حزموا أمتعتهم مع بداية كورونا.. مصريون يجدون صعوبة في العودة للعمل حتى بعد رفع القيود

عربي بوست
تم النشر: 2020/07/20 الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/21 الساعة 07:10 بتوقيت غرينتش
أعضاء فرقة مسرح ستارة/رويترز

نشرت وكالة رويترز تقريراً عن ممثلي مسرح ستارة الذين كانوا قد شرعوا في إنتاج عملهم الفني "الجميلة والوحش" عندما ضربت جائحة كورونا مصر فتوقف العرض فوراً.

بعد أشهر من الإغلاق، وعلى الرغم من التخفيف التدريجي لقيود العزل العام، استسلم الممثلون لفكرة أن عليهم حزم الأمتعة وتخزينها بانتظار الوقت الذي يمكنهم فيه إعادة أبطال الرواية للحياة مرة أخرى.

كغيرها من الدول، تحاول مصر إنعاش اقتصادها الذي تضرر بشدة من تبعات العزل العام الذي أصاب السياحة والقطاعات الحيوية الأخرى بالشلل، وأعاد للوراء أرقام النمو المتوقعة للسنة المالية 2019-2020، التي أصبحت الآن 4.2% نزولاً من 5.6% قبل الأزمة.

الممثلون وجدوا أنفسهم في مواجهة واقع يفرض عدم عودة أعمالهم فوراً إلى ما كانت عليه قبل الوباء، غير متفردين في ذلك عن كثيرين غيرهم بالقطاع الخاص.

سمر جلال، إحدى بطلات الفرقة، تحدثت عن شعورها لحظة حفظ الأمتعة وتخزينها، وقالت: "المكان كله شكله كئيب إلى حد كبير ومضلّم. وفكرة الحاجات داخلة المخزن هو يوم مؤلم أوي.. الحاجات كلها.. يعني هو صعب وصف الإحساس".

أضافت: "شغلنا بيعتمد بشكل رئيسي على التجمعات، وأنا فاهمة أن الدولة فتحت الموضوع بحد كبير أو راجعة بشكل معين اللي هو الـ25%، بس الحقيقة أنا بالنسبة لي دا (هذا) ممكن ما يبقاش (لا يكون) أأمن حاجة، لأن كل شغلنا مع المدارس، فكل شغلنا مع ولاد صغيرين وأعداد، فأعتقد أن الأمان أولاً. أمان الولاد هو أهم حاجة. فأعتقد إن فكرة كويسة إن نوقف فترة ما لحد ما نتأكد إن إحنا كستارة مش هنشكل خطر على الاستاف ولا على الولاد اللي جاية تشوف ستارة".

في منتصف مارس/آذار، فرضت مصر إجراءات العزل العام، وضمن ذلك حظر التجول ليلاً، ومنعت التجمعات العامة الكبيرة وأغلقت المطاعم والمسارح.

القيود رُفعت بنهاية الأمر في يونيو/حزيران، وسُمح للمسارح بالعمل بنسبة 25% من طاقتها، ولكن في الوقت الذي يتم فيه تسجيل بضع مئات من حالات كوفيد-19 الجديدة يومياً، قررت ستارة مواصلة الإغلاق.

سمر أضافت قائلة: "حقيقةً الموضوع عمل لي أثر نفسي فظيع. آه الناس كلها قلقانة على مستقبلها وقلقانة على أكل عيشها وإن في دخل ثابت مبقاش موجود. بس العامل النفسي فظيع، خاصةً إن إحنا كأشخاص بتعمل فنون أدائية إحنا شغلنا كله معتمد على الأداء الحي. فإحنا لا قادرين نتجمع ولا قادرين نشوف حد. أنا مبشفش حد بعمل معه مسرحية. طب إحنا مكن نعمل حفلة امتى (متى)".

إيما ديفيز، المديرة الفنية للمسرح، قالت: "لقد أغلقنا في الواقع قبل أن تغلق الحكومة كل شيء لمجرد الإحساس بأن هناك شيئاً خاطئاً في حضور أطفال، ثم بعد ذلك يأتي عدد كبير من الأطفال الآخرين، وكذلك شعور المدارس بالذعر وشعور الآباء بالرعب".

مصر ضخت 100 مليار جنيه مصري (6.3 مليار دولار) في شرايين الاقتصاد بهدف تحفيزه، وحاولت مساعدة الفقراء والعمالة غير الرسمية المعتمدة على العمل باليومية.

 كان نحو ثلث سكان مصر، البالغ عددهم 100 مليون نسمة، يعيشون تحت خط الفقر قبل الوباء. ولكن حتى أولئك الذين تحملوا سنوات الإصلاحات الاقتصادية الصعبة، أصبحوا يجدون أنفسهم بحاجة للمال.

لم تردَّ الهيئة العامة للاستعلامات فوراً على طلب للتعليق على الطريقة التي تساعد بها الحكومة القطاع الخاص.

خالد محمد (52 عاماً)، الذي كان يشغل وظيفة مدير لمقهى لكنه أصبح عاطلاً عن العمل، قال: "فرص التشغيل قليلة بالنسبة للمديرين. وحتى الاستاف (الموظفين)، لأن كله رجع يشتغل بقوة أقل من القوة الكاملة من شغل أي مكان أو أي مطعم أو أي كافيه (مقهى)".

أضاف: "​طبعاً الناس اللي في الصالة والسرفيس ملهمش أي مكان (ليس لهم عمل خلال إجراءات العزل). فاقترحنا على المالك (بالإنجليزية) نشتغل بنص مرتب مساعد. طبعاً مش كل فريق العمل (بالإنجليزية). (البعض) مثلاً خلاص ده خد أجازة وقعد في البيت؛ لإن طبعاً ملوش شغل. اشتغلنا إحنا السرفيس الصالة مع المطبخ 6 أنفار (أفراد) أو 7 أنفار بإخراج الوجبات دا بما يعدل 150 لـ300 وجبة يومياً".

الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهو وكالة الإحصاء المصرية، أفاد في يونيو/حزيران، بأن أكثر من ربع العاملين صاروا عاطلين بسبب إجراءات العزل، بينما أصبح أكثر من نصف الأفراد المشتغلين يعملون أياماً وساعات أقل من المعتاد لهم. ووضعت أحدث بيانات الجهاز معدل البطالة عند حد 9.2% في أبريل/نيسان.

أظهرت بيانات شهر يونيو/حزيران على مؤشر "آي.إتش.إس ماركت" لمديري المشتريات في القطاع الخاص غير النفطي بمصر، أن سوق العمل في البلاد تعيش أوضاعاً صعبة، مع تسارع الاستغناء عن الوظائف بأسرع وتيرة منذ سبتمبر/أيلول 2016.

وسجَّلت مصر حتى الآن 87775 إصابة بفيروس كورونا، رغم تراجع الحالات الجديدة في الأسابيع الأخيرة. 

تحميل المزيد