توصلت دراسة أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الروبوتات ستقضي على 85 مليون وظيفة في الشركات متوسطة وكبيرة الحجم خلال السنوات الخمس القادمة، في وقت تسرع فيه جائحة فيروس كورونا التغيرات في أماكن العمل.
خسارة كبيرة للبشر: ووجد مسح شمل ما يقرب من 300 شركة عالمية أن المديرين التنفيذيين في أربع من كل خمس شركات، يسرعون خطط رقمنة العمل، ويطبقون تقنيات جديدة ويبدّدون مكاسب التوظيف التي حدثت منذ الأزمة المالية في عامي 2007-2008.
سعدية زهيدي، المديرة الإدارية للمنتدى الاقتصادي العالمي، قالت إن "جائحة كوفيد-19 سرّعت الانتقال إلى مستقبل العمل"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
كذلك وجدت الدراسة أن العمال الذين سيحتفظون بأدوارهم في السنوات الخمس القادمة سيتعين على نصفهم تعلم مهارات جديدة، وأنه بحلول عام 2025، سيقسم أصحاب العمل أعمالهم بالتساوي بين البشر والآلات.
وبشكل عام، يتباطأ خلق فرص العمل فيما يتسارع تدمير الوظائف، حيث تستخدم الشركات حول العالم التكنولوجيا عوضاً عن البشر في إدخال البيانات ومهام الحسابات والإدارة.
في السياق ذاته، كانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قد ذكرت، في يونيو/حزيران 2019، أنه من المتوقع أن تستحوذ أجهزة الروبوت على حوالي 20 مليون وظيفة في أنحاء العالم بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى توسيع نطاق عدم المساواة اجتماعياً.
الهيئة البريطانية استندت إلى ما قالته المجموعة الاستشارية التي نفذت الدراسة، وتدعى "أكسفورد إيكونوميكس"، وهي شركة خاصة تهتم بالبحوث والاستشارات ويوجد مقرها في بريطانيا، والتي أشارت إلى أن الروبوتات أخذت تنتقل من المصانع إلى قطاع الخدمات، وأن هذا سيصعب على العمال ذوي المهارات المحدودة العثور على وظائف في أي مكان آخر.
بارقة أمل: لكن وعلى الرغم من ذلك، قال المنتدى ومقره جنيف إن النبأ السار أن "أكثر من 97 مليون وظيفة ستنشأ في اقتصاد الرعاية في الصناعات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي وإنشاء المحتوى".
أضاف المنتدى أن "المهام التي سيحتفظ البشر فيها بميزتهم التنافسية تشمل الإدارة والاستشارات وصنع القرار والتفكير والتواصل والتفاعل".
كذلك سيزداد الطلب على العمال الذين يستطيعون شغل الوظائف المرتبطة بالاقتصاد الصديق للبيئة، ووظائف البيانات المتطورة، والذكاء الاصطناعي، وأدوار جديدة في الهندسة والحوسبة السحابية وتطوير المنتج.
وجد المسح أيضاً أن حوالي 43% من الشركات التي شملها المسح تستعد لتقليص قوة العمل نتيجة للتكامل التكنولوجي، وأن 41% منها تعتزم توسيع استخدامها للمتعاقدين، وبحث 34% منها توسيع قوة العمل نتيجة للتكامل التكنولوجي.
ويشير محللون كثيرون إلى أن آلية التشغيل أدت إلى خلق وظائف أكثر مما قضت عليه، لكن الاتجاه في السنوات الأخيرة أدى إلى حدوث هوة في المهارات بين العمال والروبوتات أفضت إلى فقدان كثير من العمال لوظائفهم، وفقاً لـ"بي بي سي".