كشف الصحفي الحائز على جائزة بوليتزر مايكل موس تأثير السكر على الدماغ في كتابه Hooked: Food, Free Will, and How the Food Giants Exploit Our Addictions الذي نشرته دار راندوم هاوس، مشيراً إلى أن مفعوله أقوى من النيكوتين بمراحل كثيرة.
إذ قال يوم الثلاثاء 25 فبراير/شباط 2021 إن النيكوتين يستغرق عشر ثوان لإثارة الدماغ، لكن لمسة السكر على اللسان ستؤدي إلى ذلك في أقل من نصف ثانية بكثير وهذا أسرع بحوالي 20 مرة من تأثير النيكوتين، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة New York Post الأمريكية يوم السبت 27 فبراير/شباط 2021.
تجارب سابقة عن الحلوى
دراسات سابقة تحدثت عن هذه التفاصيل، ففي إحدى التجارب التي أجريت عام 1980، طُلب من الأشخاص الخاضعين للدراسة الضغط على زر ما فور الشعور بجرعة سكر على ألسنتهم. كانت ردود فعلهم فورية بعد جزء من الثانية من سقوط السكر على ألسنتهم شعروا به.
الصحفي الحائز على جائزة بوليتزر مايكل موس قال كذلك في كتابه: "لا يمكن للطعام أن يسبب الإدمان فقط مثل النيكوتين وبعض العقاقير، ولكنه بطريقة ما يفعل أكثر من ذلك بكثير".
بينما يعتمد النيكوتين على إنتاجه من مواد كيميائية معينة مثل المورفين والإيثانول للتأثير على الدماغ ليجعل الناس مدمنين، تستخدم الأطعمة المصنعة مواد أبسط تجعل الناس تشتاق إليها طيلة الوقت.
مشيراً إلى: الثالوث الشيطاني المكون من الملح والسكر والدهون. تلك الإغراءات اللذيذة تصدر إشارات لدماغنا لإفراز هرمون السعادة "الدوبامين"، مما يغوينا للعودة للحصول على المزيد.
طرق ملتوية للتلاعب بحب الدهون والسكر
في المقابل تستخدم الجهات المصنعة طرق التخفي للتلاعب بحب الناس للدهون والسكر والملح. إذ يُستخدم المالتودكسترين، أحد مشتقات النشا التي لا يمكن اكتشافها تقريباً، لجعل تتبيلة السلطة كثيفة أو جعل طعم النبيذ أغنى مثلاً.
وقال: "هذا يجعل الأمر مفيداً للغاية لمصنعي المواد الغذائية".
ترسل الأطعمة المصنعة إشارات للدماغ عندما تلمس ألسنة الناس، وعندما تهضمها المعدة تدخل في مجرى الدم تماماً مثل الكحول. وكتب موس: "يبدأ الغلوكوز في الوصول إلى الدم في خلال عشر دقائق من تناول شيء ما، وهذا يحدث بنفس سرعة الكوكايين المستنشق. سترفع المواد عالية التكرير السكر في الدم بأقصى سرعة، وكلما ارتفع بشكل أسرع، زادت سرعة وصوله إلى نظام المكافأة في الدماغ".
علاوة على ذلك، يشير البحث الجديد إلى أنه كلما زادت سرعة وصول الطعام إلى مجرى الدم ورفعه للسكر في الدم، تزيد نسبة إصابة الدم بأزمة سكرية بعد ذلك.
إذ يقول موس إن هذا الانخفاض "يحث الدماغ على إفراز المزيد من الدوبامين الذي يستدعينا للبحث عن المزيد من الطعام".
إدمان الأطعمة المصنعة
في حين أنه ونظراً لطبيعة الإدمان التي تتمتع بها الأطعمة المصنعة، فليس من المستغرب أن تشتري شركة فيليب موريس عملاقة السجائر مجموعة كرافت فودز للأغذية عام 1988 وعملت بصفتها شركة أم لتكتل المواد الغذائية بشكل ما لما يقرب من عقدين من الزمان.
كذلك يتذكر موس لقاءه بستيف باريش، الذي عمل مستشاراً عاماً في شركة فيليب موريس لسنوات، إذ كان باريش قادراً على الإقلاع عن تأثير النيكوتين، فقد رفض أن يلمس الطعام المصنع الذي تصنعه الشركة لأنه كان مسبباً للإدمان للغاية.