دخلت كوريا الجنوبية واليابان في نزاع تاريخي غاضب حول جزيرة "السفينة الحربية" Battleship Island، وهي واحدة من أكثر الوجهات السياحية غير الاعتيادية في العالم، وتشتهر عالمياً بأنها موقع تصوير لأحد أفلام جيمس بوند.
حيث تريد حكومة كوريا الجنوبية من اليونسكو حذف الجزيرة اليابانية من قائمة مواقع التراث العالمي. وتزعم أن اليابان خالفت وعدها بقول الحقيقة عن تاريخها المظلم حيث أجبرت الكوريين على العمل هناك بالسخرة، وفقاً للتقرير الذي نشرته صحيفة The Times البريطانية.
قصة جزيرة السفينة الحربية: كانت جزيرة "السفينة الحربية"، المعروفة رسمياً باسم هشيما، وكراً لخصم بوند راؤول سيلفا، الذي أدى دوره خافيير بارديم، في فيلم Skyfall عام 2012. وهي واحدة من 23 موقعاً يابانياً أدرجتها هيئة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في قائمة التراث العالمي قبل خمس سنوات. ومن هذه المواقع مصانع وأحواض بناء سفن ومناجم مرتبطة بصعود اليابان السريع لتصبح قوة صناعية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
لم يأتِ إدراجها الناجح إلا بعد مفاوضات دبلوماسية صعبة مع كوريا الجنوبية، وكانت سبعة من هذه المواقع المعنية تضم عمالاً كوريين يعملون بالسخرة كانوا يُجنَّدون خلال هيمنة اليابان الاستعمارية الطويلة.
وكان من أبرز هذه المواقع جزيرة هشيما، قبالة ساحل ناغازاكي في جنوب اليابان، التي كانت بين عام 1887 وعام 1974 بعد هجرها واحدة من أكثر مناجم الفحم غير الاعتيادية في العالم.
عدد سكان جزيرة هشيما: وكانت جزيرة هشيما، في أوجها، موطناً لـ5300 امرأة وطفل وعامل، كانوا ينزلون إلى المناجم في قاع البحر، ويعيشون في بنايات شاهقة تغطي معظم الجزيرة التي تبلغ مساحتها 38.5 فدان تقريباً، وهو ما منحها مظهر السفينة الحربية المستقرة في البحر. وبعد أربعة عقود من هجرها، أصبحت وجهة لمحبي الآثار الصناعية.
لكنها كانت أيضاً موطناً للعمال الكوريين والصينيين الذين كانوا يُجنَّدون بالقوة أثناء الحكم الاستعماري الياباني. ووفقاً لكوريا الجنوبية، توفي 143 في جزيرة هشيما بين عامي 1943 و 1945، بسبب المرض وسوء التغذية والحوادث.
عرقلة مقترح ياباني: وقد حاولت كوريا الجنوبية عرقلة المقترح الياباني عام 2015، لكنها وافقت بعد تسوية في اللحظة الأخيرة. وفي مقابل دعم سيول، وافقت حكومة رئيس الوزراء القومي الياباني، شينزو آبي، على تضمين معلومات عن عمال السخرة في المواقع الصناعية.
كذلك فقد كان من المقرر تضمين المعلومات في أحد مراكز الزوار في طوكيو. لكنه حين اُفتتح، لم تُرض هذه المعلومات حكومة كوريا الجنوبية. ورغم أن المركز أضاف ما يشير إلى العمال المُجنَّدين، فإنه أيضاً يستشهد بكوريين يابانيين عاشوا في الجزيرة وقالوا إنهم لم يتعرضوا لأي تمييز.
ولحذف هذه المواقع من القائمة، سيتعين على كوريا الجنوبية الفوز بدعم ثلثي الدول الـ21 في لجنة من اليونسكو.
من جانبه قال وزير الثقافة الكوري الجنوبي بارك يانغ وو: "يجب ألا تُغفل اليابان السجلات التاريخية للعديد من الكوريين الذين أُرغموا على العمل في ظل ظروف قاسية رغماً عن إرادتهم. ولا بد أن يستند التاريخ إلى الحقيقة ولا يمكن أن يُسمَّى التاريخ الزائف تاريخاً. والاعتراف بأخطاء الماضي هو ما يجب أن يفعله الفرد أو الأمة. وهو أيضاً التصرف الشجاع الذي ينبغي الإتيان به".