رغم أنها تعتبر وسيلة النقل الأكثر أمانًا إلا أنّ الاحصائيات تؤكد أن نسبة حوادث الطيران هي نسبة صغيرة مقارنة بحوادث السيارات والقطارات غير أنّ حوادثها تظل الأخطر إذ لا ينجو منها أحد على الأغلب.
أخطر حوادث الطائرات في التاريخ
اليوم سنستعرض لكم أخطر حوادث الطائرات في التاريخ بدءاً من أول حادث في التاريخ وصولاً إلى الأكثر من ناحية أعداد الضحايا.
أول حادث طيران في التاريخ
المكان: فرنسا
عدد الضحايا: 7
كان تاريخ السابع من نيسان/أبريل 1922 يوماً أسوداً في تاريخ الطيران إذ سجّل فيها أول حادث طيران مدني فوق مدينة بيكاردي الفرنسية.
الحادث كان اصطدام طائرة مدنية تابعة لشركة ديملر البريطانية بطائرة مدينة أخرى تابعة لشركة Compagnie des Grands Express Aériens الفرنسية، ادى لمقتل 7 أشخاص.
سبب الحادث
بينما كانت تسير كل طائرة منهما في المسار المُخصص لها، كان الطقس ماطرا وضبابياً أدى إلى ضعف الرؤية بشكل أدى إلى انحراف المسار واصطدام الطائرتين ببعضهما ليلقى الأشخاص السبعة حتفهم على الفور.
صحيح أنّ العدد يبدو قليلاً ولكن في ذلك الحادث لم تكن الطائرين تحملان أشخاص اكثر، إذ أن الطائرة الإنجليزية أقلعت مُحملة بالبريد ومتجهة إلى باريس يقودها الطيار ومُساعده، بينما كان على متن الطائرة الفرنسية الطيار وثلاث ركاب وميكانيكي، وجميعهم توفيوا في الحادث.
أكبر عدد ضحايا في حادث طيران
المكان: إسبانيا
عدد الضحايا: 583
في السابع والعشرين من مارس/أذار 1977 توفي 583 شخصاً عبر حادث تصادم حصل بين طائرة تابعة لشركة Pan American كان على متنها 335 شخصاً وطائرة أخرى تابعة للخطوط الجوية الهولندية على متنها 248 شخصاً.
سبب الحادث
بدأ الأمر بانفجار قنبلة في مطار غران كناريا في لاس بالماس بإسبانيا، فقامت إدارة المطار بإغلاقه من أجل البحث عن قنابل أخرى.
فتم توجيه حركة الطائرات باتجاه مطار تنريف في إحدى جزر الكناري وهو مطار صغير مقارنة بمطار غران كناريا.
ما زاد الطين بلة هو أن الطقس في ذلك اليوم كان سيئاً والضباب جعل الرؤية شديدة الصعوبة.
أثناء قيام المراقب الجوي بتوجيه طائرة الخطوط الجوية الهولندية طلب من الطائرة الأمريكية بإخلاء الممرر.
تشابكت الظروف والأحداث بشكل مؤسف حيث تباطئ قائد الطائرة الأمريكية في إخلاء الممر، بينما تسرع قائد الطائرة الهولندية في الإقلاع، وفي نفس الوقت تداخلت الترددات بين موجات الإتصال ليفقد المراقب التواصل مع الطائرات لثواني معدودة.
ومع عدم وجود رادار أرضي لم يتمكن المراقب من تحديد مكان الطائرة الهولندية ولا التواصل معها لتصطدم بالطائرة الأمريكية الواقفة في ممر الإقلاع والتي لم يراها بسبب الضباب الكثيف.
الرحلة رقم 123 التابعة للخطوط الجوية اليابانية
المكان: اليابان
عدد الضحايا: 520
في الثاني عشر من أغسطس/ أب 1985 توفي 520 شخص من أصل 524 كانوا على متن الطائرة، حيث توفي كل الطاقم بينما نجا بمعجزة أربعة من ركاب الطائرة.
سبب الحادث
أقلعت طائرة الخطوط الجوية اليابانية في رحلة محلية من مطار طوكيو هانيدا الدولي إلى مطار أوساكا، وبعد إقلاع الطائرة باثنتي عشر دقيقة عانت من عطل ميكانيكي وبعد اثنان وثلاثين دقيقة تحطمت الطائرة وانقسمت لقسمين لتقع على قمة جبل "أوسوتاكا". توفي في الحادث 520 شخص بينما ولم ينجو سوى 4.
