قال موقع Salon.com الأمريكي إن كويكباً بحجم مبنى البنتاغون يقترب من كوكب الأرض، ومن المتوقع أن يكون الجسم العابر النجمي، المُسمَّى 2001 FO32، أكبر كويكب يقترب من الأرض في عام 2021.
إذ أوضح تقرير الموقع السبت 13 مارس/آذار 2021، أن اتساع الكويكب يبلغ ما بين 1300 إلى 2230 قدماً (ما بين 396 متراً إلى 679.7 متر)، وفقاً لمختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في كاليفورنيا.
اقتراب الكويكب "تحذير" للأرض
الموقع اشار إلى أن الكلمة الأساسية هنا هي "يقترب"، فهذه الصخرة الضخمة في الواقع لن تضرب الأرض، لكن اقترابها الشديد هو تحذير كافٍ من أنَّ كويكباً بهذا الحجم سيصطدم بالأرض في النهاية.
سيصل نيزك 2001 FO32 إلى أقرب نقطة له من الأرض في 21 مارس/آذار. ولا يُتوقَّع أن يقترب لأكثر من مسافة 1.25 مليون ميل (أكثر من مليوني كيلومتر) من كوكبنا -أي ما يقرب من 5.25 ضعف المسافة بين الأرض والمريخ- لذلك لا يوجد خطر من اصطدامه بنا في أي وقت خلال القرون القليلة القادمة.
في الوقت نفسه سيقترب بدرجة كافية تُمكِّن العلماء من إلقاء نظرة فاحصة عليه. وعلى الرغم من أنه لن يكون مرئياً بالعين المجردة، يستطيع علماء الفلك الهواة في نصف الكرة الشمالي، باستخدام تلسكوب 8 بوصات (20 سنتيمتراً) أو أكبر، رصده في الصباح الباكر، عندما يظهر داخل كوكبة القوس.
فرصة مثيرة لدراسة كويكب
قال الدكتور توم بوربين، باحث قديم مشارك يدرس الكويكبات في معهد The Planetary Science Institute الأمريكي، لموقع Salon.com عبر البريد الإلكتروني: "مع اقترابه من الأرض، سيكون ساطعاً جداً في السماء".
كما أضاف: "سيكون من الأسهل الحصول على أطياف الأشعة تحت الحمراء للجسم؛ مما يسمح لنا بتقدير تكوينه. ويمكن أيضاً تنفيذ عمليات رصد راداري لتحديد حجمه وشكله".
بدوره أكد الدكتور هنري هسيه، الذي يدرس الكويكبات والمذنبات والغبار البين كوكبي والأقمار الصناعية الصغيرة في معهد Planetary Science Institute أنها فرصة مثيرة لدراسة كويكب.
قال الدكتور هسيه في رسالة لموقع Salon.com: "الأهمية العلمية للكويكبات التي تقترب بشدة من الأرض تكمن في استطاعة علماء الفلك دراستها بتفصيل أكبر بكثير".
إذ غالباً ما يدرس علماء الفلك تكوين الكويكبات باستخدام التحليل الطيفي؛ مما يعني أنهم يأخذون ضوء الشمس المُنعَكِس من الكويكب ويُقسِّمونَه بحسب الطول الموجي للبحث عن آثار المعادن المختلفة.
كما يضيف الدكتور هسيه: "كلما اقترب الكويكب (من الأرض)، ظهر أكثر إشراقاً، وبالتالي تظهر الآثار المعدنية أوضح؛ مما يعني أنه من المحتمل أن يتمكن علماء الفلك من الحصول على صورة مُفصَّلة حقاً لتكوين الكويكب".