نظمت عصابة من قراصنة الإنترنت حملة تبرع بأموال مسروقة لصالح مؤسسات خيرية، في تصرف قالت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" إنه الأول من نوعه في عالم جرائم الإنترنت، على نحو حيّر الخبراء.
بينما كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن عصابة القراصنة التي تحمل اسم "دارك سايد" (أو الجانب المظلم) بعد أن استولت على ملايين الدولارات من الشركات تريد الآن إنفاقها في سبيل "إصلاح حال العالم".
تبرعات القراصنة للأعمال الخيرية: إذ نشرت مجموعة قراصنة "دارك سايد" على ما يعرف بـ"شبكة الويب المظلمة" إيصالات بمبالغ عملات رقمية مشفرة تعادل قيمتها 10 آلاف دولار، كتبرع لمؤسستين خيريتين، إحداهما هي "تشلدرن إنترناشونال"، والتي أعلنت بدورها أنها لن تحتفظ بتلك الأموال.
أثارت هذه الخطوة دهشة وحيرة على الصعيدين الأخلاقي والقانوني. وادعى القراصنة يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول في منشور على مدونة أنهم لا يستهدفون بهجماتهم إلا الشركات ذات الأرباح الوفيرة، من خلال اختراق أجهزتها والحصول على فدية منها.
فيما قالت "الغارديان" إن جمعيات خيرية باتت في مأزق بعد أن تلقت تبرعات من مجموعة لصوص عبر الإنترنت، بسبب منع القوانين من قبول المال الذي يأتي بعائدات الجرائم، وفقاً لما نشرته صحيفة "الغارديان".
وضع الجمعيات في موقف محرج: أشارت الصحيفة إلى أن اللصوص تبرعوا لجمعيتي "تشلدرين إنترناشيونال" و"ذا وواتر بروجكت" في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بات موقف الجمعيتين حرجاً، كونهما لا يمكنهما قبول التبرعات من مصدر يتعلق بالجريمة.
بينما أعلنت المجموعة عن تبرعها في بيان على الإنترنت، إذ قالت: "بغضّ النظر عن مدى سوء عملنا، يسعدنا أننا ساعدنا في تغيير حياة شخص ما".
فيما قالت منظمة "تشلدرين إنترناشيونال": "نحن على دراية بالوضع، إنها المرة الأولى بالنسبة لنا، وإذا كان التبرع مرتبطاً بجريمة، فليست لدينا النية للاحتفاظ بهذا التبرع".
من جانبه، قال الأخصائي الأمني بريان هيجينز، إن هذه الخطوة تهدف لجذب الانتباه، مشيراً إلى أن مبلغ 10 آلاف دولار ضئيل مقارنة بالأموال الكبيرة التي يجمعونها عن طريق السرقة.
أضاف: "هناك احتمال ضئيل أن يكون هذا نوعاً من الاختبار لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم غسل عائداتهم الإجرامية بطريقة أو بأخرى".
تعد تبرعات دارك سايد جزءاً من جهودها لتصوير نفسها بأنها مختلفة عن المجرمين العاديين. وقالت المجموعة: "نحن مجموعة ذات مبادئ، لن نهاجم مستشفيات أو مدارس، أو حكومات ولا جمعيات خيرية، نحن نهاجم الشركات التي يمكنها دفع هذه المبالغ".