حذر باحثون من أن المحيط المتجمد الشمالي سيصبح على الأرجح خالياً من الجليد خلال فصول الصيف قبل عام 2050، وذلك بفعل تسارع معدلات الاحتباس الحراري، وارتفاع درجات حرارة القطب الشمالي إلى درجتين مئويتين، أي أعلى مما كانت عليه في عصر ما قبل الصناعة.
أزمة المناخ تتفاقم: يقول باحثون وعلماء إن مدى فاعلية تدابير الحماية هي وحدها التي ستحدد عدد السنوات التي يمكن للكوكب أن يستمر في البقاء على غطاء جليدي شمالي طوال العام، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، الإثنين 20 أبريل/ نيسان 2020.
تُشير الصحيفة إلى أن بحثاً جديداً ضخماً نُشر في دورية Geophysical Research Letters شاركت فيه 21 منظمة رائدة وشمل استخدام 40 نموذجاً مناخياً مختلفاً، توصل إلى أنَّ أياً كان الإجراء الذي سيُتخَذ، فنحن على طريق الوصول لفصول صيف خالية من الجليد خلال العقود المقبلة.
العلماء بحثوا في مستقبل الجليد البحري في المحيط الشمالي وفق سيناريوهات تستند إلى انبعاثات مستقبلية عالية من غاز أكسيد الكربون، وحماية مناخية قليلة، لكن الدراسة وجدت أيضاً أنَّ الجليد البحري في المحيط الشمالي قد يختفي "أحياناً" في فصل الصيف، إذا خُفِضَت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سريعاً.
من جانبه، قال ديرك نوتز، الذي يقود المجموعة البحثية عن الجليد البحري في جامعة هامبورغ الألمانية: "حتى إذا خفضنا الانبعاثات العالمية سريعاً وبدرجة كبيرة، وبالتالي نحافظ على معدل الاحتباس الحراري عند أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، فسيختفي بالرغم من ذلك الجليد البحري للقطب الشمالي أحياناً في فصل الصيف حتى قبل 2050. وهذا أثار دهشتنا حقاً".
مساحة الجليد في تناقص: في الوقت الحالي يغطي الجليد البحري القطب الشمالي طوال العام، وعند حلول الصيف من كل عام، تقل مساحة الغطاء الجليدي، لكن تعود مرة أخرى في الشتاء.
تقول الصحيفة البريطانية إنه بسبب الاحتباس الحراري العالمي انخفضت المساحة الكلية للجليد البحري الذي يغطي المحيط الشمالي سريعاً خلال العقود القليلة الماضية.
وتؤثر قلة مساحة الجليد على مناخ القطب الشمالي ونظامه الإيكولوجي، إذ يمثل الغطاء الجليدي موئلاً وأرض صيد لحيوانات الفقمة والدببة القطبية، ويحافظ على القطب الشمالي بارداً من خلال عكس أشعة الشمس.
ماذا سيحدث لو ذاب جليد القطب الشمالي؟ يجيب عالم المناخ في جامعة بنسلفانيا، مايكل مان بقوله إن "القطب الشمالي هو "فريزر" كوكب الأرض الطبيعي"، والتغيرات التي تطرأ عليه لن تؤثر فقط على القطب الشمالي، بل ستطال كوكب الأرض كاملًا.
أشار العالم إلى أن "كوكبنا له نظام مترابط، وتلاشي الجليد له آثار نعاني منها بالفعل في الجنوب، منها تسريع وتيرة الاحتباس الحراري العالمي، وارتفاع مستويات البحار، وازدياد معدل الكوارث الطبيعية الشديدة، مثل الفيضانات".
كذلك حذر العالم من أنه وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة الحالية، لن يعاني الإنسان وحده، بل حيوانات القطب الشمالي، خاصةً الدببة القطبية، وذلك لصعوبة التأقلم على التغيرات المناخية الجديدة.