قالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن أول حمام فضائي جديد من ناسا سيخضع لاختبارات في محطة الفضاء الدولية قبل إطلاقه للقمر، والحمام قيمته 23 مليون دولار، وهو مصنوع من التيتانيوم ومُناسب أكثر للنساء.
الحمام أصبح الآن معبًّأ في سفينة شحن مستعدة للانطلاق الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول، من جزيرة والوبس في فيرجينيا.
يزن الحمام الجديد 100 رطل (45 كيلوغراماً) وطوله 28 بوصة (71 سنتيمتراً)، إنه تقريباً في نصف حجم الحمامين الموجودين في محطة الفضاء واللذين صنعتهما روسيا. وهو مناسبٌ أكثر للتنقل، ليلائم كبسولات أوريون التي سوف تستخدمها ناسا لنقل رواد الفضاء إلى القمر خلال سنوات قليلة. وخضع الحمام لاختبارات دامت عقوداً.
سيختبره المقيمون في المحطة لأشهر قليلة. إذا سارت التجارب على نحو جيد، فسيُفتح الحمام للاستخدام العادي.
في ظل إطلاق شركة Space X الآن المزيد من رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وتستعد شركة Boeing لإرسال أول طواقمها في أقل من عام من الآن، سيحتاج رواد الفضاء المزيد من الحمامات. وسيكون الحمام الجديد في كشك خاص به بجانب الحمام القديم على الجانب الأمريكي من المحطة.
تلبي المراحيض القديمة احتياجات الرجال أكثر. زادت ناسا من طول مقعد الحمام الجديد وجعلته مائلاً ليلائم النساء أكثر. من المفترض أن يساعد الشكل الجديد رواد الفضاء على الجلوس في وضعيةٍ أفضل للتبرز، حسب ما قالته ميليسا ماكينلي، مديرة المشروع في مركز جونسون للفضاء.
ماكينلي أضافت أن تنظيف الفضلات أمر صعب، "وإننا لا نريد أن نفقد أي شيء أو يهرب منا أي شيء". يكفي أن نقول إن كل شيء يطفو بلا وزن.
تدوير الفضلات: مثل مقاعد الفضاء السابقة يعمل هذا المرحاض بشفط الهواء وليس المياه والجاذبية، من أجل إزالة الفضلات. يجمع الجهاز الجديد البول ويحوله إلى نظام التدوير القديم الخاص بـ"ناسا"؛ لإنتاج مياه للشرب والطبخ. اختير التيتانيوم والسبائك الأخرى لصناعة الحمام الجديد، ليقاوم الحمض الموجود في البول بمعالجة أولية.
قد يبدو قضاء الحاجة في الفضاء أمراً سهلاً، لكن مايك هوبكينز، رائد الفضاء التابع لـ"ناسا" وقائد الطاقم الثاني لشركة Space X، المقرر إطلاقه في يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول، من مركز كينيدي للفضاء، يقول: "إنه أحياناً تصبح الأشياء البسيطة معقدة للغاية" دون الجاذبية.
من المقرر أن يزداد تعداد المقيمين المعتاد في محطة الفضاء من 6 إلى 7 مع رحلة Space X القادمة، وستزداد أكثر بكثير عندما يصل غير المختصين مثل السياح في العام المقبل. يقيم رواد الفضاء في الطبيعي 6 أشهر.
آخر مرة طلبت فيها ناسا مرحاضاً جديداً كانت في بداية تسعينيات القرن العشرين، لاستضافة بعثات فضائيةٍ مدتها أسبوعان. تعاقدت الوكالة مع شركة Collins Aerospace لتقديم الشكل الأحدث، عملت الشركة أيضاً على مراحيض تصلح للمركبات.
حمولة فريدة نحو الفضاء: يوجد أيضاً في الحمولة التي تزن 8 آلاف رطل (3628 كيلوغراماً) والتي ستُنقل على متن كبسولة سيغناس التابعة لشركة Northrop Grumman: خزانات هواء للتعويض عن التسريب الفضائي الطفيف في المحطة، وبذور الفجل من أجل الزراعة في الصوب الزراعية، وكاميرا سينمائية لتصوير واقع افتراضي VR بزوايا 360 درجة من أجل لقطات تُستخدم في محاكاة للسير بالفضاء.
ربما تكون أكثر الحمولات تميزاً هي: مصل التجاعيد من شركة Estee Lauder. دفعت شركة مستحضرات التجميل 128 ألف دولار من أجل صورة من العالم الخارجي، وهو جزء من مساعي ناسا لفتح الحدود الأخيرة أمام التسويق والصناعة والسياحة.
لكن لا تعتقد أن العطور ستخفي روائح المرحاض. فالمصل خالٍ من العطور، وستبقى الزجاجات العشر مغلقة حتى تعود إلى الأرض في العام القادم.