وصلت درجة حرارة إحدى المدن في سيبيريا إلى 100 درجة فهرنهايت (37 درجة مئوية) يوم السبت 19 يونيو/حزيران 2020، مسجلةً أعلى درجة حرارة في الدائرة القطبية، إذا تأكدت هذه القراءة.
ارتفعت الحرارة في الأشهر الأخيرة إلى مستويات نادراً ما نشهدها في المنطقة الروسية، وهذا إشارة إلى اتجاه أكبر من التغير المناخي الذي سببه البشر، والذي يغير بدوره أنماط الطقس في الدائرة القطبية.
تعد مدينة فيرخويانسك واحدة من أبرد المدن على كوكب الأرض، إذ وصلت درجات الحرارة إلى 60 درجة فهرنهايت تحت الصفر (-51 سيلزيوس) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومتوسط درجات الحرارة العظمى في شهر يونيو/حزيران هو 68 درجة فهرنهايت (20 درجة سيليزية).
ستكون درجة 100 فهرنهايت في مدينة فيرخويانسك، التي تقع شمال فيربانكس، وألاسكا أيضاً، أبعد المدن شمالاً التي تُسجل درجة حرارة 100 درجة فهرنهايت.
تفيد تقارير صحيفة The Washington Post الأمريكية بأنه على الرغم من أن هناك شكوكاً مثارة بشأن درجة الحرارة المسجلة، يدعم هذه القراءة منطادُ الطقس الذي أُطلق السبت 20 يونيو/حزيران، ووجد درجات حرارة مرتفعة غير معتادة في الطبقات الدنيا من الغلاف الجوي. وفي يوم الأحد وصلت درجة الحرارة بالمدينة إلى 95.3 درجة فهرنهايت (35.16 درجة مئوية)، وفقاً للصحيفة.
كتب جيف بيرارديلي، أخصائي الأرصاد الجوية في قناة CBS News الأمريكية، يوم السبت، أن وصول درجة الحرارة إلى 100 درجة فهرنهايت في القطب أو بالقرب منه "لم نسمع به من قبل تقريباً".
قبل يوم السبت، كانت سيبيريا تمر بالفعل بموجة حارة غير معتادة. أفادت هيئة "كوبرنيكوس" للتغير المناخي بأن درجات الحرارة على السطح في سيبيريا كانت أكثر بمقدار 18 درجة عما كان عليه متوسط درجات الحرارة في شهر مايو/أيار، مما يجعله أحرّ شهر مايو/أيار مر على المنطقة منذ بداية الاحتفاظ بالسجلات في عام 1979.
فريا فامبورج، العالمة البارزة في وكالة كوبرنيكوس لتغير المناخ، قالت في بيان يعلق على الاكتشاف: "إنها إشارة تحذير بالتأكيد، لكن زيادة الحرارة في هذه المنطقة لا تقتصر على مايو/أيار فقط". وأضافت: "طوال الشتاء والربيع شهدنا أوقاتاً متكررة من ارتفاع درجة حرارة الهواء على السطح لأكثر من درجات الحرارة المتوسطة".
عالم المناخ مارتن ستندل قال على حسابه بموقع تويتر، إن درجات الحرارة المسجلة في شمال غربي سيبيريا في الشهر الماضي، ستكون حدثاً يحدث كل 100 ألف عام، إن لم تكن تغيراً مناخياً.
فيما قال بيرارديلي إن متوسط الحرارة في أنحاء روسيا بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار، يتوافق بالفعل مع نماذج المشروع الحالي، وتظهر طبيعية بالنسبة لهذه المنطقة في عام 2100، في حال استمرار انبعاثات الكربون.
وفسر تحليله لدرجة الحرارة في فيرخويانسك قائلاً: "بسبب غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن احتراق الوقود الحفري، وحلقات التغذية الرجعية، تزداد حرارة القطب بضعف متوسط معدل زيادة الحرارة في العالم". وأضاف: "تُعرف هذه الظاهرة باسم تضخيم القطب الشمالي، الذي يؤدي إلى نقص الجليد بالبحار، والغطاء الجليدي في بعض الحالات، بسبب درجات الحرارة التي تتزايد بسرعة".
أشار إلى أنه في حال استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ، فإن الموجات الحارة ستكون هي الطقس الطبيعي.