دعونا نعترف بأن سنة 2020 لم تكن سنة الحظ لأسواق العمل. العديد من أصحاب المشاريع والمهن اضطروا لإغلاق متاجرهم والتوقف عن العمل لفترات طويلة متفرقة خلال السنة. وفقاً لآخر تقرير لسوق الوظائف من موقع التوظيف CV-Library في المملكة المتحدة، انخفض عدد الوظائف الشاغرة في المملكة المتحدة بنسبة 62.7% في الربع الثاني من عام 2020، وفقاً لموقع BBC. أما بالنسبة للوظائف التي يتم الإعلان عنها، تكون المنافسة شديدة حيث ارتفع متوسط نسبة التقديم إلى الوظيفة بنسبة 84%.
على الرغم من فقدان الكثير من الوظائف، لكن بعض الشركات استمرت بالتوظيف رغم ذلك. كما شهدت العديد من المجالات في الصناعات ارتفاعاً في الطلب وإتاحة فرص عمل جديدة، مثل التوصيل إلى المنازل ومنتجات النظافة. لقد غيّر فيروس كورونا السوق بشكل كبير ليس فقط من خلال تقليل عدد الوظائف الشاغرة ولكن أيضاً عن طريق تغيير طبيعة الفرص المتاحة، كما ورد في موقع The Guardian.
فيما يلي 5 مجالات عمل ازدهرت في 2020 رغم أزمة فيروس كورونا.
1. الصيدليات
إن كان هناك درس واحد علمتنا إياه 2020 فهو أن الصحة أصبحت أولوية أكثر من أي وقت مضى. ومع انتشار جائحة كورونا ومحاولة الناس تحصين أنفسهم وتخزين المكملات الغذائية وأدوية نزلات البرد والفيتامينات والمعادن، فإن الصيدليات قد تكون المجال الأبعد عن إغلاق أبوابه. في الواقع، أدى الوعي الصحي إلى إرسال الصيدليات والشركات الصحية إلى موجة جديدة من الانتعاش الاقتصادي.
2. برامج العمل عن بُعد
خلال السنوات الخمس الماضية، زاد العمل عن بُعد بنسبة 44% .ونظراً لأن الكثير من الدول كانت تحاول أن تلتزم بالتباعد الاجتماعي وتحاول تطبيق قوانين العمل من المنزل خلال عام 2020، فقد انتقلت الشركات بالكامل إلى العمل عن بُعد. من أجل فرض ثقافة العمل عن بعد بنجاح، يحتاج الموظفون إلى وصول أوسع من خلال مؤتمرات الفيديو والاجتماعات عبر الإنترنت والدردشة عبر الأجهزة المحمولة.
إحدى شركات تطبيقات العمل عن بُعد التي تألقت في 2020 هي Zoom التي فتحت مجالات مختلفة للتوظيف فيها في جميع فرقهم تقريباً بما في ذلك الدعم الفني والهندسة والتمويل وخدمة العملاء.
كما أضاف Slack خلال 2020 مئات فرص العمل على فرق المحاسبة وخدمة العملاء والمبيعات.
3. الدعم الفني
إن إغلاق مراكز الاتصال الفعلية ومراكز التشغيل، ترك الشركات في حاجة إلى استمرار الوكلاء في تلقي مكالمات العملاء والدعم الفني، خاصة مع زيادة العمل عن بُعد. بسبب العمل من المنزل، يحتاج عدد أكبر من الأشخاص إلى الدعم في إعداد الأجهزة وإقرانها أو استكشاف الأخطاء وإصلاحها. لنكُن صادقين، ليس كل شخص منا يتقن استخدام أجهزته الذكية!
مثال عن المواقع التي تقدم الدعم التقني موقع Support.com، الذي أعلن خلال 2020 عن تعيينه لعدد غير محدود من أدوار وكلاء الدعم عن بُعد. ستساعد هذه الوظائف في تلبية الطلب على الدعم الفني ودعم مركز الاتصال.
4. خدمات التوصيل والتوزيع
منذ بداية الإغلاق في شهر مارس/آذار، بدأنا جميعاً نتسوق كثيراً من المنتجات عبر الانترنت، مما أدى إلى زيادة في عدد الأشخاص الذين تم تعيينهم في هذا القطاع.
على سبيل المثال، أنشأت شركة أمازون العملاقة عبر الإنترنت 15000 وظيفة جديدة في المستودعات وسائقي التوصيل بدوام كامل وجزئي في جميع أنحاء المملكة المتحدة في مراكز تلبية الطلبات حيث تتم معالجة الطلبات، وفي شبكتها اللوجستية.
كذلك شركة التوصيل Hermes التي خلقت حوالي 10500 وظيفة، حيث تتطلع إلى توظيف 1500 موظف بدوام كامل عبر شبكة التوصيل والمكتب الرئيسي، و9000 ساعي بريد إلكتروني مستقل.
وفي تركيا أيضاً ظهرت مواقع مثل Getir الذي يوفر خدمات التوصيل للمنزل لأغلب الاحتياجات من طعام وأغراض بقالة ووجبات جاهزة. كما أضافت مواقع التسوق المختلفة مثل Trendyol و Yemek Sepeti قسماً جديداً فيها وهو ما سمته "السوبرماركت السريع" الذي يقوم ببيع وإيصال منتجات البقالة بأنواعها محققة بذلك أرباحاً طائلة بسبب التزام الناس بمنازلهم وتسوقهم عبر الإنترنت.
المدربون والمشرفون
مع بداية انتشار جائحة كورونا، رأينا اتجاهين كبيرين يتحركان في اتجاهين متعاكسين: كان معدل التوظيف يهبط، لكن معدل التعلم كان يصعد؛ حيث زاد الطلب على مشرفي التدريب بنسبة 183% خلال الأشهر الأخيرة من عام 2020.
قد يكون السبب لذلك بسيطاً، بالنسبة للعديد من الشركات التي لا تستطيع تحمل تكاليف توظيف المواهب الخارجية كما فعلت قبل الوباء للقيام بالأعمال المختلفة، فإن تحسين مهارات الموظفين والتوظيف من الداخل يمكن أن يساعدهم في تلبية احتياجاتهم مع تقليل تسريح العمال.
يتماشى ذلك مع استطلاع حديث للمهنيين الموهوبين أظهر أن ما يقرب من 50% يتوقعون خفض ميزانيات التوظيف الخاصة بهم بسبب جائحة كورونا، لكن 66% يتوقعون زيادة ميزانية التعلم والتطوير أو بقاءها كما هي.