قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن جثة "وحيد قرن صوفي" يعود إلى العصر الجليدي تم انتشالها من داخل الصقيع في إقليم سيبيريا شمالي روسيا، والمفاجأة أن أعضاءه الداخلية قد وجدت في حالة سليمة وجيدة، وذلك بعد أن حافظت عليها التربة الصقيعية المتجمدة.
الصحيفة نقلت عن وسائل إعلام روسية تأكيدها أن جثة وحيد قرن صوفي كُشف عنها بعد ذوبان قطع من الجليد في مقاطعة ياقوتيا النائية، في أغسطس/آب الماضي، فيما ينتظر العلماء أن تصبح الطرق الجليدية في منطقة القطب الشمالي سالكةً لتسليم جثة الحيوان إلى المختبر، في يناير/كانون الثاني المقبل.
بحسب الصحيفة، تعد هذه الجثة من بين أفضل العينات التي وجدت محفوظة في حالة جيدة حتى الآن، إذ لا تزال معظم الأنسجة الرخوة سليمة، وتضمّن ذلك أجزاء من الأمعاء وبعض الشعر الكثيف وكتلة من الدهون، وقد عُثر على قرنه بجانبه.
يشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، ومع ذوبان الجليد عن التربة الصقيعية على نحو متزايد، عبر مناطق شاسعة من سيبيريا بسبب الاحتباس الحراري، ظهرت اكتشافات مهمة لحيوانات الماموث ووحيد قرن صوفي وأشبال الكهوف، فيما عُثر على جيفة مهر -يُعرف باسم حصان "لينا"- كان يعيش قبل 42 ألف عام في التربة الصقيعية لفوهة باتاجيكا في سيبيريا.
تعود إلى 50 ألف سنة
من جانبها، نقلت قناة Yakutia 24 TV عن فاليري بلوتنيكوف، عالم الحفريات في الفرع الإقليمي لـ"أكاديمية العلوم الروسية"، أن وحيد القرن الصوفي الذي عُثر على جثته، كان على الأرجح في الثالثة أو الرابعة من عمره عندما مات. وقال بلوتنيكوف إن وحيد القرن الصغير ربما يكون قد غرق.
حسب ما نقلت شبكة France 24 الفرنسية، فإن العلماء يُرجعون الجثة إلى الفترة من 20 ألف سنة إلى 50 ألف سنة، غير أن تأريخاً أكثر دقة سيصبح ممكناً بمجرد إجراء دراسات الكربون المشع في المختبر.
وقد عُثر على الجثة على ضفة نهر تيريختياخ، في منطقة أبيسك، الواقعة بالقرب من المنطقة التي كان قد عُثر فيها على وحيد قرن صوفي آخر في عام 2014. وقام الباحثون بتأريخ هذه العينة، التي أطلقوا عليها اسم ساشا، بعمرٍ يرجع إلى نحو 34 ألف عام.