية في الشرق الأوسط (AIME)، أن انتشار الحساسية الأنفية لا يسبب التعب والإزعاج فقط، ولكن قد يؤثر على حياة المصابين الطبيعية ويعرقل قدرتهم على أداء مهامهم اليومية لصعوبة أعراضها وتبعات عقاقير علاجها الجانبية.
كيف تحدث الحساسية الموسمية؟
يوضح موقع WebMD الطبي أن الحساسية الموسمية تحدث عندما يترجم الجهاز المناعي خطأً أن حبوب اللقاح تشكل خطراً على جسم الإنسان، ويبدأ في إطلاق الأجسام المضادة بشكل كثيف. ويؤدي ذلك الأمر إلى إطلاق مواد كيميائية تسمى الهستامين في الدم، ما يتسبب بدوره إلى سيلان الأنف وحكة العينين وأعراض أخرى قريبة.
تنتج النباتات مسحوقاً ناعماً يسمى حبوب اللقاح يكون خفيفاً بدرجة كافية للتنقل مع تيارات الهواء. وهي الطريقة التي تنمو بها هذه النباتات وتتكاثر، وتصيبنا أيضاً بالحساسية. إذ تعمل الظروف المناخية مثل موجات الرياح التي تشتهر بها المنطقة العربية والخليج على زيادة عوامل انتشار تلك الحبوب، وبالتالي ارتفاع معدلات الإصابة.
وفي بعض الفترات خلال مواسم الربيع والصيف، يمكن أن تصل أعداد حبوب اللقاح في المتر المكعب الواحد إلى أكثر من 1000 حبة، ويكفي أن تستنشق 5 حبات فقط لتتطور أعراض الحساسية الموسمية لديك.
وتعد من أبرز الأشجار التي تسبب لقاحاتها الحساسية: أشجار الزان، السرو، الدردار، الجوز، العرعر، القيقب، التوت، البلوط، الزيتون، النخيل، الصنوبر، الجميز والصفصاف، بالإضافة للحشائش والأعشاب.
علاقة الحساسية الموسمية بالاكتئاب
كشفت دراسات علمية وجود ارتباط بين تعرض الشخص بالحساسية الموسمية وإصابته بالاكتئاب الإكلينيكي. إذ يقول عالم فيسيولوجيا الأعصاب الإكلينيكي بول مارشال لـ WebMD: "لا ترتبط أمراض الحساسية بالاكتئاب بشكل مباشر وواضح، ولكن يمكننا القول إن التعرض للحساسية بشكل متكرر يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب".
ووفقاً لدراسة أمريكية أجريت عام 2017، اتضح أن من يعانون من الحساسية هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالأشخاص العاديين غير المصابين بالحساسية.
وكان احتمال إصابة البالغين المصابين بحساسية حبوب اللقاح أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالاكتئاب الشديد خلال الأشهر الـ12 التالية للإصابة. كما عانى الأطفال الذين أصيبوا بحمى القش في سن 5 أو 6 سنوات بخطورة مضاعفة للإصابة بالاكتئاب الشديد خلال الـ17 عاماً التالية من حياتهم.
العلاجات وآثارها الجانبية
إذا لم يكن متاحاً استشارة الطبيب المختص، بالإمكان معالجة الحساسية الموسمية بشراء الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مباشرة من الصيدليات.
ويشمل هذا النوع من الأدوية مضادات الهستامين التي تقضي على نوبات العطس والسعال وحرقة العين عن طريق خفض كمية هذا المركب الذي يفرزه الجهاز المناعي في الجسم.
لكن احذر، إذ تشتهر أدوية الحساسية بآثارها الجانبية السلبية التي تؤثر على نشاط المريض ووعيه، حيث يمكن أن تسبب النعاس والدوار، وتؤثر أيضاً على المزاج والحيوية والقدرة على أداء المجهود البدني والذهني.
نصائح لتجنب الإصابة بالحساسية الموسمية
نشر موقع WebMD عدداً من الخطوات التي يجب توخيها لتجنب التعرض للحساسية الموسمية، وتشمل:
1- متابعة حالة الطقس: يجب أن تتم مراجعة تقارير الطقس المحلي لتجنب الأنشطة الخارجية قدر المستطاع أو للاستعداد بالشكل الأمثل للخروج عن طريق ارتداء النظارات الشمسية والكمامات وأغطية الشعر.
وتكون أعداد حبوب اللقاح في أوجها عندما يكون الجو دافئاً أو جافاً أو عاصفاً وتكون أقل عندما يكون الجو بارداً وممطراً أو رطباً.
2- تجنب التعرض لحبوب اللقاح: بدلاً من فتح النوافذ في المنزل والسيارات، يُنصح بتشغيل مكيفات الهواء إذا كانت متاحة، أو تجنب تيارات الهواء الطبيعية عموماً.
3- عدم تجفيف الملابس في الخارج، لأنها قادرة على حمل حبوب اللقاح ونقلها إلى داخل المنزل.
4- تغيير الملابس: إذا تم قضاء وقت في الخارج، يُنصح بتغيير الملابس والاستحمام وغسل الشعر قبل الجلوس على الأرائك والكراسي أو الذهاب إلى الفراش لمنع انتقالها إلى تلك المفروشات واستنشاقها لاحقاً.