أكمل رواد فضاء من محطة الفضاء الدولية مَهمّة مدتها ست ساعات؛ لإنهاء إصلاح أداة رصد المادة المظلمة، التي صُنّفت من قبل على أنها "غير قابلة للإصلاح".
لماذا الإنجاز مهم؟ رُكّبت الأداة المعروفة باسم مطياف ألفا المغناطيسي عام 2011 بميزانية ضخمة بلغت ملياري دولار أمريكي، ولكن لم يكن مقرراً له العمل سوى ثلاث سنوات، كما أنه لم يكن مصمماً ليكون قابلاً للإصلاح على يد رواد الفضاء، وفقاً لما ذكره موقع Digital Trends الأمريكي، الأحد 26 يناير/ كانون الثاني 2020.
مَهمّة صعبة: أمضى رائد فضاء وكالة ناسا أندرو مورغان، ورائد فضاء وكالة الفضاء الأوروبية لوكا بارميتانو، 6 ساعات و16 دقيقة خارج محطة الفضاء الدولية، يوم السبت 25 يناير/كانون الثاني 2020، لإصلاح مطياف ألفا المغناطيسي (AMS).
أثبت مطياف ألفا المغناطيسي أنه أداة قيمة جداً في أبحاث المادة المظلمة، لذا قررت وكالات الفضاء محاولة إصلاحه، وتطلب ذلك تدريب رواد الفضاء على الإجراءات المطلوبة.
تطلب الأمر أربع مهمات فضائية لإصلاح مطياف ألفا المغناطيسي، كان أولها في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بينما الرابعة كانت في عطلة الأسبوع المنصرم.
ما هو مطياف ألفا؟ يجمع المطياف الأشعة الكونية المشحونة التي تتحرك في الفضاء بسرعة تصل إلى حد سرعة الضوء تقريباً، وذلك من موقعه في محطة الفضاء الدولية.
يختلف المطياف عن كاشفات الجسيمات على الأرض، بكونه لا يملك مسرعاً للجسيمات، بل يدرس الجسيمات خلال وجودها في فراغ الفضاء، من دون أن تغيّرها التفاعلات مع الغلاف الجوي لكوكبنا.
نظرة أقرب للمشكلة: كان هدف المهمات الفضائية ترقية وتحديث نظام التبريد على مطياف ألفا المغناطيسي؛ لأن اثنتين من مضخات تبريده الأربعة توقفتا عن العمل.
إلى جانب تركيب نظام تبريد جديد، احتاج رواد الفضاء إلى إضافة كابلات طاقة وبيانات لتوصيله بالجهاز، ما يتطلب عملاً دقيقاً لقطع وتركيب خطوط أنابيب التبريد المصنوعة من الفولاذ.
في 25 يناير/كانون الثاني 2020، أجرى مورغان وبارميتانو فحصاً دقيقاً لنظام التبريد بحثاً عن أي تسرب، ووجدا تسرباً بسيطاً تمكنا من إصلاحه وفتحا الصمام لبدء تشغيل النظام.
في النهاية أوضحت كل المؤشرات نجاح المهمة، وقالت وكالة ناسا: "أظهرت الاختبارات الأولية استجابة مطياف ألفا المغناطيسي على النحو المتوقع".
من المفترض أن يُستأنف عمل جزء واحد على الأقل من مطياف ألفا المغناطيسي، بحلول نهاية الأسبوع المقبل، ومع تركيب نظام التبريد الجديد، سوف يتمكن المطياف المغناطيسي من جمع البيانات العلمية للعديد من السنوات المقبلة.