أعلنت بلدة كانيت دون بيرينجير، الواقعة شمال فالنسيا والمُطلّة على البحر المتوسّط، السماح لـ5 آلاف شخص فقط، بالدخول إلى شواطئها، هذا الصيف، وهو نصف العدد الذي اعتادت على استقباله في فصل الحر، وذلك من أجل الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي، في إطار الإجراءات التي تسنها من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وفق تقرير لقناة CNN الأمريكية، السبت 9 مايو/أيار 2020، فإن عشاق السباحة في الشواطئ، خاصة الشواطئ الإسبانية سيكونون مطالبين بالحجز المسبق من أجل الدخول إليها، وذلك عن طريق تطبيق هاتفي، يمكن تحميله على الهواتف الذكية.
صيف صعب: بيري جوان أنتوني كوردا، وهو عُمدة البلدة، يقول في حديث أجراه مع شبكة CNN الأمريكية: "سيكون هذا الصيف صعباً، وسيكون هناك المزيد من المسافات الفاصلة بينك ومن يجاورك. الأمر يُشبه شاطئاً (على درجة رجال الأعمال)".
وفق نفس المتحدث فإن البلدة، ستعمل على تقسيم شاطئها الواسع المُنبسط إلى مُربّعات، مع الحفاظ على فاصل مترين بين كلّ منها والآخر.
من المقرر أن تتحدد أقسام الشاطئ بوضع شِباك على الرمال، لتبدو وكأنها شبكات ضخمة بملعب كرة قدم.
فيما سيُسمح لمُرتادي الشاطئ بحجز جلسة حمام شمس إمّا خلال الصباح أو بعد الظهيرة، ولكنهم لن يتمكّنوا من البقاء طيلة اليوم هناك.
كقاعات السينما: حسب عُمدة البلدة، يمكن للراغبين في الحصول على حمّام شمس حجز أيّة منطقة متاحة، على غِرار اختيار مقاعد قاعات السينما عبر الإنترنت، وستكون مواعيد الوصول متعاقبة لتجنّب تزاحم الحشود، وستتقلّص كذلك منافذ دخول الشاطئ.
بمجرّد وصول الزائرين وتأكيد حجوزاتهم، سيُصطَحب رواد الشاطئ إلى مواضِعهم المُخصصة.
يعتبر أنتوني الحجز المُسبق ومواعيد الوصول المتعاقبة أحد التدابير الأساسية؛ إذ أوضح قائلاً: "لن أتمكّن من التحكّم في توافد الناس دون تدابير جديدة؛ فبدونها، سيحضر الجميع سوياً ويُصيبون بعضهم البعض بالعدوى".
مدن أخرى: لا تقتصر إجراءات الحد من دخول الشواطئ في البلدات الإسبانية على كانيت دون بيرينجير وحدها؛ ففي غاليسيا، المُطلّة على المحيط الأطلسي، ستسمح بلدة سانكسينكسو بدخول المصيفين بمبدأ "أسبقية الحضور".
رغم ذلك، قال العمدة تيلمو مارتن إنه ليس قلقاً بشأن الحشود التي ستتزاحم عند منافذ دخول الشاطئ.
في حديث مع شبكة CNN يقول عمدة المدينة "إن السياحة تشكّل 80% من اقتصادنا، ويجب علينا التوصّل إلى حلول لكي يشعر شعبنا بالأمان على الصعيد الصحي، وأطلب من الجميع تحمّل المسؤولية".
تبعد سانكسينكسو مسافة ساعة واحدة بالسيارة إلى الشمال من الحدود البرتغالية، ولن تفتح أبوابها هذا الصيف سوى لنحو 75% -على الأكثر- من روّاد الشاطئ الذين اعتادت استقبالهم من قبل.
إذ اختارت المدينة، التي تعد إحدى أفضل الوجهات السياحية شمال إسبانيا، استخدام نمط الشبكات المُشار إليه سلفاً لتقسيم شاطئها الرئيسي كي يستقبل المُصيّفين، مع الحفاظ على مسافة لا تقل 1.5 متر بين مساحاتهم.
بحسب مارتن، فبالإضافة إلى ذلك، ستُضاف أعمدة خشبية ذات حبال متصلة لتشكيل مربعات صغيرة للمجموعات الصغيرة، وأخرى أكبر للمجموعات الأكثر عدداً.
فيما من المقرر أن يتولّى العاملون لدى أجهزة المدينة تنظيم دخول الشواطئ، كما سيرافقون المُصيّفين إلى مواضعهم المُخصصة.
لا تترك مكانك: رغم ذلك، لم يعد بإمكان المُصيفين شَغْل مكانٍ على الشاطئ طوال اليوم بمجرّد ترك مناشفهم عليه.
إذ يقول مارتن: "إذا ترك المُصيفون أماكنهم لتناول الغداء، سيفقدونها كي ينالها آخرون".
رغم أن البلدتين تأملان في فتح شواطئهما خلال يونيو/حزيران، سيعتمد أي موعِد مؤكّد اعتماداً كليّاً على تخفيف حالة الطوارئ المفروضة على إسبانيا منذ 13 مارس/آذار.
يشار إلى أن كانيت قد حددت ميزانية قدرها 542 ألف دولار أمريكي لتنفيذ خطّتها الخاصّة بالشواطئ هذا الصيف، فيما أدرجت سانكسينكسو خطّتها ضمن ميزانية الأنشطة الصيفية، التي تبلغ 3.8 مليون دولار أمريكي، حسبما أفاد مسؤولا البلدتين.