فشلت حملة حاولت تجريد الأمير هاري وميغان ماركل من ألقابهما الملكية، بوصفهما دوق ودوقة ساسيكس.
صحيفة Mirror البريطانية التي أوردت الخبر، قالت إن عدداً من مواطني ساسيكس الغاضبين، قدموا عريضة تُطالب بتغيير أسمائهما الملكية، وحملت العريضة توقيع 3800 شخص.
أشارت الصحيفة إلى أن الزوجين حصلا على تلك الألقاب من الملكة بعد زواجهما في قصر وندسور بمقاطعة بيركشاير في شهر مايو/أيار من العام الماضي.
قاد حملة جمع التوقيعات على العريضة تشارلز روس، المناهض للملكية، الذي قال إن قرار منحهما تلك الألقاب "سقطة أخلاقية وعدم احترام للآخرين". وأضاف أيضاً أن منحهما اللقبين فعل "غير ديمقراطي بالمرة ويرمز للاضطهاد الذي تمارسه نخبة الأثرياء".
إلا أن أعضاء مجلس برايتون وهوف سيتي، الذين اضطروا إلى مناقشة العريضة في اجتماع المجلس يوم الخميس، 19 ديسمبر/كانون الأول، قرروا رفضها.
منح اللقبين لميغان وهاري "سقطة أخلاقية"
تقول العريضة، التي أُعدّت منذ سبتمبر/أيلول الماضي: "نحن، الموقعين أدناه على عريضة المقدمة لمجلس براتون وهوف سيتي، نرفض استخدام هنري (هاري) وندسور وراشيل ميغان ماركل لقبي "دوق ساسيكس ودوقة ساسيكس" على الترتيب، باعتبار ذلك سقطة أخلاقية وعدم احترام لمقاطعة شرق ساسيكس".
أضافت: "ندعو مجلس برايتون وهوف سيتي عدم الإشارة إلى هذين الفردين بمثل هذين اللقبين اللذين نعتقد أنهما (لقبان) غير ديمقراطيين بالمرة ويرمزان للاضطهاد الذي تمارسه نخبة الأثرياء بحق عامة الناس.
تابعت: "لا يحق لمجلس برايتون دعوة أو استضافة أي من هذين الفردين أو تقديم أي شكل من أشكال الضيافة أو المجاملة تتجاوز ما يحصل عليه أي فرد عادي من العامة".
بينما قالت رئيسة المجلس، نانسي بلاتس، خلال اجتماع لكل أعضاء المجلس ليلة الخميس: "أدرك أن هناك وجهات نظر متحمسة من كلا الجانبين في ما تعلق بالشرعية الملكية. لكن ذلك لا يظل من شؤون السلطات المحلية ولا نمتلك السلطة إلغاء هذه الألقاب. هذا الأمر يعود مباشرة إلى القصر".
أضافت: "المجلس يناقش عدداً من القضايا الملحّة يجب وضعها على قائمة أولوياتنا، مثل التشرد، والتغير المناخي، وتأثيرات التقشف، وضمان الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لسكان مدينتنا".
بلاتس أكدت أنه "بالرغم من احترامي الكامل لوجهات نظر كلا الجانبين، بالنظر إلى التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجهنا، لا أعتقد أن المضي قدماً في مناقشة المقترحات الواردة في هذه العريضة قد تكون هي الاستغلال الأمثل لوقت وموارد المجلس". وتابعت: "لذا أود أن أطلب من المجلس أن يُحاط علماً بالعريضة وأشكر السيد روس على تقديمها".
بعد أن كانا قد استقبلا بشكل حافل
بالرغم من المخاوف، حظي الزوجان الملكيان، اللذان يعشان في منزل فروغمور كوتاج الموجود على أراضي قصر وندسور، باستقبال حافل من الجماهير الحاشدة لتهنئتهما عند زيارتهما ساسيكس في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018.
في ذلك الوقت، أثنى بيتر كايل، عضو البرلمان البريطاني عن مدينة هوف، على هذا الاحتفال الذي يعكس تنوع برايتون ووصفه بـ "المثال الرائع للتنوع".
إذ أصبح هاري أول دوق لمقاطعة ساسيكس منذ 175 عاماً، والثاني في التاريخ. بينما أصبحت ميغان أول دوقة في تاريخ ساسيكس.
حصل هاري أيضاً على ألقاب ملكية خاصة بإسكتلندا وإيرلندا الشمالية، إذ أصبح إيرل دمبارتون وبارون كيلكيل، ما يجعل ميغان كونتيسة دمبارتون وبارونة كيلكيل.
تُمنح جميع الألقاب الملكية عن طريق الملكة التي يرجع لها القرار الأخير في اختيار من تهب لهم الصفة الملكية من أحفادها وزوجته. وأخذت الملكة أفكار هاري بشأن لقبه الملكي بعين الاعتبار في مناقشة خاصة جرت بين الأمير وجدته.
تنص التقاليد على أن يُمنح رجال العائلة الملكية لقبهم الملكي يوم زفافهم. ويُذكر أن الأمير أوغسطس فريدريك كان أول دوق لمقاطعة ساسيكس. وقد تزوج مرتين، ولكن كلاهما دون موافقة الملك، لذا لم تحصل أي من زوجتيه على لقب دوقة ساسيكس.
انقسام بين سكان مقاطعة ساسيكس
بعد القرار، قال غراهام سميث، المدير التنفيذي للجماعة المناهضة للملكية "Republic" (أي الجمهورية): "أتفهم أسباب المجلس ولكنني أتفهم أيضاً أسباب تقديم العريضة".
أضاف سميث: "ربما يجب على أفراد العائلة المالكة محاباة بعضهم بالألقاب الملكية السخيفة والزج بأسماء مناطق تعترض على ذلك بشدة". وتساءل: "ما الرابط المحتمل الذي قد يربط دوق ودوقة ساسيكس بمقاطعة ساسيكس؟".
لكن توماس مايس آرتشر ميلز، مؤسس جمعية "British Monarchists Society" المدافعة عن الملكية البريطانية، دافع عن استخدام الألقاب الملكية، وقال: "نشعر بالفزع التام بسبب توقيع الكثيرين على العريضة المذكورة".
أضاف: "يشير ذلك بوضوح إلى أن مدينة برايتون آند هوف مرتع للمعارضين الجمهوريين، وأصبح ذلك مؤكداً الآن". وتابع: "تعكس مثل هذه العريضة مدى ازدراء واحتقار التاج الملكي، ناهيك عن إظهار قدر هائل من عدم الاحترام أو التقدير للعائلة الملكية".