أطلقت السلطات الأمريكية في ولاية نورث كاليفورنيا سراح روبرت لونغ البالغ من العمر 64 بعد 44 عاماً قضاها في السجن، وذلك بعد أن تبين أنه اتُّهم ظلماً باغتصاب سيدة أمريكية.
حيث اتُّهم روبرت لونغ، البالغ من العمل 64 عاماً، باغتصاب سارة بوست (54 عاماً)، مهدداً إياها بسكين في منزلها بمدينة كونكورد بولاية نورث كاليفورنيا الأمريكية، مساء الخامس والعشرين من أبريل/نيسان 1976. وحكمت المحكمة على لونغ بالسجن 80 عاماً بتهمتي الاغتصاب والسطو من الدرجة الأولى.
رفض الاستئناف: ثم بعدها استأنف لونغ على الحكم لعقودٍ طويلة، لكن تم رفض الاستئناف حسبما نشر تقرير لموقع صحيفة Mirror البريطانية، الجمعة 28 أغسطس/آب 2020.
ثم في عام 2005، قدم روني عريضةً لمراجعة الأدلة البيولوجية المأخوذة من مسرح الجريمة وإجراء اختبار الحمض النووي.
وقد ظهر حينها أن عينات الشعر وألياف الثياب لا تنطبق على روني، واكتشف المحققون لاحقاً أن الأدلة لم يُشاركها الادعاء مع الدفاع في محاكمته عام 1976.
أما في 2015، فوجد المحققون أن 43 بصمة من مسرح الجريمة "لا تطابق بصمات لونغ"، وفقاً لوثائق المحكمة. لكن رغم كل هذا، رفضت دائرة الاستئناف الرابعة طلبه بإعادة المحاكمة.
انتهاك حقوق السجين: لكن في بداية الشهر، حكمت المحكمة بأن حقوق لونغ بموجب الدستور تم انتهاكها حين أدانته المحكمة بعدم اتباع الإجراءات السليمة.
بعدها خرج روني حراً من السجن يوم الخميس، 27 أغسطس/آب 2020، وقال للمراسلين خارج ساحة المحكمة: "لن يسجنوني مرة أخرى أبداً. هذا حقيقي. وسأستمتع بكل دقيقة من حريتي".
وفقاً لمستندات المحكمة، "دخل رجل منزل" سارة بوست، التي كان عمرها 54 عاماً وقتها في 1976. ووضع الرجل "سكيناً على رقبتها". وحين لم تعطه أية نقود "استشاط غضباً، وسبها وألقى بها على الأرض، ومزق ثيابها وضربها واغتصبها".
في اليوم التالي، أظهرت الشرطة 13 صورة لمشتبه بهم للسيدة، ولم يكن من بينهم روني. ولم تتمكن السيدة من التعرف على أيٍّ منهم.
لكن بعد أسبوعين، قال المحققون لبوست إن مهاجمها قد يكون في المحكمة في اليوم نفسه. وكان روني في المحكمة وقتها بسبب تهمة تعدٍّ على أملاك الغير، وقالت بوست إنها تعرفت على صوته.
التعرف على السجين: لاحقاً اختارت السيدة لونغ من بين الصور، وقالت لضباط الشرطة إنها "لا تشك أبداً في أن هذا الشخص روني لونغ هو من اقتحم المنزل". ورغم غياب الأدلة المادية التي تربط روني بالجريمة ووجود حجة غيابية، تم اعتقاله والحكم عليه بعدها.
في حين قالت والدة لونغ وأم ابنه البالغ من العمر عامين وقتها إنه كان في مكالمة جماعية معهما حين وقع الهجوم، وفقاً للسجلات.
كان لونغ يعيش مع والدته ويتجهز لحضور حفلة في شارلوت تلك الليلة، وفقاً لهما.
من جانبه قال روني وهو يقف خارج السجن لقناة WBTV: "لا تستسلموا أبداً، مهما كانت الظروف صعبة، آمنوا دوماً بأن بالإمكان التغلب عليها. اسم اللعبة هو البقاء".