وجد علماء حفريات أقدم عينة منيّ حيواني داخل قطعة من الكهرمان عمرها 100 مليون عام، وقالوا إنها كانت بمجرى تناسلي لأنثى حيوان قشري عتيق ومغلفة بالراتينغ، وهي من عينات عدة للاستراكودا القشرية بميانمار، وفق ما نشرته CNN.
سُمي هذا النوع الذي كان غير معروف في السابق، باسم ميانمارسيبريس هوي، وهو يشبه بلح البحر المُعاصر، ومن الاستراكودا.
الاستراكودا القشرية حيوانات صغيرة يصل عمرها إلى 500 مليون عام، ويمكن إيجادها حتى الآن في المحيطات وبحيرات المياه العذبة والأنهار.
باستعمال تكنولوجيا الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد، حلل العلماء عدداً من عينات الاستراكودا، ودرسوا أطرافها وأعضاءها التناسلية واكتشفوا عينة منيّ داخل مُستقبلات المني في الأنثى القشرية، التي تخزّن المني لتطلقه وقت نضوج البويضات، لولا أنها علقت في الراتينغ الذي التصق بها.
هي وانغ، من الأكاديمية الصينية للعلوم في نانجينغ، قال في بيان: "لابد أن الأنثى تزاوجت قبل وقتٍ قصير من تغليفها بالراتينغ". وقال العلماء إن ذلك الاكتشاف يعد أقدم حفرية يتم التعرف فيها بشكلٍ قاطع على خلايا منوية.
هذه النتائج "تضاعف عمر أقدم حفرية مؤكدة لمنيّ حيواني"، وفقاً لما نشره كتاب التقرير في دورية Royal Society الأربعاء، 16 سبتمبر/أيلول.
وفقاً لكتاب التقرير فإن العينات الحفرية للمني نادرة للغاية، وأقدم منيّ معروف للاستراكودا يبلغ عمره 17 مليون سنة، أما الرقم القياسي السابق فقد سجله نوع من الديدان عمره 50 مليون عاما.
التحليلات المتعلقة بعينات الاستراكودا، والتي ترجع إلى العصر الطباشيري، تكشف أيضاً تفاصيل نادرة عن الأعضاء الداخلية والتكاثرية للقشريات، من بينها الماسكات ومضخات المني وشبه القضيب والبيض عن الذكور، والمستقبلات المنوية التي تحوي منياً ضخماً عند الأنثى.
في حين تنتج أغلبية الذكور في الحيوانات الأخرى أعداداً هائلة من الحيوانات المنوية الصغيرة، تنتج الاستراكودا، وفقاً للتقرير، أعداداً صغيرة من الحيوانات المنوية الضخمة بذيول طويلة متحركة.
العلماء قالوا إن هذا الاكتشاف يقدم نظرة غير مسبوقة إلى واقعة قديمة ومتطورة بصورة غير متوقعة من التخصص التطوري. وأضاف الباحثون أن الأدلة على استعمال حيوانات منوية ضخمة قبل 100 مليون عامٍ دليل على استراتيجية تكاثرية ناجحة على المدى الطويل.
ريناته ماتزكه كاراس، عالمة الأحياء الجغرافية بجامعة لودفيج ماكسيميليانز بميونيخ الألمانية، والمشارِكة في التحليل المورفولوجي للعينات، قالت إن تعقيد الأجهزة التكاثرية في هذه العينات يطرح سؤالاً عما إذا كان التحول إلى الخلايا المنوية الضخمة يمثل استراتيجية تطورية مستقرة.