يتعرض إيشيرو ماتسوي، عمدة مدينة أوساكا، ثالث أكبر مدينة في اليابان، لانتقادات عنيفة من قبل فعاليات مجتمعية في البلاد، بعد أن لمّح إلى أن الرجال أنسب من النساء فيما يتعلق بشراء منتجات البقالة خلال جائحة كورونا، لأن النساء "يستغرقن وقتاً طويلاً، مما يؤدي إلى مزيد من الزحام في محلات البقالة والسوبر ماركت".
وفق شبكة cnn الأمريكية، الجمعة 24 أبريل/نيسان 2020، فإن تصريح عمدة أوساكا يأتي في ظل الارتفاع الذي يشهده عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، محطماً الآمال السابقة بأن الاستجابة الأولية للحكومة كانت قد نجحت في السيطرة على انتشاره.
إذ بلغ عدد الحالات المصابة بالفيروس في اليابان، حتى يوم الخميس 23 أبريل/نيسان، 11.950 حالة إصابة، و299 حالة وفاة، وذلك وفقاً لبيانات جامعة "جونز هوبكنز"، التي تشير أيضاً إلى أن عدد حالات الإصابة في 1 مارس/آذار الماضي، كان 243 فحسب.
كما دفع هذا الارتفاع السلطات إلى فرض مجموعةٍ من القيود الجديدة في جميع أنحاء البلاد.
كلام العمدة: هذا التصريح، الذي أثار جدلاً واسعاً في "بلاد الحواسيب"، كان خلال مؤتمر صحفي عقده، الخميس، وقال فيه للصحفيين: "النساء يستغرقن وقتاً أطول في شراء البقالة، لأنهن يتصفحن المنتجات المختلفة، ويعتنين بالبحث عن الخيار الأفضل".
كما أضاف أيضاً: "أما الرجال فيلتقطون بسرعة ما طُلب منهم شراؤه، حتى لا يقضوا وقتاً أطول في السوبر ماركت، وهم بذلك يتجنبون أي مخالطة أو اتصال أوثق مع الآخرين".
كردِّ فعل على تعليقات العمدة، قامت الصحفية اليابانية المعروفة، شوكو إيغاوا، بنشر تغريدة تقول فيها: "الأشخاص الذين لا يعرفون شيئاً عن حياة الناس اليومية يجب ألا يُصدروا تصريحات"، لتلقى تغريدتها دعماً كبيراً، ويُعاد نشرها أكثر من 3000 مرة.
سيطرة الذكور: لا تزال اليابان مجتمعاً يسيطر عليه الذكور إلى حد كبير، والدليل على ذلك، أنه على الرغم من أن عدد النساء في اليابان بلغ نسبةً وصلت إلى نحو 51% من مجموع سكان اليابان، وفقاً لبيانات البنك الدولي، فإن اليابان تأتي في المرتبة الـ110 من بين 149 دولة، في أحدث تقرير أصدره "المنتدى الاقتصادي العالمي" فيما يتعلق بدرجة المساواة بين الجنسين.
كما تحتل اليابان بذلك المرتبة الأدنى بين دول مجموعة السبع، رغم تعهد رئيس الوزراء، شينزو آبي، بدعم تمكين النساء العاملات وتحسين أوضاعهن الاقتصادية بواسطة سياسته المسماة "ويمنومكس" (womenomics).
انتقادات للمسؤولين: منذ بدء تفشي فيروس كورونا، يتعرض المسؤولون في اليابان لانتقادات كبيرة بخصوص تعاملهم مع الأزمة، حيث حذَّر عديد من خبراء الصحة من ضعف قدرات اليابان فيما يتعلق باختبارات الفيروس، وردود الفعل البطيئة من الحكومة.
إذ بحلول منتصف أبريل/نيسان، كانت اليابان قد أجرت نحو 90 ألف اختبار فقط، مقارنة بأكثر من 513 ألف اختبار في كوريا الجنوبية، التي يبلغ عدد سكانها 51 مليوناً، مقارنةً بعدد سكان اليابان البالغ 127 مليوناً.
يشار إلى أن مدينة أوساكا تخضع لحالة الطوارئ منذ 7 أبريل/نيسان، وجاءت تصريحات ماتسوي بعد إرشادات بأن تحدَّ المتاجر من عدد الأشخاص الموجودين فيها في وقت واحد، وتوصيةٍ بتقليل عدد مرات الخروج للتسوق إلى مرةٍ كل يومين أو ثلاثة أيام.