تحدثت حليمة عدن، عارضة الأزياء المحجبة، عن طفولتها في مخيم اللاجئين الكيني، واعترفت بأن طفولتها امتلأت "بالجروح والبسمات" على حد سواء.
ولدت عارضة الأزياء الصومالية الأمريكية البالغة من العمر 22 عاماً في مخيم كاكوما التابع للأمم المتحدة بكينيا، بعد فرار والدتها من الحرب الأهلية الصومالية عام 1994، حسب تقرير صحيفة The Daily Mail البريطانية. وتعد أول عارضة أزياء مسلمة تظهر في مجلة Sports Illustrated الأمريكية بالحجاب والبوركيني.
نُقلت حليمة، التي تعيش الآن في سان بول بولاية مينيسوتا، من مخيم اللاجئين إلى سانت لويس بولاية ميزوري في عام 2004، قبل أن تنتقل مع أسرتها لاحقاً إلى سانت كلاود بمينيسوتا.
في حديثها إلى مجلة Observer Magazine الأمريكية، روت كيف عاشت في حالة من عدم الاستقرار بالرغم من حصولها على طفولةٍ سعيدة، فغالباً كانت تعود لتجد منزلها قد "جُرف"، لتعكف على إعادة بناء مجتمعها.
قالت إن لوحة تحتوي على أسماء ووجهات أولئك الذين وقع عليهم الاختيار لإعادة التوطين في مكان آخر، كانت تمثل الفارق بين "الحياة والموت"، وشبهتها بفكرة سلسلة الأفلام البائسة The Hunger Games.
أضافت: "كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أذهب إلى الحضانة، ثم أعود لأجد أنه قد جُرف"، مضيفة أن المجتمع كان يتحد بعد ذلك لإعادة البناء نفسه.
أوضحت حليمة كيف أن هذه اللوحة، التي تحمِل أسماء المختارين للانتقال إلى مكان آخر، كانت تعكس مدى هشاشة حياتهم في المخيم.
تضيف: "كان الأمر وكأنه جزء من The Hunger Games؛ فهو يحكم على مستقبلك بأكمله. إنه الفرق بين الحياة والموت بشكل حرفي".
الفوز باليانصيب، تابعت بأن الأمر بالنسبة للآباء كان يشبه الفوز باليانصيب؛ لأنه كان يعني بداية جديدة، أما الأطفال فكانوا أقل سعادة؛ لأن هذا يعني عدم رؤية أصدقائهم مرة أخرى.
في 2004، نُقلت حليمة وعائلتها إلى حي فقير في سانت لويس، حيث كانت العقبة الأكبر أمامها هي تعلم اللغة الإنجليزية.
لكن عارضة الأزياء، التي كانت تتحدث بالفعل الصومالية والسواحلية معاً، التقطت بسرعة اللغة الإنجليزية مستعينة بأغنيات مثل Dilemma لنيلي، حيث كانت تحاكيها بعد سماعها على المذياع.
كانت حليمة المسلمة الأولى التي اختيرت ملكة حفلة الترحيب بالعائدين في مدرستها الثانوية. وبعد ذلك، كانت أول صومالية تُنتخب عضواً بمجلس شيوخ الطلبة في جامعتها.
حينما أنهت مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة بمينيسوتا في 2016، كانت أول متسابقة تظهر مرتدية البوركيني خلال عروض ملابس السباحة.
استمراراً في كسر الحواجز وتمهيد الطريق أمام الآخرين، ظهرت بالحجاب على غلاف مجلة Vogue العربية ومجلة CR Fashion Book، ومجلة Allure الأمريكية، ومجلة British Vogue البريطانية، وكانت بطلة فيديو حملة شركة Fenty الأمريكية، وعرضت ملابس شركات Max Mara وYeezy وBlonds وTommy Hilfiger في عروض الأزياء.
بطلة البوركيني، قريباً ستملأ حليمة صفحات إصدار ملابس السباحة من مجلة Sports Illustrated للمرة الثانية، بعد عام واحد فقط من دخولها التاريخ حين أصبحت أول عارضة أزياء مسلمة تظهر في المجلة الشهيرة وهي ترتدي الحجاب والبوركيني.
في يناير/كانون الثاني من هذا العام، أصبحت حليمة أول محجبة سوداء تظهر على غلاف مجلة Essence الأمريكية، لكنها اعترفت في المنشور بأن والدتها لا تفهم جيداً سبب تركيز حليمة على الظهور والشمولية.
تقول: "من المهم بالنسبة لي أن أكون مرئيةً، وأن أبذل قصارى جهدي لأُعلِم الفتيات أنه لا يتعين عليهن تغيير هويتهن. أريدهن أن يعرفن أن العالم سيلتقي بهن حيث يقفن تماماً".
وتابعت: "لا تفهم أمي سبب الأهمية الكبيرة للظهور في الصور بالنسبة إليَّ، وبالتأكيد تتمنى لي نفس ما يتمناه كل الآباء لأطفالهم: أن أكون مفيدة، وأن أكون شخصاً جيداً، وأن أعيش حياة صادقة وأعمل بجد وأتلقى قسطي من التعليم. لكنها في الوقت نفسه لا تعرف النضال الذي خضته أثناء حياتي في أمريكا، وحين أكون في أماكن أنا الفتاة الوحيدة التي ترتدي الحجاب فيها أو الفتاة الوحيدة التي تبدو كما أبدو".
ومع أن عملها في الأزياء يُبقيها مشغولة كثيراً، تخصص حليمة وقتاً للعمل سفيرة لمنظمة اليونيسيف.
وقالت: "حينما كنت لاجئة في كاكوما، وفَّر لي عمال اليونيسيف الميدانيين شعوراً بالاستقرار، أملاً في أننا سنكون بخير. والآن، آمل أن أرد الجميل. أعتقد أنك لو رُزقت نعمة، ينبغي ألا تفكر فيها على أنها ملكك وحسب. إنها كالدَين. لقد حصلتُ على أمنيتي، والآن يجب أن أمنحها لغيري".
وتابعت: "لو أحسنَّا جميعاً بهذا الشكل، سيكون العالم مكاناً أفضل كثيراً. أعتقد هذا هو سبب وجودي هنا".