استقال المحلل والمذيع التلفزيوني البريطاني الشهير، بيرس مورغان، الثلاثاء 9 مارس/آذار 2021، من محطة "آي تي في" التلفزيونية، وذلك بعد خلاف حول تعليقاته التي هاجم فيها ميغان ماركل، زوجة الأمير هاري، والتي تحدثت عنها خلال مقابلتها مع شبكة CBS الأمريكية.
انتقادات لاذعة من مورغان لماركل
كان مورغان مقدم البرنامج الصباحي على قناة "آي تي في" لمدة 6 سنوات، وجاءت هذه الاستقالة بعدما دأب مورغان على توجيه انتقادات لماركل، والتي بلغت ذروتها بعد المقابلة مع أوبرا وينفري، والتي أثارت ضجة في بريطانيا وجذبت اهتماماً عالمياً عن الحياة داخل العائلة الملكية.
قناة "آي تي في" قالت في بيان إنه "عقب مناقشات مع آي تي في، قرر بيرس مورغان أن الوقت حان لمغادرة برنامج جود مورنينغ بريتين"، مضيفةً أنها قبلت هذا القرار، وأنه ليس لديها ما تضيفه.
جاء ذلك بعدما هاجم مورغان "ماركل" بشدة على تصريحاتها، وكذبها عندما قال إنه "لم يصدق ولا كلمة واحدة مما قالته ميغان"، وإنه يشعر بالغثيان من تصريحاتها، كما وصف مقابلة ميغان وهاري بأنها عبارة عن "ساعتين من الحديث الرخيص".
كذلك اعتبر مورغان أن ما فعلته ميغان في المقابلة هو مهاجمة العائلة الملكية ورموز النظام الملكي البريطاني، والوقوف بوجه كل شيء فعلته الملكة إليزابيث الثانية، منتقداً إجراء المقابلة بينما كان الأمير فيليب يتلقى العلاج داخل المستشفى.
علاوة على ذلك، هاجم مورغان تصريحات ماركل التي اتهمت فيها أفراداً في العائلة الملكية بالعنصرية، عندما قالت إنه كان هنالك مخاوف من لون بشرة طفلها آرتشي، وهو التصريح الذي حظي باهتمام أكبر من غيره في بريطانيا.
قال مورغان إن ميغان وهاري قاما بالإساءة للجميع، وإنهما أظهرا العائلة الملكية على أنها مجموعة من البيض المتعصبين.
ولم تكن مغادرة مورغان لقناة "آي تي في" قد مرت بهدوء، بل جاءت مغادرته على الهواء مباشرة، عقب خلاف مع مقدم الأرصاد الجوية ألكس بيرسفورد، الذي انتقد زميله مورغان، الثلاثاء، لاستمراره بالتهجم على ماركل.
احتجاج على تصريحات مورغان
من جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه بسبب تصريحات مورغان ومهاجمته لماركل، تلقت هيئة تنظيم الاتصالات في بريطانيا (أوفكوم) 41 ألف شكوى حتى بعد ظهر يوم أمس الثلاثاء، مشيرةً إلى أن هذا ثاني أكبر عدد من الشكاوى تتلقاه الهيئة خلال 17 عاماً على إنشائها.
كذلك أعلن متحدث باسم الهيئة أنها فتحت تحقيقاً حول حلقة يوم الإثنين من برنامج مورغان والتي هاجم فيها ماركل، مشيرةً إلى أن التحقيق سيكون وفق معايير الأذى والإساءة التي حددتها.
كذلك انتقدت مؤسسة "مايند" الخيرية تصريحات مورغان، وقالت عبر تويتر: "نحن خائبون وقلقون من رؤية تعليقات بيرس مورغان حول عدم تصديقه التجارب التي خاضتها ميغان بشأن أفكارها الانتحارية".
وكانت المديرة التنفيذية في "آي تي في" قد قالت إنها "صدقت تماماً ما قالته (ميغان)"، وأضافت أن القناة ملتزمة تماماً تجاه موضوع الصحة العقلية.
نتيجة للاحتجاجات الكبيرة التي واجهها مورغان بسبب تصريحاته، عاد أمس الثلاثاء ليقول: "لا يزال لدي العديد من المخاوف بشأن صحة ما قالته ميغان. لكنّ ليس لي أن أشكّ في شعورها بالرغبة بالانتحار".
وأضاف أن قلقه الحقيقي يكمن في عدم تصديق "أن ميغان قصدت أحد كبار أفراد الأسرة الملكية، وطلبت المساعدة بعد شعورها بميول انتحارية. ثمّ قيل لها إنها لا تستطيع الحصول على مساعدة، لأن ذلك يعطي نظرة سيئة عن العائلة".
ويأتي الإعلان عن مغادرة مورغان لقناة "آي تي في" بالتزامن مع خروج أول رد من القصر الملكي على مقابلة ميغان وهاري، حيث قالت الملكة إليزابيث والأسرة الملكية إنهم شعروا بالحزن عندما علموا بالتجارب التي مر بها هاري وزوجته ميغان، وأضافوا أنهم سيتناولون القضايا المتعلقة بالعرق التي أثارها الزوجان في المقابلة مع وينفري.
كانت مقابلة ميغان وهاري قد كشفت الكثير من الأسرار عن العائلة الملكية، ومن بين ما قالته ميغان أنها وصلت إلى مرحلة فكّرت فيها بالانتحار، وأنها كانت تشعر أنها تعيش كسجينة في القصر الملكي.
أما الأمير هاري فأبرز ما كشفه أنه شعر بالخذلان من والده الأمير تشارلز، الذي لم يعُد يردّ على اتصالاته بعد انفصاله وميغان عن العائلة، وقوله إنه يشفق على شقيقه ووالده، لأنهما أصبحا أسيرين للعائلة.