تخطط شركة Thames Water، المتخصصة في المياه العادمة، لتدفئة آلاف المنازل بجنوب غربي لندن قريباً من النفايات القادمة من شبكات الصرف الصحي المحلية، كجزء من أول مخطط لتدفئة المناطق بالطاقة المستمدة من الفضلات البشرية في إنجلترا.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 26 فبراير/شباط 2021، فإن هذه الشركة البريطانية تأمل تسخير حرارة النفايات البشرية من محطة المعالجة في كينغستون لتدفئة أكثر من ألفي منزل جديد، ضمن خطة تجديد عقارات منطقة طريق كامبريدج.
مصدر جديد للطاقة
عادةً ما تضخ الشركة الماء الدافئ النظيف المتبقي بعد معالجة مياه الصرف الصحي لعملائها مرة أخرى في شبكة نهرية محلية، على أنه نفايات سائلة.
لكن بموجب الخطة الجديدة، ستتحول المياه الدافئة إلى مصدر للطاقة، حيث ستساعد المخلفات السائلة في تسخين المياه المخصصة لتدفئة المنازل المحلية.
سيستخدم مركز طاقة Thames Water الجديد مضخات حرارية لرفع درجة حرارة الماء إلى درجات أعلى، ومبادلات حرارية لنقل حرارة مياه الصرف إلى نظام منفصل من أنابيب المياه والذي سيحمل الماء الساخن إلى شبكة تدفئة المنطقة.
"خطوة رائدة"
هي العبارة التي استعملتها كارولين كير، رئيسة مجلس بلدية كينغستون، لوصف مخطط تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة، وذلك بحكم أنها ستساعد في جعل المنازل في كينغستون من أكثر المنازل حفاظاً على البيئة بالبلاد.
باستخدام التدفئة المتجددة التي تعمل بطاقة الفضلات البشرية بدلاً من غاز الوقود الأحفوري، يمكن أن يوفر المخطط 105 آلاف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مدار 30 عاماً وفقاً للشركة، أي ما يعادل 157 ألف رحلة ذهاب وعودة من لندن إلى نيويورك أو أكثر من 15 ألف رحلة سيارة حول العالم.
ويمكن توسيع مخطط تدفئة المنطقة بحيث تشعر المباني العامة والتجارية في وسط مدينة كينغستون أيضاً بالدفء الناتج عن النفايات البشرية.
بديل مثالي للغاز؟
في السياق نفسه، قالت سارة بنتلي، الرئيسة التنفيذية الجديدة لشركة Thames Water، إن الحرارة المتجددة من شبكة الصرف الصحي التابعة لشركة المياه "مورد ممتاز، لذلك من الضروري أن نكون لاعباً رائداً في مجال تحويل الطاقة وإطلاق العنان للإمكانات الكاملة لطاقة البراز".
وأضافت بنتلي أنها واثقة بأن مشروع كينغستون يمكن أن يساعد في إطلاق إمكانات التدفئة لمياه الصرف الصحي بجميع أنحاء البلاد مع استعداد الحكومة لحظر غلايات الغاز في المشاريع السكنية الجديدة اعتباراً من عام 2025.
وقد أُنشئت أول شبكة تدفئة للمناطق بالمملكة المتحدة بواسطة النفايات البشرية في عام 2015 بواسطة شركة Scottish Water، لتوفير 95% من الحرارة التي تتطلبها كلية بوردرز في غالاشيلس.
طاقة متجددة مصدرها البشر
وفق ما نقله موقع businessgreen فإن هذه الطاقة تولّد حالياً إلى جانب طاقة الرياح والطاقة الشمسية، نحو ربع احتياجات Thames Water من الكهرباء، مما يوفر للمرافق نحو 40 مليون جنيه إسترليني من تكاليف الطاقة كل عام، على حد قولها.
يُعد مشروع الحرارة المتجددة، الذي يُقدر أنه يوفر 105 كيلوطن من ثاني أكسيد الكربون على مدار 30 عاماً، أيضاً ركيزة أساسية في حملة Kingston Council لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2038.
في هذا السياق، تقول المستشارة كارولين كير، رئيسة مجلس المدينة، إن "هذا المشروع الذي يُعتقد أنه الأول من نوعه في إنجلترا، سيكون رائداً بالمنطقة، كما أنه فرصة حقيقية لنكون جريئين وطموحين للأجيال القادمة"، على حد تعبيرها.
وأردفت المتحدثة نفسها قائلةً: "إنه لَأمر رائع أن أعمل جنباً إلى جنب مع Thames Water لتحويل النفايات إلى طاقة نظيفة. إن تجديد أكبر مجلس أملاك في Kingston ،Cambridge Road Estate، فرصة رائعة لبناء منازل جديدة في Kingston من بين الأكثر خضرة بالبلاد".