أثبتت التحقيقات التي تمت بعد الحادث أن سبب التحطم هو الإهمال الذي حدث عندما تمت عمليات تصليح للطائرة بعد حادث سابق، حيث تعرضت نفس الطائرة لحادث سبق حادث التحطم بعدة سنوات، ولم يتم إصلاح الذيل وحاجز الضغط الخلفي – أي المنطقة الواقعة بين المقصورة والذيل – بشكل صحيح الأمر الذي أدى إلى تحطم حاجز الضغط وهي في الجو ففقد الطيار السيطرة عليها وتحطمت بهذا الشكل الكارثي.
الرحلة رقم 763 التابعة للخطوط الجوية السعودية
المكان: الهند
عدد الضحايا: 349
في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1996 توفي 349 شخص كانوا على متن طائرتين سعودية وكازاخستانية.
سبب الحادث
أقلعت طائرة بوينج تابعة للخطوط الجوية السعودية من مطار نيودلهي بالهند متجهة نحو مطار زهران الدولي، وفي الاتجاه المعاكس كانت الطائرة إليوشين التابعة للخطوط الكازاخستانية الجوية تستعد للهبوط في مطار نيودلهي.
على بعد 119 كيلو متر من المطار تلقى قائد الطائرة السعودية الإذن بالارتفاع إلى 14000 قدم ، بينما تلقى قائد الطائرة الكازاخستينية الإذن بالهبوط إلى 15000 قدم وكلاهما على مسار واحد.
عندما وصلت الطائرة الكازاخستينية للارتفاع المنشود قام قائد الطائرة بإبلاغ برج المراقبة، الذي قام بدوره بالتنبيه عليه بوجود الطائرة السعودية على نفس المسار وطلب منه انتظار ظهورها وإبلاغ برج المراقبة، ولكن قائد الطائرة اضطر للارتفاع بها بشكل طفيف للهرب من جيب من الاضطرابات الهوائية داخل سحابة ركامية.
كانت النتيجة كارثية حيث اصطدمت الطائرتان في الجو، ليلقى ركاب وطاقم الطائرتين حتفهم على الفور في واحدة من أسوأ كوارث الطيران.
الرحلة رقم 981 التابعة للخطوط الجوية التركية
المكان: فرنسا
عدد الضحايا: 346
حصل الحادث الذي يُعرف أيضًا بـ "كارثة إرمنوفيل" نسبة للغابة التي تحطمت فيها الطائرة في 3 مارس،أذار 1974 وتسبب بمقتل 346 شخص.
سبب الحادث
أقلعت طائرة "ماكدونيل دوغلاس DC-10-10" التابعة للخطوط الجوية التركية من مطار أتاتورك الدولي باسطنبول في طريقها إلى مطار هيثرو الدولي بلندن وبينهم ترانزيت في مطار أورلي بباريس.
وصلت الطائرة إلى مطار أورلي، ثم تم تزويدها بالوقود وتحميل الأمتعة إلى داخلها، وبعد إغلاق باب مقصورة الشحن بساعتين أقلعت الطائرة مرة أخرى، وبعد دقائق من الإقلاع انفصل باب الأمتعة ليتسبب في اختلاف الضغط داخل الطائرة بين عنبر الشحن ومقصورة الركاب، ليفقد الطيار السيطرة على الطائرة بعدما تحطمت معدات التحكم.
فسقطت الطائرة في غابة إرمنوفيل على بُعد 37 كيلومتر شمال شرق باريس، وتوفي كامل الطاقم والركاب البالغ عددهم 346 شخص.
الرحلة رقم 163 التابعة للخطوط الجوية السعودية
المكان: السعودية
عدد الضحايا: 301
في التاسع عشر من أغسطس/أب 1980 توفي 301 شخص في طائرة سعودية من طراز لوكهيد إل 1011 تريستار بسبب الإهمال.
سبب الحادث
كانت الطائرة في رحلة داخلية من مطار الرياض إلى مطار جدة، وبعد عدة دقائق من الإقلاع وبينما كانت الطائرة على ارتفاع 15000 قدم، أبلغ طاقم الطائرة عن وجود دخان ليكتشف الطيار وجود حريق في مخزن الأمتعة، فأعلن حالة الطوارئ وطلب الإذن بالعودة إلى مطار الرياض مرة آخرى.
وبالفعل تمكن الطيار من الهبوط بالطائرة وكان في الانتظار فرق الإنقاذ التي لم تتمكن من فتح أبواب الطائرة لأن المحركات مازالت تعمل، ولم يتم فتح الباب إلا بعد 23 دقيقة من هبوط الطائرة.
وبعد ثلاث دقائق من فتح أبواب الطائرة وقبل البدء في عملية الإخلاء انفجرت الطائرة والتهمتها النيران.
استمر الحريق في الطائرة ساعات طويلة لقى فيها جميع الركاب وطاقم الطائرة حتفهم، ووجدوا جميعًا في النصف الأمامي من الطائرة.
تعددت أسباب هذا الحادث بدءًا من اكتشاف سبب الحريق وهو موقد غاز صغير كان ضمن أمتعة أحد الحجاج الإيرانيين، وضياع دقائق هامة وثمينة بين بحث طاقم الطائرة عن سبب الحريق قبل اتخاذ قرار الهبوط الإضطراري، وبين هبوط الطيار بالطائرة في موقع يبعد عن تمركز فرق الإنقاذ بعدة كيلومترات، وأخيرًا القرار الخاطئ الذي اتخذته فرق الإنقاذ بالعمل على اطفاء الحريق أولًا وليس اقتحام هيكل الطائرة للعمل على إخراج الركاب.
الرحلة رقم 191 التابعة للخطوط الجوية الأمريكية
المكان: الولايات المتحدة الأمريكية
عدد الضحايا: 273
في الخامس والعشرين من مايو/أيار 1979 توفي 273 شخص بسبب سقوط طائرة من طراز DC10 التابعة للخطوط الجوية الأمريكية.
سبب الحادث
كانت الطائرة الأمريكية في رحلة داخلية من مطار أوهير الدولي بولاية شيكاغو باتجاه مطار لوس أنجلوس الدولي، لكن ما إن اقلعت الطائرة حتى انفصل محركها الأيسر وانقلب فوق الجناح ليتسبب في تدمير أنابيب السوائل الهيدروليكية لينهار الجناح الأيسر ويفقد الطيار السيطرة على الطائرة لتسقط بسرعة كبيرة من الجو إلى الأرض.
توفي في الحادث الركاب جميعهم وعددهم 258 شخص، وطاقم الطائرة المكون من 13 شخص، بالإضافة إلى شخصين كانوا على الأرض.
أثبتت التحقيقات أن سبب الحادث هو الصيانة، حيث أن المهندسين والفنيين كانوا يقومون بعمل الصيانة للمحركات بشكل مختصر مختلف وخاطئ عن الطريقة المعيارية الصحيحة.
وهذا كان بهدف توفير الوقت والجهد والمال، فالطريقة الصحيحة كانت تتطلب وجود الطائرة على الأرض لفترة طويلة وهو ما كان يؤدي لخسارة الأموال، وبعد الحادث تم منع استخدام الطرق المختصرة للصيانة وإلزام أطقم الصيانة بالعمل على استخدام الطرق القياسية الصحيحة مهما تكلف الأمر للعمل على منع مثل تلك الحوادث مرة أخرى.
الرحلة رقم 587 التابعة للخطوط الجوية الأمريكية
المكان: الولايات المتحدة الأمريكية
عدد الضحايا: 265
في الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2001 سقطت طائرة مدينة أمريكية بشكل مفاجئ بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار جون إف كينيدي الدولي بنيويورك ليلقى جميع الركاب والطاقم مصرعهم ومعهم خمس أشخاص على الأرض.
سبب الحادث
كون هذه الكارثة الجوية حصلت بعد أحداث سبتمبر بشهرين، تعامل الجميع معها على أتها حادث إرهابي إلى حين ثبُت عكس ذلك.
أثبتت التحقيقات أن سبب الحادث هو مساعد الطيار الذي تعامل بشكل خاطئ مع تعليمات القائد، مما أدى لسقوط الطائرة.